اتفاق مبهم بين روسيا وتركيا بعد قمة بوتين وأردوغان.. والغموض ما زال يلف مصير إدلب
توصلت روسيا وتركيا إلى صيغة تفاهم جديدة ومشتركة بينهما حول منطقة خفض التصعيد الرابعة في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
وجاء الإعلان عن الاتفاق بعد اجتماع دام قرابة 6 ساعات بين الرئيسين الروسي “فلاديمير بوتين” ونظيره التركي “رجب طيب أردوغان” في العاصمة الروسية موسكو.
وعقب انتهاء القمة بين الرئيسين عقدا مؤتمراً صحفياً للإعلان عن نتائج المباحثات بين البلدين بما يتعلق بمنطقة خفض التصعيد الرابعة في محافظة إدلب.
وفيما يلي أبرز بنود الاتفاق الجديد بين روسيا وتركيا حول محافظة إدلب، حيث نص الاتفاق على وقف إطلاق النار اعتباراً من منتصف الليلة 6 آذار/ مارس الحالي.
وإنشاء ممر آمن بمسافة 12 كيلو متر على جانبي الطريق الدولي “إم 4″، بحيث تكون 6 كيلومترات منها شمالي الطريق، ومثلها إلى الجنوب منه.
ويضاف إلى ذلك تسيير دوريات تركية روسية اعتباراً من 15 آذار/ مارس الحالي على امتداد الطريق الدولي “إم 4” بين منطقتي “ترنبة” غرب سراقب و”عين الحور” بريف جسر الشغور.
اقرأ أيضاً: بوتين يعترف: نظام الأسد تعرض لخسائر فادحة في إدلب عقب “درع الربيع”!
كما نص الاتفاق على تأمين الحماية الكاملة للمدنيين السوريين القاطنين في المدن والبلدات المحررة في الشمال السوري، فضلاً عن العمل على تسهيل دخول المساعدات للمتضررين جراء الأعمال القتالية في المنطقة.
وألحقت بعض البنود بالبيان الرئيسي، حيث أدخلت تركيا بند أحقية الرد على أي هجوم تتعرض له القوات التركية المنتشرة على الأراضي السورية قرب إدلب.
فيما أدخل الجانب الروسي بند التأكيد على ضرورة احترام وحدة وسيادة الأراضي السورية، بالإضافة لبند بأحقية روسيا بمواجهة التنظيمات التي تصنفها الأمم المتحدة على أنها “إرهابية”، وتوجيه الضربات لها ضمن منطقة خفض التصعيد الرابعة شمال غرب سوريا.
وعقب الإعلان عن نتائج القمة التي انعقدت اليوم بين الرئيسين الروسي ونظيره التركي، كشف الكاتب والصحفي التركي “حمزة تكين” في حوار على قناة الجزيرة، أن هناك بنود سرية بين روسيا وتركيا لم يتم الإعلان عنها.
وأضاف أن الغموض ما زال يلف مصير محافظة إدلب بعد الإعلان عن التوصل لصيغة تفاهم بين روسيا وتركيا، واصفاً الاتفاق الحالي بصيغته المعلنة بـ “الاتفاق الهش” الذي لن يصمد طويلاً.
ورأى “تكين” أن تركيا لن تتأخر بمواصلة عملية “درع الربيع” ضد قوات نظام الأسد في إدلب، وأن الخلاف ما زال موجوداً وعميقاً بين بوتين وأردوغان بشأن إدلب،
وأشار إلى أن ما تم الإعلان عنه من بنود سطحية عقب القمة التي جمعت بوتين وأردوغان في موسكو اليوم، هو فقط لحفظ ماء وجه البلدين أمام المجمع الدولي الذي كان يترقب بشغف نتائج الاجتماع بين الرئيسين.
اقرأ أيضاً: بعد تنكيل طائراتها بقواته في إدلب.. بشار الأسد يدلي بتصريح مفاجئ حول العلاقة مع تركيا
ولا تزال بنود الاتفاق غامضة ومبهمة حتى اللحظة، خاصة أنه لم يتم الحديث عن مصير نقاط المراقبة التركية المتواجدة ضمن مناطق سيطرة النظام السوري.
كما أن نقطة الخلاف الجوهرية بين أنقرة وموسكو بما يتعلق بمسألة عودة قوات نظام الأسد إلى حدود اتفاق سوتشي 2018، لم يأتي أي من الرئيسين على ذكرها، ولم يتضمنها البيان الختامي الذي تم الإعلان خلاله عن بنود الاتفاق الجديد بين روسيا وتركيا.
وتبقى الجزئية الأهم في بنود الاتفاق، هي تمكن روسيا من إضافة بند يسمح لها بمواصلة قصفها للمدن والبلدات المحررة شمال سوريا، وذلك بذريعة تواجد “التنظيمات الإرهابية”.
اقرأ أيضاً: هل اصطادت الطائرات المسيرة التركية النمر “سهيل الحسن” قرب إدلب؟
وهذا ما يعني العودة إلى الحلقة المفرغة ذاتها، وهي مواصلة روسيا حملاتها العسكرية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، بحجة تواجد جماعات مصنفة على أنها “إرهابية” وفق الرؤية الروسية.
وبالنظر إلى الاتفاقات السابقة التي أبرمتها روسيا مع الجانب التركي حول مناطق خفض التصعيد، من غير المستبعد أن تواصل موسكو عمليتها العسكرية على ما تبقى من مناطق محررة في محافظة إدلب بعد فترة وجيزة.