هل اقترب موعد رحيل بشار الأسد.. صحيفة أمريكية تتحدث عن أربعة سيناريوهات تلوح في الأفق
هل اقترب موعد رحيل بشار الأسد.. صحيفة أمريكية تتحدث عن أربعة سيناريوهات تلوح في الأفق
طيف بوست – مترجم
نشرت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية السياسية التي تصدر يومياً عن العاصمة واشنطن، تقريراً مطولاً طرحت من خلاله تساؤلاً عن مدى اقتراب موعد رحيل “بشار الأسد”، إلى جانب إلقاء الضوء على السيناريوهات التي تلوح في الأفق بما يتعلق بالملف السوري.
واستهلت الصحيفة تقريرها بالحديث عن الانتفاضة الشعبية الحالية في المناطق التي تقع تحت سيطرة نظام الأسد، ودورها في تضييق الخناق على رأس النظام السوري “بشار الأسد”.
ولفتت إلى وجود رسالة ضمنية من أبناء الطائفة الدرزية موجهة لنظام الأسد، مفادها أنهم سيحافظون على السلمية، ولكن إذا أراد النظام الرصـ.ـاص سيواجهونه بالمثل.
وأوضحت أن أبناء الطائفة الدرزية في محافظة السويداء كانوا خارج نطاق الصراع في سوريا على مدار تسع سنوات ماضية، لكن تردي الأوضاع المعيشية بشكل غير مسبوق دفعهم مؤخراً للنزول إلى الشارع والمطالبة بإسقاط الأسد.
وأشارت أن المتطاهرين في السويداء هتفوا هتافات مناهضة للأسد من قبيل “يلعـ.ـن روحك”، وتضامنوا مع المعارضة السورية عبر رفع علم الثورة السورية.
واعتبرت أن التظاهرات في مدينة السويداء توضح مدى تعرض نظام الأسد لتخبط كبير، هذا التخبط وبحسب الصحيفة يشكل خطـ.ـراً على بقاء الأسد في سدة الحكم بصورة غير مسبوقة.
وأكدت أن قرار الأسد بإعفاء رئيس وزرائه “عماد خميس” يوم أمس يعتبر دليلاً واضحاً على أن انهيار اقتصاد البلاد وخروج مظاهرات في السويداء وغيرها من المناطق قد شكلت تحدياً حقيقياً لشرعية الأسد.
ورأت الصحيفة أن لدى إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” فرصة حقيقية في حال أراد إحداث تغييرات جذرية بالنسبة لبنية النظام السوري، وذلك في حال استخدمت واشنطن نفوذها واستغلت ضعف موقف نظام الأسد في المرحلة الراهنة.
وأضافت أن المرحلة الحالية تشكل فرصة غير مسبوقة طال انتظارها بالنسبة للإدارة الأمريكية، موضحة أن على واشنطن تنسيق جهودها مع الحلفاء في أوروبا ودول الشرق الأوسط من أجل التحضير لمرحلة ما بعد الأسد.
اقرأ أيضاً: الإعلام الروسي يستأنف حملته ضد النظام السوري ويدعو “بوتين” للتخلي عن بشار الأسد..!
وعلى ضوء ما سبق، تتحدث الصحيفة عن وجود أربعة سيناريوهات تلوح في الأفق بالنسبة للملف السوري مع مراعاة الظروف الراهنة من كافة الجوانب الاقتصادية والسياسية والعسكرية.
السيناريو الأول الذي تحدثت عنه الصحيفة، هو أن يأخذ “بشار الأسد” سوريا نحو النموذج الكوري الشمالي عبر عزل البلاد عن الاقتصاد العالمي وجعل سوريا دولة منبوذة على الصعيد الدولي.
واعتقدت أن الأسد يحضر جمهور المؤيدين له لمثل هذا السيناريو، خاصة الأقليات في سوريا، وذلك عبر محاولة توحيدهم عبر شعارات “الانتماء الوطني ومواجـ.ـهة العـ.ـدو الخارجي”.
أما السيناريو الثاني، فيتمثل بتحول سوريا إلى بلد يشبه إلى حد كبير “الصومال”، من كافة النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، حيث ستتـ.ـمزق أجزاء البلاد وسيعيش الكثير من السوريين في العوز والمجاعة وتفاقم الإجـ.ـرام.
واعتبرت الصحيفة أن هذا السيناريو سيكون كـ.ـارثياً من الناحية الإنسانية، وسيخلف وراءه دولة فاشـ.ـلة بمختلف المقاييس، وستتحول سوريا إلى أرض خصبة للمتطرفين، ومصدر لعدم الاستقرار في المنطقة.
في حين قالت الصحيفة إن السيناريو الثالث الذي تم تداوله بكثرة خلال الأيام القليلة الماضية، يتمثل بأن يؤدي انهيار الاقتصاد السوري والتظاهرات الداخلية إلى تغييرات جذرية في أعلى هرم السلطة، وبالتالي اقتراب موعد رحيل “بشار الأسد” عن السلطة في سوريا.
وأضافت، إن الأصوات التي ترى أن السيناريو الأخير قابل للتحقق خلال المرحلة القادمة يعتبرون أن نظام الأسد يعيش في أسوأ أيامه على الإطلاق، وأن اللحظة الراهنة تشكل تهـ.ـديداً فعلياً على بقاء “بشار الأسد” على رأس السلطة أكثر من تلك التهـ.ـديدات التي شكلتها المعارضة السورية طيلة تسع سنوات ماضية.
أما بالنسبة للسيناريو الأخير، فتقول الصحيفة إن الولايات المتحدة قد تسعى للعب دور محوري في تحديد المسار الذي يتجه نحوه الملف السوري، وذلك بالتنسيق مع حلفائها في دول الاتحاد الأوروبي ودول الشرق الأوسط.
اقرأ أيضاً: “قبيل تطبيق قانون قيصر”.. أمريكا تضع بشار الأسد أمام خيارين لا ثالث لهما..!
وأشارت “بوليتيكو” إلى أن الأوضاع على الأراضي السورية باتت تشكل ضغطاً على القيادة الروسية، لافتة إلى حملة الانتقادات التي شنتها وسائل الإعلام في روسيا ضد بشار الأسد ونظامه مؤخراً.
وأكدت أن انهيار الاقتصاد السوري والليرة السورية، من الممكن أن يجعل الروس والإيرانيين يفكرون فعلياً بالانفتاح نحو عملية التسوية السياسية في سوريا، وذلك من أجل الحفاظ على مصالحهم في البلاد.
وأوضحت أن تعامل ثلث السوريين بالعملة التركية في الشمال السوري وتخليهم عن الليرة السورية، قد يكون المسمار الأخير في نعـ.ـش اقتصاد البلاد.
ولفتت إلى أن روسيا وإيران لا يمكنهما تقديم أي مساعدة لنظام الأسد للخروج من الوضع الراهن، خاصة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية في كل من طهران وموسكو.
ومع قرب موعد تطبيق قانون “قيصر” تقول الصحيفة: “إن واشنطن قد أعطت عدة مؤشرات واضحة أنها ستواصل فرض المزيد من العقـ.توبات على نظام الأسد في حال لم يتجه نحو قبول الدخول بشكل عملي في عملية التسوية السياسية بموجب قرارا مجلس الأمن الدولي 2254.
واختتمت “بوليتيكو” تقريرها بالتأكيد على أن الولايات المتحدة الأمريكية لن توقف العمل بقانون قيصر إلا في حال قدم نظام الأسد تنازلات حقيقية ذات مغزى.
وبحسب الصحيفة فإن التنازلات التي من الممكن أن تقبل بها واشنطن تتعلق بتنفيذ نظام الأسد لحزمة من الشروط، يأتي في مقدمتها قبول الأسد بعملية الحل السياسي والتوقف عن استهـ.ـداف المدنيين، إلى جانب إطـ.ـلاق سـ.ـراح المعتـ.ـقلين السياسيين.
اقرأ أيضاً: الإعلام الروسي يتحدث عن مباحثات روسية أمريكية حول الحل السياسي في سوريا.. هذه تفاصيلها..!
ووفقاً للصحيفة، فإن ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية هو تنفيذ حرفي لقرار مجلس الأمن 2254، بمعنى أن تقود عملية التسوية السياسية في سوريا إلى هيئة حكم انتقالي، ومن ثم إجراء تعديلات دستورية جوهرية تؤدي إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة بإشراف دولي.
وأشارت إلى أن قنوات الحوار الخلفية بين روسيا وأمريكا ما زالت مفتوحة، لكنها اعتبرت في الوقت نفسه أن الحوار بين الطرفين في ظل الظروف الراهنة ليس كافياً للتوصل إلى حلول مرضية لهما بشأن الملف السوري.