ارتفاع معدلات الطلاق في سوريا إلى مستويات قياسية مخيفة.. ما علاقة الليرة السورية؟
ارتفاع معدلات الطلاق في سوريا إلى مستويات قياسية مخيفة.. ما علاقة الليرة السورية؟
طيف بوست – فريق التحرير
أدى استمرار تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي في سوريا خلال السنوات القليلة الماضية إلى انتشار ظواهر جديدة في المجتمع السوري لم تكن مألوفة على الإطلاق بين السوريين من ذي قبل، لاسيما على صعيد العادات والتقاليد التي تخص كافة مناحي الحياة.
وضمن هذا السياق، أشارت تقارير محلية إلى ارتفاع معدلات الطلاق في سوريا مؤخراً إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، لاسيما خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وأوضحت أنه خلال الأعوام الثلاث الماضية فقد تم تسجيل 29 ألف حالة زواج مقابل 11 ألف حالة طلاق، حيث تعتبر هذه المستويات من أعلى معدلات الطلاق في العالم حالياً.
ولفتت التقارير إلى أنه خلال عام 2022 لوحده تم تسجيل أكثر من 46 ألف و 827 شهادة طلاق بشكل رسمي في المحاكم في كافة المحافظات في سوريا، بمعدل ارتفاع بلغ نحو 11 بالمئة بالمقارنة مع عام 2021 الذي شهد تسجيل شهد 41 ألف و 957 شهادة طلاق.
وأضافت أن محافظة حلب تأتي في المرتبة الأولى من حيث عدد حالات الطلاق المسجلة، وتليها العاصمة دمشق ومن ثم محافظة ريف دمشق، بينما جاءت محافظة حمص في المرتبة الرابعة.
وبخصوص أسباب ارتفاع معدلات الطلاق في سوريا في الآونة الأخيرة، نقلت المصادر عن أحد المحامين تأكيده أن السبب الرئيسي يعود إلى استمرار تراجع قيمة الليرة السورية و ضعف القدرة الشرائية لمعظم السوريين الذين باتوا غير قادرين على تأمين الحد الأدنى من متطلبات عائلتهم.
وأشار المحامي إلى أن التدهور الاقتصادي وغلاء الأسعار بشكل كبير في سوريا خلال السنوات القليلة الماضية انعكس بشكل مباشر على حياة السوريين، لاسيما على استقرار حياتهم الزوجية.
ونوه إلى أن أروقة المحاكم في سوريا تعج بحالات الطلاق نتيجة الوضع الاقتصادي المتردي الذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم في البلاد، مما يؤدي في المحصلة إلى زيادة متطلبات الحياة وعدم قدرة شريحة واسعة من السوريين على تلبية تلك المتطلبات مما يخلق نوع من التوتر في معظم المنازل.
اقرأ أيضاً: ظاهرة نادرة وغير مألوفة تنتشر لأول مرة في أسواق بيع الذهب في سوريا
وأفاد بأن زيادة حدة التوتر يوماً بعد يوم مع زيادة الأعباء تتطور وتؤدي إلى حدوث مشاحنات بين الزوجين، حيث يتطور الأمر إلى حدوث خلافات مستعصية يصعب حلها.
وتوقعت المصادر أن تستمر معدلات الطلاق بارتفاع في سوريا بشكل أكبر خلال عام 2024 والأعوام المقبلة، لاسيما في ظل استمرار انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار وعدم وجود أي حلول تلوح في الأفق بالنسبة للمشكلات الاقتصادية المتراكمة في البلاد.