الليرة السورية تفقد أكثر من 50 بالمئة من قيمتها أمام الدولار خلال عام وحديث عن عوامل ستزيد من تدهورها
الليرة السورية تفقد أكثر من 50 بالمئة من قيمتها أمام الدولار خلال عام وحديث عن عوامل ستزيد من تدهورها
طيف بوست – فريق التحرير
واصلت الليرة السورية رحلة تدهورها بشكل غير مسبوق أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية خلال تعاملات الأيام القليلة الماضية، حيث بلغ سعر صرفها مستويات قياسية وتاريخية لم تصل إليها منذ قبل فـي كافة المدن والمحافظات في البلاد صباح اليوم.
وتخطى سعر صرف الليرة السورية عتبة الـ 8350 ليرة سورية لكل دولار أمريكي واحد خلال فترة التعاملات الصباحية اليوم في أسواق العاصمة السورية دمشق وأسواق المدن الرئيسية في كل من حلب وحمص وحماة.
وبالتزامن مع هذا الانخفاض القياسي بقيمة الليرة السورية مقابل الدولار، تساءل العديد من المواطنين عن الأسباب التي أدت إلى تراجع العملة المحلية بهذا الشكل، فضلاً عن تخوفهم من الحدود التي من الممكن أن يصل إليها هذا التراجع خلال الأيام القليلة المقبلة.
وضمن هذا السياق، أوضح الباحث الاقتصادي “يحيى السيد عمر” في حديث لموقع صحيفة “المدن” أن القرارات التي اتخذها البنك المركزي السوري مؤخراً بشأن سعر صرف الليرة السورية كانت تهدف في جوهرها إلى التقليل من حدة الخسائر التي منيت بها الليرة وليس تحسين قيمتها.
ولفت في معرض حديثه إلى أن مصرف سوريا المركزي حاول من خلال قراراته الأخيرة استقطاب الحوالات الخارجية، منوهاً أن هذا الأمر غير مجدي لمواكبة الفاقد من الاستيراد الذي يفوقها بأضعاف مضاعفة.
ونوه “السيد عمر” إلى أن الليرة السورية فقدت أكثر من 50 بالمئة من إجمالي قيمتها خلال عام واحد، مشيراً أنها تراجعت من مستويات الـ 3900 ليرة سورية لكل دولار في نيسان من عام 2022، لتصل لمستويات أعلى من عتبة الـ 8000 ليرة سورية للدولار في الوقت الحالي.
وبحسب الباحث الاقتصادي فإنه وعلى الرغم من الانخفاض المستمر بقيمة الليرة السورية إلا أن كافة الحلول التي طرحها مصرف سوريا المركزي كانت عبارة عن حلول ترقيعية لا ترقى لتكون حلولاً واقعية أو حقيقية تعالج جوهر المشكلة الاقتصادية في سوريا.
من جهته، أشار المحلل الاقتصادي “محمد حاج بكري” في معرض حديثه لموقع “العربي الجديد” إلى تبديد الاحتياطي النقدي وفقدان البنك المركزي السوري لورقة القدرة على التدخل في سوق صرف الليرة السورية قد زاد من تراجع ثقة السوريين بالليرة السورية.
وبيّن أن هناك العديد من العوامل التي تشير إلى أن سعر صرف الليرة السورية متجه لتسجيل أرقام قياسية وتاريخية جديدة أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية خلال تعاملات الأيام والأسابيع القليلة القادمة.
ونوه إلى أن زيادة المستوردات وتأثير ذلك على القطع الأجنبي التي تبدو حالياً في أدنى مستوى لدى مصرف سوريا المركزي، تعد من أبرز المؤشرات على أن الليرة السورية متجهة نحو الهاوية بسرعة.
اقرأ أيضاً: هواية تتحول إلى مهنة تدر آلاف الدولارات وأرباح ضخمة لأصحابها في سوريا وشاب يشرح طريقة العمل (فيديو)
ووفقاً للمحلل الاقتصادي فإن العامل النفـ.ـسي وثقة المتعاملين تعد من أهم عوامل قوة واستقرار النقد وثبات أي عملة، وهذه عوامل غير موجودة بالنسبة لليرة السورية.
وختم “حاج بكري” حديثه مشيراً إلى أن مصرف سوريا المركزي لهث وراء دولارات الحوالات دون الاهتمام بمستقبل سعر الصرف، الأمر الذي زاد من فقدان ثقة السوريين بعملتهم.