بعد موجة التفاؤل لدى السوريين.. معارض سوري بارز يتحدث عن إمكانية وجود حل قريب في سوريا
بعد موجة التفاؤل لدى السوريين.. معارض سوري بارز يتحدث عن إمكانية وجود حل قريب في سوريا
طيف بوست – فريق التحرير
أثارت التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأمريكيين مؤخراً موجة من التفاؤل لدى السوريين بأن يكون هناك حل قريب في سوريا، لاسيما تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص بالملف السوري “جويل رايبورن” الذي أعلن قبل أيام أن الحل بات قاب قوسين أو أدنى.
كما أن تصريحات مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن الدولي “كيلي كرافت” التي أكدت فيها خلال الاجتماع الأخير للمجلس أن بلادها ستواصل الضغط على نظام الأسد من أجل التوصل إلى حل سياسي في سوريا، قد زادت من جـ.ـرعة التفاؤل لدى شريحة واسعة من السوريين المعارضين.
وجاء حديث الإعلامي الأمريكي الشهير “جاك بوسوبيك” يوم أمس، الذي قال فيه أن إدارة “بايدن” تستعد لتنفيذ عمل عسكري لإبعاد رأس النظام السوري “بشار الأسد” عن السلطة، لتزيد من التفاؤل في الأوساط السورية إلى درجة ظن فيها البعض أن الحل وراء الباب، كما يقول المثل.
وفي ضوء ما سبق، كتب المعارض السوري البارز “ميشيل كيلو” مقالاً سلط من خلاله الضوء على إمكانية وجود حل قريب يلوح بالأفق في سوريا.
وأشار “كيلو” إلى وجود بعض النقاط المتعلقة بالملف السوري التي ترجح أن يكون الحل قريباً، لكنه في الوقت نفسه تحدث عن وجود نقاط أخرى تجعل الحل مستبعداً إلى زمن لا يعلم به إلا الله، على حد تعبيره.
وحول أسباب ذلك، اعتبر المعارض السوري أن عدم تلاقي مصالح الدول التي تمسك بزمام الأمور في سوريا، هو من أبرز النقاط التي تجعل الحل مستبعداً في المدى المنظور.
وأضاف أن الدول المتحكمة بالوضع السوري تدير ظهرها لمسألة التوصل إلى تسوية تضمن التوازن بين أهدافها ومصالحها التي لا علاقة لها بسوريا وثورتها.
وأوضح أن الواقع الدولي الحالي يقوم على تناقضات وخـ.ـلافات بين روسيا التي ترغب بالصعود من جهة، وبين أمريكا التي قررت منـ.ـعها من ذلك على الطرف الآخر.
ولفت أن واشنطن نجحت في سحب أوراق الحل السوري من أيدي الروس بالتزامن مع منـ.ـعها من الحسم العسكري في سوريا، مشيراً أن الإدارة الأمريكية مازالت ترفض التعامل بإيجابية مع طموحات القيادة الروسية في المنطقة.
اقرأ أيضاً: مسؤول أمريكي يتحدث عن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم والحل الوحيد القابل للتنفيذ في سوريا
وتساءل “كيلو” فيما إذا كان ذلك الواقع الدولي المبني على التناقضات والرهانات مشجعاً لوجود حل قريب، وهل اقتنع الروس أخيراً أنهم عاجـ.ـزون عن الخروج من احتـ.ـجـاز واشنطن للحل في سوريا، وأن من الأفضل لهم القبول بتسوية ما مع الإدارة الأمريكية تخرجهم من ارتباطهم المفـ.ـرط بالشأن (السوري- الأسدي)، بالتحديد.
ونوه أنه وسط التحولات التي تجري على الساحة الدولية، ربما تجد موسكو الفرصة مواتية لترتيب صفقة مع الولايات المتحدة الأمريكية تفوق بأهميتها ما قد يقدمه نظام الأسد لها، بما يضمن لها مصالحها في سوريا وتمنح لها فرصة لتجاوز عزلتها الخارجية والتخلص من المستنقع السوري، على حد قوله.
ورأى “كيلو” أن تلك العوامل المتشابكة ربما يدعم بعضها وجود حل قريب في سوريا، ويستبعده بعضها الآخر، نظراً لارتباطها بعدة مسائل تدور في الكواليس لا يمكن أن نعرف تفاصيلها بما يتعلق بسياسات الدولتين الكبيرتين.
اقرا أيضاً: اجتماع بين علي مملوك ورئيس الموساد الإسرائيلي ورسالة من بشار الأسد إلى نتنياهو.. ما الجديد؟
واختتم المعارض السوري البارز “ميشيل كيلو” مقاله الذي نشره موقع “العربي الجديد”، قائلاً: “ربما لا يكون الحل في سوريا قريباً، لكنه قد لا يكون بعيداً كذلك الأمر”.
وأضاف: “المشكلة أن المعنيين بالحل يبدون وكأنهم غير معنيين بالسوريين في كلتا الحالتين، فلا عجب إن ذُهلنا بمفاجأة كبيرة في حال تحقق الحل قريباً أو كان في المقابل بعيداً”.
وأرجع “كيلو” ذلك لسبب أن السوريين لن يكون فاعلين بالحل، بل منفعلون به، وذلك مع كل ما “يملأ نفوسنا اليوم من حسـ.ـرة على أهلنا”، على حد تعبيره.
اقرأ أيضاً: أول رسالة مباشرة من إدارة الرئيس الأمريكي “بايدن” إلى السوريين ونظام الأسد.. ماذا تضمنت؟
تجدر الإشارة إلى أن الملف السوري عاد في الآونة الأخيرة إلى تصدر نشرات الأخبار في معظم وسائل الإعلام العربية والعالمية على حد سواء، وذلك نظراً لوجود العديد من المتغيرات على الساحة الدولية خلال الأيام القليلة الماضية التي تؤثر بشكل مباشر على الشأن السوري، لاسيما تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب “جو بايدن” لمنصبه رسمياً.
كما تزامن وصول “بايدن” إلى البيت الأبيض مع وجود رغبة روسية لتعويم رأس النظام السوري “بشار الأسد” دولياً عبر بوابة فتح حوار مع تل أبيب من أجل تمرير فوز “الأسد” بولاية جديدة بانتخابات الرئاسة القادمة في سوريا التي بدأت روسيا ومن خلفها النظام السوري بالترويج لها في الآونة الأخيرة.