عملية عسكرية تركية تلوح في الأفق.. والجيش الوطني يعلن حالة التأهب ويجهز 7 آلاف مقاتل لإرسالهم إلى إدلب
لا تزال التصريحات الرسمية الصادرة عن القيادة التركية بشأن الأوضاع في منطقة خفض التصعيد الرابعة بإدلب، توحي بأن هناك عملية عسكرية تركية تلوح في الأفق.
فالرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أكد أن بلاده لن تتوانى عن استخدام القوة وشن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد قوات النظام السوري في إدلب، إذا لم يرضخ الأخير ويلتزم بالمهلة التي حددها له الجانب التركي للانسحاب خلف خطوط نقاط المراقبة التركية.
وقد أشار وزير الدفاع التركي “خلوصي آكار” في تصريحات صحفية أدلى بها صباح اليوم، إلى أن تركيا ربما ستلجأ إلى استخدام القوة العسكرية، وتنفيذ عملية تركية رابعة ضمن الأراضي السورية على غرار العمليات السابقة، لكن هذه المرة ستكون ضد نظام الأسد في إدلب.
تأتي هذه التحركات السياسية والعسكرية وسط دفع تركيا بتعزيزات ضخمة إلى الشمال السوري، فمنذ أسبوع لا يمر يوم إلا وتدخل فيه أرتال وقوافل عسكرية تركية إلى المنطقة.
وشهد مساء اليوم دخول رتل عسكري للجيش التركي من معبر “كفرلوسين” الحدودي إلى عمق محافظة إدلب، إذ ضم الرتل آليات مدرعة، بالإضافة إلى 30 دبابة و4 راجمات صواريخ يصل مداها إلى 140 كم، فضلاً عن آليات وتركسات مجنزرة مخصصة لعمليات التحصين.
كما نقلت وسائل إعلام تركية، وأخرى تابعة للمعارضة السورية أن 3 آلاف عنصر من مشاة الجيش التركي والقوات الخاصة يستعدون لدخول الأراضي السورية في الساعات القادمة.
الجيش الوطني يرفع الجاهزية و7 آلاف مقاتل يستعدون للتوجه إلى إدلب
وفي سياق متصل، وبظل الحديث عن عملية عسكرية تركية تلوح في الأفق شمال سوريا ضد قوات نظام الأسد، صرح مصدر عسكري من الجيش الوطني لشبكة “بلدي نيوز” الإخبارية أن قيادة الجيش أعلنت رفع الجاهزية.
وأضاف المصدر أن القيادة طلبت من جميع الفصائل المنضوية تحت راية الجيش الوطني السوري في مناطق “غصن الزيتون” و”درع الفرات”، بالإضافة لفصيل الجبهة الوطنية للتحرير، بإخراج وتجهيز كافة الأسلحة الثقيلة.
وأشار المصدر أن حالة التأهب ورفع الجاهزية جاء بطلب من وزارة الدفاع التركية التي أوضحت لقيادة الجيش الوطني أن الأسلحة الثقيلة سوف يتم إرسالها إلى محافظة إدلب.
كما أكد المصدر ذاته أنه يتم الآن تجهيز نحو 7 آلاف مقاتل من مناطق “درع الفرات” و”غصن الزيتون” كدفعة أولى، إذ سيتم إرسال المقاتلين إلى محافظة إدلب في الأيام القليلة المقبلة.
وتأتي هذه الأنباء والتحركات في وقت حدد فيه الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” مهلة لنظام الأسد حتى نهاية الشهر الحالي، وذلك من أجل الانسحاب إلى خلف حدود نقاط المراقبة التركية، وإلا ستلجأ تركيا لشن عملية عسكرية لإجبار قوات النظام السوري على التراجع بالقوة.
كما أن المباحثات التي جرت مساء أمس بين الوفد الروسي ونظيره التركي بشأن الأوضاع في إدلب لم تثمر عن أي نتيجة أو اتفاق بين الجانبين، حيث تم إقرار استئناف المحادثات في وقت لاحق من الأسبوع القادم، وذلك حسب بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية التركية.
وفي الشأن ذاته، كانت عدة مصادر مطلعة قد أوضحت أن الوفد التركي وضع عدة شروط على طاولة التفاوض مع الوفد الروسي في اجتماع يوم أمس في أنقرة، من بينها انسحاب قوات نظام الأسد من المناطق التي سيطر عليها مؤخراً غرب الطريق الدولي “إم5”.
وأشارت المصادر في حديثها مع شبكة “بلدي نيوز” أن المناطق التي طلب الجانب التركي انسحاب قوات الأسد منها هي (سراقب، معرة النعمان، وخان شيخون، ومورك).
وأضافت المصادر أن من بين الشروط التي وضعها الوفد التركي على طاولة المفاوضات عدم السماح لقوات نظام الأسد والميليشيات الداعمة له بالتقدم نحو الأراضي المحررة في جبل الزاوية وسهل الغاب وريف حلب وصولاً إلى مدينة جسر الشغور شمال غرب سوريا.
اقرأ أيضاً: على غرار “نبع السلام”.. وزير الدفاع التركي يلوح بشن عملية عسكرية ضد قوات نظام الأسد في إدلب
وأوضحت أن الخطة التركية ستقوم على تشكيل إدارات مدنية جديدة لتدير المناطق المحررة، مع ضمان الجانب التركي بأن يعزل كافة التشكيلات المصنفة “إرهابية”، ويميزها عن الفصائل المعتدلة.
وحول رأي الوفد الروسي بالمقترحات والشروط التركية قالت المصادر أن الروس أبدوا شيئاً من المرونة في بعض الشروط، في حين بقيت مسألة مناقشة المطالب الأخرى معلقة حتى موعد انعقاد الاجتماع القادم بين الجانبين خلال الأسبوع المقبل.
في ضوء ما سبق، فإن كل المؤشرات على الصعيدين الميداني والسياسي تدل على أن عملية عسكرية تركية تلوح في الأفق شمال سوريا، وبأن صبر تركيا قد نفذ من نظام الأسد.
كما أن ثقة الأتراك بالضامن الروسي بدأت تتراجع، وفيما يبدو أن السياسة التركية قد دخلت مرحلة إعادة الحسابات بما يخص الملف السوري عموماً، والشمال السوري على وجه الخصوص.