أيهما أفضل زيادة الرواتب أم خفض الأسعار وسط استمرار تدهور الليرة السورية .. خبير اقتصادي يجيب!
أيهما أفضل زيادة الرواتب أم خفض الأسعار وسط استمرار تدهور الليرة السورية .. خبير اقتصادي يجيب!
طيف بوست – فريق التحرير
وسط استمرار تدهور قيمة الليرة السورية خلال الأيام القليلة الماضية بشكل واضح أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية وما رافق ذلك من ارتفاع جنوني بأسعار مختلف المواد والسلع في الأسواق المحلية تساءل كثيرون فيما إذا كانت هناك زيادة كبيرة على الرواتب.
وفي الوقت الذي يطالب فيه معظم السوريون بزيادة رواتبهم وأجورهم تزامناً مع ارتفاع الأسعار، يتساءل آخرون فيما إذا كان من الأفضل أن تتجه الحكـ.ـومة خفض أسعار المواد بدلاً من زيادة الرواتب.
وحول هذه المسألة، أوضح الخبير الاقتصادي والأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق “شفيق عربش” في حديث لصحيفة “كيو ستريت” أنه بعكس ما يعتقد كثيرون فإن الحل الأنسب هو التوجه نحو خفض الأسعار وليس العمل على رفع الرواتب والأجور.
وبيّن “عربش” في معرض حديثه أن خفض الأسعار من شأنه أن ينعكس بشكل إيجابي على جميع المواطنين عموماً، لكن رفع الرواتب سيكون مناسباً لفئات محددة من المجتمع.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن زيادة الرواتب ستذهب إلى فئة العاملين، وبالتالي فإن شريحة واسعة من المجتمع لن تستفيد من ذلك.
ولفت “عربش” إلى أن التوجه نحو زيادة الرواتب من شأنه أن يساهم في زيادة الطلب على المواد والسلع في الأسواق، مما يؤدي إلى رفع الأسعار، وهو ما سينعكس بشكل سلبي على من حصل على الزيادة، فضلاً عن التأثيرات التي ستطال الشريحة التي لا تعمل مقابل راتب ثابت آخر الشهر.
ونوه إلى أنه من خلال تجربة زيادة الرواتب في الخميس عام الفائت، نجد أن كل زيادة خلال تلك الأعوام نتج عنها تراجعاً سلبياً في قدرة المواطنين الشرائية.
وضـ.ـرب الخبير الاقتصادي مثلاً على ذلك مستذكراً المرة الأولى التي تمت فيها زيادة الرواتب عام 1974 والتي كانت فيها الزيادة عبارة عن خمسين ليرة مقطوعة لكافة العاملين في الدولة.
وأوضح أن الزيادة حينها كانت تشكل نحو سبعة بالمئة من راتب خريجي الجامعات وبحدود العشرين بالمئة من الحد الأدنى للراتب، لكن قدرتها الشرائية كبيرة جداً في تلك الأثناء.
وبيّن “عربش” أن أي زيادة على الرواتب في الوقت الحالي، وكما مثال على ذلك زيادة ثلاثين بالمئة على وسطي الراتب ستكون 30 ألف ليرة سورية، وعند المقارنة مع الـ 50 ليرة في عام 1974 نجد أن قدرة الـ 50 ليرة الشرائية حينها تفوق الثلاثين ألف ليرة سورية بعشرات المرات.
اقرأ أيضاً: الليرة السورية تسجل سعراً مفـ.ـاجئاً مقابل الدولار مع افتتاح تعاملات اليوم!
ونوه الخبير إلى أن كل زيادة على الراتب من بعد عام 1974 أدت إلى تراجع قدرة المواطنين الشرائية، موضحاً أن الأجور والرواتب زادت ما بين 300 حتى 600 ضعفاً، بينما شهدت الأسعار ارتفاعاً خلال هذه الفترة بأكثر من 12 أو 13 ضعفاً، مشيراً إلى أن ذلك يعتبر اختـ.ـلالاً كبيراً على المستوى المعيشي للمواطنين في سوريا.
تجدر الإشارة إلى أن سعر صرف الليرة السورية وصل خلال الساعات القليلة الماضية إلى مستويات قياسية في الانخفاض أمام الدولار، حيث بلغ سعر الصرف في أسواق المنطقة الشرقية حدود الـ 5800 ليرة سورية لكل دولار واحد.