التثبيت الوهمي لسعر صرف الدولار في سوريا ينذر بكارثة اقتصادية كبرى قريباً.. ما الجديد؟
التثبيت الوهمي لسعر صرف الدولار في سوريا ينذر بكارثة اقتصادية كبرى قريباً.. ما الجديد؟
طيف بوست – فريق التحرير
لا تزال مسألة التثبيت الوهمي لسعر صرف الدولار في سوريا تشغل بال السوريين عموماً، لاسيما خبراء الاقتصاد الذين يؤكدون على أن استمرار مصرف سوريا المركزي بهذا النهج الذي يثبت فيه سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية وهمياً سيكون له تداعيات سلبية كبيرة.
ولفت معظم الخبراء إلى أن استقرار سعر صرف الدولار في سوريا لفترة طويلة مؤخراً لن ينعكس على أسعار المواد والسلع الأساسية في البلاد، الأمر الذي يدل على وجود تخبط كبير ووضع اقتصادي يزداد تعقيداً.
ونوهوا إلى أن ما تشهده الأوضاع الاقتصادية في سوريا حالياً يعتبر حالة نادرة لا مثيل لها، حيث أن الأسعار لا تزال في ارتفاع مستمر في الوقت الذي يشهد فيه سعر صرف العملة المحلية أمام الدولار استقراراً منذ عدة أشهر، مشيرين إلى أن ذلك يعني بأن سعر الصرف وهمي يتم تثبيته عبر استخدام أساليب وأدوات غير اقتصادية.
وأشاروا إلى أن هذه الحالة النادرة تنعكس بشكل مباشر على النهج التجاري والصناعي والنشاطات الاقتصادية التي تستند إلى أسعار صرف غير معلنة تفوق السعر المتداول سواءً في النشرات الرسمية أو حتى في السوق السوداء، مما يزيد من حالة التخبط.
وتوقع الخبراء أن يزيد المشهد الاقتصادي في البلاد تعقيداً خلال الفترة المقبلة، مؤكدين أن الوضع الحالي ينذر بكارثة اقتصادية كبرى في حال لم يتم تدارك الأمر من قبل اللجنة الاقتصادية أو مصرف سوريا المركزي.
وضمن هذا الإطار، لفت الخبير الاقتصادي “جورج خزام” أن التثبيت الوهمي لسعر صرف الدولار في سوريا من قبل المصرف المركزي سيؤدي إلى ارتفاع حتمي وكبير للدولار.
وبحسب الخبير فإن قيمة سعر صرف الدولار الحقيقية في الفترة الحالية أعلى من القيمة المتداولة، مؤكداً أن الأسعار في الأسواق المحلية حالياً يتم تحديدها وتقويمها على سعر صرف للدولار ما بين 18 ألف ليرة سورية.
وأضاف أن بعض البضائع والسلع يتم تقويم سعرها على أساس أن سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية عند مستويات الـ 50 ألف ليرة سورية.
وحمّل الخبير الاقتصادي مصرف سوريا المركزي مسؤولية ما يحدث من تخبط في الوضع الاقتصادي في البلاد، لاسيما سياسة تجفيف المستوردات وخفض الاستهلاك، وذلك بغرض تخفيض الطلب على الدولار في الأسواق المحلية.
اقرأ أيضاً: خبير اقتصادي يتوقع سيناريو مختلف ومفاجئ بشأن سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار في عام 2025
كما نوه الخبير إلى أن سياسة مصرف سوريا المركزي التي تعتمد على تجفيف السيولة النقدية بالليرة السورية من الأسواق سيكون لها تداعيات سلبية كبيرة في الفترة المقبلة.
وختم “خزام” حديثه منوهاً أن تثبيت سعر الصرف لا يمكن أن يستمر لفترات أطول، منوهاً أنه لا بد لسعر صرف الدولار أن يسجل ارتفاعاً قوياً، الأمر الذي سيكون من شأنه أن يؤدي إلى انهيار في الإنتاج وزيادة في الكساد والبطالة وتراجع دخل السوريين والقوة الشرائية لليرة السورية.