منع التعامل بالدولار في سوريا يشبه منع التحدث باللغة الإنكليزية وخبير يشرح تأثير ذلك على الليرة السورية
منع التعامل بالدولار في سوريا يشبه منع التحدث باللغة الإنكليزية وخبير يشرح تأثير ذلك على الليرة السورية
طيف بوست – فريق التحرير
يرفع العديد من الخبراء في مجال الاقتصاد في سوريا شعار “السماح بالتعامل بالدولار” كبوابة رئيسية للنهوض بالوضع الاقتصادي في البلاد، حيث يشيرون إلى الاستمرار في منع التعامل بالدولار في سوريا من شأنه أن يؤثر سلباً على سعر صرف وقيمة الليرة السورية.
وأشار عدد من المحللين والخبراء الاقتصاديين السوريين إلى أن قرار منع التعامل بالدولار الأمريكي في سوريا يشبه إلى حد كبير منع التحدث باللغة الإنكليزية لأنها لغة أمريكا، مطالبين بالعدول عن القرار والسماح للسوريين أن يتعاملوا بغير الليرة السورية في تعاملاتهم المالية.
وأكد الخبراء على أن الدولار هو لغة الاقتصاد العالمي، حيث أنه منع التعامل به لن يغني أو يفقر أمريكا ولو بدولار واحد، لكنه يفقر سوريا وشبعها ويخفض من قيمة الليرة السورية ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار ومعدلات التضخم في البلاد.
وأوضحوا أن منع التعاملات بالعملات الأجنبية في سوريا، لاسيما الدولار الأمريكي لا يؤدي في الواقع إلا إلى رفع قيمة الدولار بشكل كبير، حيث أن المسألة ببساطة ودون الحاجة إلى الخوض في علم الاقتصاد تؤكد على أن الأشياء غير المتوفرة بأيدي الجميع والتي يصعب الحصول عليها بسهولة تصبح ثمينة.
ولفت الخبراء إلى أن الاستمرار بمنع التعامل بغير الليرة السورية في التعاملات المالية في سوريا يؤدي إلى ضياع مدخرات السوريين ومزيد من الفوضى الاقتصادية في البلاد.
ونوهوا إلى أن اتخاذ قرار يسمح بالتعامل بالعملات الأجنبية في سوريا من شأنه أن يجعل مصرف سوريا المركزي المتحكم الأول بسعر صرف الدولار في البلاد من خلال سحب البساط من تحت مكاتب السوق السوداء التي تعتبر في الوقت الحالي المتحكم الرئيسي باتجاه سعر صرف الليرة السورية أمام مختلف العملات.
وأشاروا أنه في حال اتخاذ مثل هذه الخطوة سيكسب مصرف سوريا المركزي رافداً جديداً يجعل خزينته مملوءة بالقطع الأجنبي، لاسيما الدولار واليورو، وذلك من خلال الاستحواذ على سوق الحوالات المالية، حيث تدفق كميات كبيرة من الدولار إلى مكاتب السوق السوداء نتيجة السعر وجود فارق كبير بين سعر الصرف الرسمي والسعر الذي يتم من خلاله تسليم الحوالات لأصحابها في السوق السوداء.
اقرأ أيضاً: باحثة سورية تقدم أهم مقترح لضبط سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار وتحقيق نهضة اقتصادية
وكانت العديد من التقارير الصادرة عن مواقع اقتصادية سورية قد أكدت أن مصرف سوريا المركزي بدأ مؤخراً يتخذ إجراءات مهمة من أجل منافسة السوق السوداء وسحب البساط من تحته بهدف إعادة الاستحواذ على سوق الحوالات المالية واستعادة التحكم بسعر صرف الدولار في سوريا.
وبحسب معظم المحللين فإن مصرف سوريا المركزي لن يكون قادراً في أي حال من الأحوال على استعادة زمام المبادرة من جديد إلا من خلال اتخاذ قرار يسمح للسوريين بالتعامل بالدولار إلى جانب اتخاذ قرارات تجعل سعر صرف الدولار الرسمي قريباً أو يساوي سعر الصرف في السوق الموازي.