“مي سكاف” أيقونة تأبى الرحيل.. غادرت عالمنا جسداً لكن روحها ما زالت تحلق عالياً في سماء الحرية!
“مي سكاف” أيقونة الثورة السورية التي تأبى الرحيل.. غادرت عالمنا جسداً لكن روحها ما زالت تحلق عالياً في سماء الحرية..!
طيف بوست – فريق التحرير
في مثل هذا اليوم منذ عامين، رحلت عن عالمنا الفنانة الثائرة والحرة وأيقونة الثورة “مي سكاف” جسداً، لكن روحها ما زالت تطوف حولنا وتحلق عالياً في سماء الحرية كأنها تعيش بيننا.
وما زالت آخر كلمات كتبتها على صفحتها الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” قبل رحيلها بيومين راسخة في قلوب أحرار سوريا.. “لن أفقد الأمل.. لن أفقد الأمل.. إنها سوريا العظيمة، وليست سوريا الأسد”.
وكان لافتاً خلال اليومين الماضيين مشاركة صور “مي سكاف” وكلماتها ومواقفها المساندة لثورة أبناء الشعب السوري على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أظهر مدى المحبة التي يكنها السوريون الأحرار للفنانة الراحلة.
ومن أبرز المنشورات ما كتبه الفنان السوري المعارض لنظام الأسد “عبد الحكيم قطيفان”، إذ قال: “عامين على رحيلك المؤلم يا مي.. وما زال كل شيء في تفاصيلنا مرٌ وثقيل.. وحلمنا بخلاص سوريتنا العظيمة غير منظور..!”.
وحول سر الاهتمام اللافت بذكرى رحيل “مي سكاف” يقول أحد المتابعين معلقاً :”لأنها امرأة بألف رجل، وستبقى أيقونةً للثورة، وإن رحلت بجسدها، فلروحها الخلود”.
فيما يقول آخر: “لأنها باختصار قيمة فنية كبيرة وقامة عالية تمكنت من التسلل إلى أحاسيس ووجدان وقلوب السوريين، فكانت دائماً أقرب للناس، خاصة بعد أن كشفت الثورة السورية الفنانين في سوريا على حقيقتهم، وأزالت ورقة التوت الأخيرة عنهم”.
أبرز محطات حياة “مي سكاف” أيقونة الثورة السورية
“مي سكاف” ممثلة سورية ولدت في العاصمة السورية دمشق في 13 أبريل/ نيسان من العام 1969، ودرست فيها اللغة الفرنسية، وشاركت في تقديم العديد من الأعمال المسرحية في المركز الثقافي الفرنسي.
وخلال مشاركتها في تلك الأعمال، لفتت اهتمام المخرج السينمائي “ماهر كدو” فاختارها فيما بعد لأداء دور البطولة في فيلم “صهيل الجهات”، إذ كان ذلك في عام 1991 حين كانت لا تزال طالبة في كلية الآداب بجامعة دمشق.
وبعد تألقها في أداء دور البطولة في ذلك الفيلم، اختارها المخرج السينمائي “عبد اللطيف عبد الحميد” للعب دور البطولة أيضاً في فيلمه “صعود المطر”، وبعد أن حققت تألقاً لافتاً نجحت باكتساب المزيد من الشهرة وبدأت بصعود سلم النجومية.
ونجحت بعد ذلك بتحقيق تألق جديد بعد أدائها اللافت لدور “تيما” في مسلسل “العبابيد”، الأمر الذي لفت إليها الأنظار، وجعلها مرشحة لأداء العديد من أدوار البطولة في الدراما السورية.
وقد انتسبت الفنانة الراحلة “مي سكاف” رسمياً إلى نقابة الفنانين السوريين في عام 2001، وفي عام 2004 أسست معهد “تياترو” للفنون المسرحية في صالة صغيرة بساحة “الشهبندر”، ولضيق المكان تم نقل المعهد إلى ساحة “القنوات” فيما بعد.
ولـ “مي سكاف” تاريخ حافل في الدراما السورية، حيث شاركت في أعمال مهمة منها مسلسل “البواسل”، و”بيت العيلة”، و”لشو الحكي”.
ومثلما كانت بداياتها قوية في مجال الفن، كذلك لمع نجمها على المستوى السياسي عندما انحازت بكل حماسة لثورة الشعب السوري التي اندلعت في شهر مارس/ آذار عام 2011.
وبخلاف الكثير من الفنانين السوريين، شاركت “سكاف” في المظاهرات المناهضة لنظام الأسد، الأمر الذي كلفها ثمناً باهظاً، حيث تعرضت للاعتـ.ـقال، ومن ثم اضطرت لمغادرة سوريا برفقة ابنيها خلال عام 2013، متجهة نحو الأردن، ومنها اتجهت إلى فرنسا لتستقر في العاصمة الفرنسية باريس.
وعلى الرغم من استقرارها في المنفى الفرنسي، إلا أن “سكاف” كانت منشغلة خلال سنواتها الأخيرة بتطورات الأوضاع في سوريا وتداعياتها المأسـ.ـاوية حتى إن معظم القنوات والمطات الفضائية كانت تستضيفها للحديث والتعليق على مجريات الأحداث في بلدها لا للحديث عن تجربتها الفنية.
وفي عام 2017 عادت إلى عالم السينما من خلال فيلم قصير تم تصويره في العاصمة الفرنسية بعنوان “سراب”، أدت من خلاله “سكاف” دور “ريما مرشيليان” وهي سيدة سورية هاجرت إلى فرنسا بعد اندلاع الثورة السورية، وتدور قصة الفيلم حول حلم يراود “ريما” بأن تصبح أول امرأة تحكم بلداً عربياً، وذلك أثناء الانتخابات الفرنسية.
ورحلت “مي سكاف” عن عالمنا” بتاريخ 23 تموز/ يوليو عام 2018، عن عمر ناهز 49 عاماً، إثر تعرضها لنـ.ـزيف دماغي كما قالت عدة مصادر، في حين قالت إحدى صديقاتها أن “سكاف” رحلت في ظروف غامضة.
وكان آخر منشور كتبته الفنانة الثائرة وأيقونة الثورة “مي سكاف” على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” يوم 21 تموز/ يوليو 2018، أي قبل رحيلها بيومين، معبراً عن استمرارها في موقفها المساند لثورة أبناء الشعب السوري والمناهض لحكم رأس النظام السوري “بشار الأسد”.
وقد قالت في منشورها الأخير الذي اعتبره البعض بمثابة كلمات الوداع: “لن أفقد الأمل … لن أفقد الأمل.. إنها سوريا العظيمة وليست سوريا الأسد”.