أخر الأخبار

“حـرب الكمامات العالمية”.. صراع محتدم بين الدول العظمى لتأمين المستلزمات الطبية الخاصة بفيروس كورونا

نسمع كل يوم عبر وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم، أخباراً مفادها أن إحدى الدول قامت بالسطو على شحنة كمامات كانت في طريقها لدولة أخرى.

وتتبادل الدول العظمى الاتهامات حول الجهة التي تقف وراء اختفاء شحنات الكمامات والمستلزمات الطبية الخاصة بفيروس كورونا المستجد.

في حين لم يتوقع أحد من البشر أن يحتدم الصراع بين كبرى الدول حول العالم، بسبب الكمامات والمواد الطبية، حيث أن المنطق يقول أن صراعاً عالمياً من هذا النوع لا يمكن أن ينشب إلا لأسباب جيوسياسية أو لأطماع اقتصادية.

لكن ما يحصل الآن، يمكن أن نسميه بالفعل “حـ.ـرباً كبرى من نوع آخر بين الدول العظمى”، هذه الحـ.ـرب من أبرز أبطالها، الكمامات والمواد الطبية.

وبعبارة أخرى يمكن أن نسمي ما يحصل بـ “حـ.ـرب الكمامات العالمية”، حيث أصبحت الدول المصنعة لهذه الأقنعة الواقية، أكثر أهمية من بعض الدول المصدرة للنفط، كما قال أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تعليقه على هذا الموضوع.

وقد بدأ الصرع بين الدول من أجل الاستحواذ على شحنات الكمامات وبعض المستلزمات الطبية الضرورية لمواجهة انتشار فيروس كورونا، منذ أن توسع انتشار الفيروس ووصل إلى القارة الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.

وسجلت أول حالة سطو على شحنة كمامات في الصين، حيث اتهمت السلطات الصينية حكومة مدينة “دالي” التي تقع في ولاية “يونان” جنوب البلاد، بإخفاء شحنة كمامات كانت في طريقها إلى ولاية صينية أخرى.

ولم ينتهي الأمر عند هذا الحد، إذ وصلت الأمور في وقتنا الراهن إلى تحركات عالمية رفيعة المستوى من أجل معرفة الجهات التي تقف وراء اختفاء شحنات كبيرة من الكمامات، فيما يتبادل المسؤولون في مختلف الدول المتضررة من انتشار الفيروس التهم حول السطو على الشحنات.

ومن أهم الأمور التي ساهمت في احتدام الصراع بين الدول العظمى مؤخراً، هو إعلان منظمة الصحة العالمية منذ أيام، أنه يتوجب على جميع الأشخاص ارتداء الكمامات كإجراء وقائي، إذ كان ارتداء الكمامات في السابق يقتصر على الأشخاص المصابين بفيروس كورونا.

اقرأ أيضاً: خبراء صينيون يكشفون عن إصابة قطط مدينة “ووهان” بفيروس كورونا.. على ماذا يدل ذلك؟

ودخل الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” يوم أمس الصراع بتصريحات صحفية مثيرة أدلى بها بخصوص نقص المواد الطبية في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ قال: “لا نريد من دول أخرى أن تستحوذ على ما نحتاجه من كمامات ومواد طبية”.

وأضاف: “إن حصل ذلك مجدداً، بإمكانكم أن تسموا ردة فعلنا فيما بعد بالانتـ.ـقام، في حال لم نحصل على ما نريد”، حيث جاءت تصريحات “ترمب” بعد ارتفاع أعداد الوفيات في أمريكا بسبب انتشار فيروس كورونا هناك بوتيرة متصاعدة.

وبخصوص آخر تطورات هذا الصراع، اتهمت الحكومة الإسبانية يوم أمس تركيا بالاستحواذ على شحنة مستلزمات طبية كانت متوجهة من الصين إلى إسبانيا يوم السبت الفائت.

هذا الأمر جعل وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” يجري اتصالاً عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع نظيرته الإسبانية “جونزاليس لايا” لينفي الاتهامات جملةً وتفصيلاً.

فيما وجهت الاتهامات يوم أمس للولايات المتحدة الأمريكية بالاستحواذ على شحنة كمامات كبيرة كانت في طريقها إلى ألمانيا، وتحويلها للاستخدام المحلي، وذلك حسب شبكة “سي إن إن”.

اقرأ أيضاً: خبير تركي يصمم جهازاً يقضي على فيروس كورونا في غضون ثواني!

وقد صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية في العاصمة الألمانية برلين، “مارتين بالغن”، أن بلاده تتحرى تفاصيل اختفاء شحنة الكمامات، مضيفاً أنه لا تتوفر لدى الحكومة الألمانية حتى اللحظة أي معلومات حول ما جرى بالفعل في مطار “بانكوك” في تايلاند بخصوص الشحنة التي كان من المفروض أن تصل إلى ألمانيا.

كما اتهمت ألمانيا الولايات المتحدة الأمريكية في وقت سابق بالسطو على شحنة كمامات كانت في طريقها إلى برلين قادمة من الصين، في حين وجه مسؤولون فرنسيون لواشنطن تهم بشراء كمامات من الصين كانت مخصصة لفرنسا، الأمر الذي نفته واشنطن بشكل قاطع.

أما إيطاليا البلد الأكثر تضرراً بانتشار فيروس كورونا في أوروبا، فقد اتهمت الحكومة الإيطالية سلطات دولة التشيك بالاستحواذ على شحنات طبية وأكثر من نصف مليون كمامة كانت في طريقها إلى روما.

كما وجهت تونس الاتهامات للحكومة الإيطالية نفسها بأنها استحوذت على شحنات مواد تعقيم وتطهير كانت متجهة إلى العاصمة التونسية منذ عدة أيام.

وفي حين أن توسع انتشار فيروس كورونا عالمياً، وتسببه بفقدان آلاف البشر لحياتهم، يتطلب تضافر جهود الدول العظمى وتكاتفها من أجل القضاء على الفيروس، وإيجاد عقارات تساعد على شفاء المصابين، فإننا نرى العكس تماماً.

اقرأ أيضاً: عبر “بلازما دم” المتعافين.. تركيا ستطبق طريقة جديدة في علاج المصابين بفيروس كورونا

فقد شهد العالم بعد  توسع انتشار الفيروس سباقاً محتدماً وصراعاً جشعاً من أجل السطو والاستحواذ على الكمامات والمستلزمات الطبية، وأجهزة التنفس الاصطناعي من أجل مواجهة انتشار فيروس كورونا، حيث أصبح شعار كل دولة “أنا ومن بعدي الطوفان”.

هذا الأمر قد يتطور في قادم الأيام في حال عدم القدرة على احتواء انتشار الفيروس، وربما نشهد تغييرات جذرية عالمياً على مختلف الأصعدة الصحية والاقتصادية والسياسية، وهناك احتمال أن نرى حـ.ـرباً من نوع آخر بين الدول العظمى، سيكون فيها دور البطولة للكمامات والمستلزمات الطبية.

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: