“انهيار مفاجئ لنظام الأسد”.. دراسة أمريكية تتحدث عن إفلاس النظام ورغبة روسيا بالتخلص منه
روسيا تريد التخلص من بشار الأسد لكنها لا تملك حتى الآن رؤية واضحة لتنفيذ ذلك.. والنظام عرضة للانهيار المفاجئ بعد أن أصبح مفلساً
طيف بوست – مترجم
أصدر معهد بحوث “جيمس تاون” الأمريكي دراسةً تحدث خلالها عن إفلاس نظام الأسد وإمكانية انهياره في أي لحظة بشكل مفاجئ نتيجة عدة عوامل منها اقتصادية وأخرى تتعلق بالدول الداعمة له.
كذلك أكدت الدراسة أن سياسة روسيا في سوريا باتت تشكل عبئاً كبيراً على القيادة الروسية، نظراً للأموال التي أنفقتها موسكو خلال سنوات تدخلها لمساندة “بشار الأسد” ودعم بقائه على رأس السلطة في سوريا.
وأشارت الدراسة إلى الأمر الذي يجعل القيادة الروسية في حيرة من أمرها بالنسبة لنظام الأسد في الوقت الراهن، ألا وهو عدم وجود رؤية للحل في سوريا تضمن مصالح روسيا وتحافظ على المكتسبات التي حققتها موسكو جراء دعمها للنظام السوري.
ولفتت إلى أن خيارات روسيا الأكثر تعقيداً بدأت تطفو على السطح في سوريا، إذ أن مخـ.ـاطر تدخلها هناك أصبح أعلى بكثير من أي مكان آخر حول العالم، وذلك نظراً للتعقيد الذي تشهده الساحة السورية بالنسبة لموازين القوى.
واعتبرت الدراسة أن الاتفاق الموقع بين روسيا وتركيا بشأن الهدنة في محافظة إدلب، وعلى الرغم من انه ما زال صامداً إلى حد كبير، إلا أن ذلك لا يعني أن موسكو تخلت بشكل كامل عن الخيار العسكري الذي كانت تخطط له منذ فترة طويلة بخصوص المنطقة الشمالية الغربية من سوريا.
وأوضحت الدراسة أن مسار “أستانا” الذي تسعى من خلاله الدول الضامنة لهذا المسار (روسيا، تركيا، إيران) لإيجاد حلول وسطية تقرب وجهات النظر فيما بينها بالنسبة للملف السوري، متوقف حالياً بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد.
وأضافت أنه ليس أمام الدول الضامنة لمسار “أستانا” سوى الانتظار حتى تسمح لهم الظروف بعقد اجتماعات مقبلة للحديث عن الحل السياسي في سوريا.
وأكدت الدراسة أن روسيا ليس لديها القدرة من الناحية الاقتصادية لتمويل مشاريع إعادة إعمار سوريا بعد أن تضع الحــ.ـرب أوزارها على الأراضي السورية.
اقرأ أيضاً: “انشقاق داخل عائلته”.. واشنطن بوست: بشار الأسد يواجه أصعب التحديات منذ عام 2011 وصندوق أدواته أصبح فارغاً
وشددت على أن موسكو لا يمكنها بحال من الأحوال أن تعتمد على إيران في مسألة مواصلة تقديم الدعم للجماعات التي تساند نظام الأسد في سوريا.
وأشارت إلى أن العوامل السابقة قد جعلت نظام الأسد مفلساً وعرضة للانهيار بشكل مفاجئ، لافتة أن روسيا عالقة به، وتزداد غضـ.ـباً يوماً بعد يوم لغياب أي رؤية للحل لديها في المنظور القريب، وذلك بحسب الدراسة التي أصدرها معهد “جيمس تاون” الأمريكي.
ورأت الدراسة أن القيادة الروسية سئمت من مشاركتها الباهظة الثمن في سوريا، معتبرة أن كبار الضباط الروس، وعلى رأسهم وزير الدفاع “سيرغي شويغو” سيصمون آذانهم عن أي آراء تنادي بالتراجع بخصوص دعم بقاء “بشار الأسد” على رأس السلطة.
وكشف أن “شويغو” هو الشخصية السياسية الوحيدة في روسيا إلى جانب الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” التي تملك حولها حاشية تقدسها، مشيرة أن دوره في تحديد مسار الملف السوري أكبر بكثير من دور القائد العام الروسي.
يذكر أن رأس النظام السوري “بشار الأسد” قد تعرض خلال الأسابيع القليلة الماضية لحملة انتقادات واسعة شنتها وسائل إعلام روسية مقربة من مركز صناعة القرار في الكرملين ضد الفسـ.ـاد المستشري في الحكومة السورية.
اقرأ أيضاً: خطوة نادرة.. “بوتين” يعين سفيره بدمشق ممثلاً رئاسياً خاصاً له في سوريا.. ماذا يعني ذلك؟
كما نشرت الصحف العربية والدولية العديد من التقارير حول وجود رغبة عارمة لدى القيادة الروسية بالتخلي عن “بشار الأسد” الذي بات واضحاً أنه يشكل حجر عثرة أمام الطموحات والمصالح الروسية في منطقة الشرق الأوسط عموماً، والأراضي السورية على وجه الخصوص.
يأتي ذلك وسط أحاديث حول وجود صفقة دولية بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية حول الإطاحة بالأسد مقابل أن تحافظ روسيا على الامتيازات التي حصلت عليها جراء تدخلها لمساندة النظام السوري نهاية عام 2015.