قبول بالأمر الواقع أم هدوء يسبق العاصفة.. ما هي خيارات تركيا للضغط على روسيا في إدلب..؟
قبول بالأمر الواقع أم هدوء يسبق العاصفة.. ما هي خيارات تركيا للضغط على روسيا في إدلب..؟
طيف بوست – فريق التحرير
تضغط روسيا على تركيا بشكل كبير من أجل تقديم بعض التنازلات بخصوص ملف محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
ومن المعروف أن لدى موسكو أدوات عديدة للضغط على تركيا من بينها تكثيف الطلـ.ـعات الجـ.ـوية على الشمال السوري، مما يؤدي إلى حدوث موجات نزوح جديدة باتجاه الحدود التركية.
وقد تمثل الضغط الروسي على أنقرة عبر المطالبة بسحب نقاط المراقبة التركية من المناطق التي تقع جنوب الطريق الدولي “إم 4” في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي.
وعندما رفض الجانب التركي المقترح الذي قدمته موسكو، اقترح الوفد الروسي أن يتم تخفيض عدد عناصر الجيش التركي في محافظة إدلب، بالإضافة إلى سحب المعدات العسكرية الثقيلة من المنطقة.
المطالب الروسية قابلها الأتراك بالرفض، حيث تمسكت تركيا بموقفها المتعلق بضرورة العمل بموجب الاتفاقيات المبرمة بين روسيا وتركيا بخصوص محافظة إدلب.
وأكد وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” الأنباء التي تحدثت عن وجود تباين في وجهات النظر بين أنقرة وموسكو خلال المحادثات الأخيرة بين الجانبين.
وقال الوزير التركي في مقابلة صحفية، إن المباحثات مع الجانب الروسي لم تكن مثمرة، ملمحاً إلى إمكانية عودة الأعمال العسكرية إلى الشمال السوري مجدداً في الفترة المقبلة.
اقرأ أيضاً: تركيا تتحدث عن إمكانية نهاية اتفاق إدلب بعد محادثات غير مثمرة مع الروس في أنقرة..!
خيارات تركيا للضغط على روسيا في إدلب
في ضوء ما سبق، تبرز أمامنا عدة خيارات يمكن لتركيا الضغط من خلالها على روسيا وعدم تقديم أي تنازلات تتعلق بالوضع الميداني في محافظة إدلب.
ومن أهم الخيارات التي من الممكن أن تلجأ إليها تركيا هو خيار التلويح بعمل عسكري على مدينتي “منبج” و”تل رفعت” اللتين تقعان تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
وفي هذا السياق، كان المسؤولين الأتراك قد بعثوا برسائل للقيادة الروسية حول إمكانية تفعيل هذا الخيار، حين مطالبتهم الوفد الروسي بتسلم هاتين المدينتين مقابل قبول فكرة مناقشة المقترحات المتعلقة بمحافظة إدلب.
وكانت تركيا قد لوحت في وقت سابق بإمكانية شن عملية عسكرية لإخراج قوات سوريا الديمقراطية من مدينتي “تل رفعت” و”منبج”، وأجرت التحضيرات اللازمة لبدء العملية لكن روسيا حينها حالت دون ذلك عبر تقديم تطمينات للجانب التركي.
أما الخيار الآخر الذي من الممكن أن تضغط تركيا من خلاله على الجانب الروسي في إدلب، فيتمثل بإرسال المزيد من التعزيزات إلى المنطقة، وتكثيف استهـ.ـداف تحركات قوات نظام الأسد بشكل موسع عبر الطائرات المسيرة.
وعلى الرغم من أن هذا السيناريو لا يحبذه الجانب التركي، إلا أنه قد يكون الخيار الوحيد لمواجهة الضغوطات التي تفرضها موسكو على أنقرة للسماح لقوات النظام بالتقدم نحو بعض المناطق جنوب إدلب.
وفيما يبدو أن تركيا بدأت بالفعل بعد المحادثات المتعثرة مع الوفد الروسي تعد العدة لمثل هذا السيناريو، حيث أدخلت في اليومين الماضيين عدة أرتال عسكرية إلى عمق محافظة إدلب.
اقرأ أيضاً: وكالة روسية تكشف عن عرض تركي مقدم لروسيا بشأن الشمال السوري.. هذه تفاصيله..!
ومن المؤكد أن إرسال المزيد من التعزيزات بعد مطالبة روسيا بتخفيض عدد القوات التركية في محافظة إدلب، هو رسالة تركية واضحة المعالم بأنها لن تقدم أي تنازلات بخصوص ملف المحافظة.
قبول بالأمر الواقع أم هدوء يسبق العاصفة
يرى بعض المحللين أن تركيا قد تقبل بالأمر الواقع في الشمال السوري، نظراً لكونها تريد تحقيق توازن بين الملفات المشتركة مع روسيا في سوريا وليبيا.
فيما يرى آخرون أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد عودة الأعمال العسكرية مجدداً إلى المنطقة، وأن ما نراه الآن ليس سوى الهدوء الذي يسبق العاصفة.
يأتي ذلك وسط حالة تـ.ـرقب يعيشها سكان المناطق المحررة في الشمال السوري بانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع الميدانية في المنطقة في ظل وجود تباين بوجهات النظر بين روسيا وتركيا.
تجدر الإشارة إلى أن الموقف الروسي من عودة الأعمال العسكرية إلى المنطقة الشمالية الغربية من سوريا قد تغيّر بنسبة كبيرة منذ زيارة الوفد الروسي إلى العاصمة السورية دمشق برئاسة وزير الخارجية “سيرغي لافروف” الأسبوع الماضي.
اقرأ أيضاً: صحيفة تركية تتحدث عن المناطق التي تسعى روسيا للسيطرة عليها في إدلب..!
ولفتت عدة تقارير إعلامية إلى أن روسيا حصلت على ما تريد من استثمارات في سوريا، وأبرمت عدة عقود تجارية واقتصادية طويلة الأمد، وذلك مقابل مساعدة نظام الأسد باستعادة كافة الأراضي السورية الخارجة عن سيطرته.
ومنذ أن غادر الوفد الروسي دمشق، والطائرات الروسية كثفت من طلعاتها على المناطق الشمالية بشكل لافت، وشهد الموقف الروسي تغيراً مفاجئاً بخصوص ملف إدلب.
وكان من اللافت أن المطالب الروسية الجديدة جاءت بعد أيام قليلة من إجراء تدريبات عسكرية مشتركة بين القوات الروسية وتركيا من أجل تعزيز مواصلة العمل بموجب اتفاق موسكو الموقع بين البلدين مطلع شهر آذار/ مارس الماضي.