أخر الأخبار

طباعة أطنان من الليرات السورية بلا رصيد سراً وخبير يتحدث عن تأثير ذلك على سعر الصرف

طباعة أطنان من الليرات السورية بلا رصيد سراً وخبير يتحدث عن تأثير ذلك على سعر الصرف

طيف بوست – فريق التحرير

كشفت وثائق مسربة تفاصيل جديدة عن الواقع الاقتصادي في سوريا وكيفية إدارة هذا الملف من قبل اللجنة الاقتصادية والأسباب التي أدت إلى استمرار انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية طيلة السنوات الماضية.

وبحسب الوثائق المسربة فإن دمشق قامت بعمليات طباعة أطنان من الليرات السورية بلا أي رصيد أو قيمة بشكل سري خارج البلاد في الأعوام الفائتة.

وأوضحت المصادر التي تمكنت من الحصول على الوثائق أن عملية طباعة الأوراق المالية من العملة السورية كانت تتم دون تغطيتها إنتاجياً من العملات الأجنبية أو من احتياطي الذهب في البلاد.

وبينت أن طباعة العملة السورية بلا أي قيمة بدأت منذ عام 2012، وذلك حين بدأت الليرة السورية تفقد قيمتها بشكل كبير، الأمر الذي تطلب تدخلاً بطريقة مختلفة من أجل إعادة التوازن النسبي إلى سعر صرف الليرة.

وأضافت أن معظم الأوراق النقدية من العملة السورية التي لا قيمة لها تمت عملية طباعتها في قبرص روسيا، وذلك دون أي تغطية أو حماية برصيد من الذهب أو العملات الأجنبية مثل الدولار أو اليورو.

وحول أسباب توجه دمشق لهذا الخيار، أشار خبير اقتصادي ومالي من دمشق في حديث لموقع “طيف بوست” أن اللجنة الاقتصادية ومنذ سنوات لم يكن أمامها خيارات أخرى سوى طباعة عملة بلا قيمة من أجل سد العجز وتغطية النفقات.

ونوه الخبير إلى أن هذا الخيار جاء بسبب حاجة السوق الحلية للسيولة النقدية، فالخيارات كانت محدودة في تلك الفترة عند اتخاذ ذلك القرار، فإما إعلان الإفلاس والعجز أو التوجه نحو أساليب ملتوية مثل طباعة عملة بلا أي قيمة في الخارج.

وبالنسبة لتأثيرات ذلك على الواقع الاقتصادي في البلاد وسعر صرف الليرة السورية، أفاد الخبير أن خيار طباعة عملة بلا قيمة أدى إلى حدوث تضخم مستمر بشكل مضاعف، بالإضافة إلى انخفاضات متتالية بقيمة الليرة السورية.

وأشار إلى أن وجهة النظر السائدة لدى دمشق والقائمين على الوضع الاقتصادي في البلاد تقول بأن التدهور الاقتصادي يبقى أفضل بمراحل من إعلان الإفلاس بالكامل.

ونوه إلى أن الأموال التي كانت تطبع في الخارج بلا قيمة في غالب الأحيان كانت تستخدم في دفع الرواتب للعاملين في القطاع العام، فضلاً عن تغطية النفقات الروتينية.

اقرأ أيضاً: “أرقام غير متوقعة”.. مصادر تتحدث عن حصيلة الحوالات المالية التي تصل إلى سوريا يومياً

وبخصوص مسألة نقل الأموال إلى سوريا بعد طباعتها، كشفت المصادر أن الأموال كانت تصل إلى دمشق عبر طائرات شحن تابعة للمؤسسة الطيران السورية، وذلك عبر ثمانية رحلات بين دمشق وقبرص وموسكو بمجموع بلغ 240 طناً من الأوراق المالية.

وأفادت المصادر أن الأرقام آنفة الذكر هي خلال 10 أسابيع فقط من عام 2012، منوهة أن عملية طباعة النقود بلا رصيد ومن ثم نقلها إلى دمشق استمرت طيلة السنوات الماضية.

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: