دولار الذهب مؤشراً.. ما هي قيمة الليرة السورية الفعلية وسط التفاوت بين السعر الرسمي والسوق السوداء!
دولار الذهب مؤشراً.. ما هي قيمة الليرة السورية الفعلية وسط التفاوت بين السعر الرسمي والسوق السوداء!
طيف بوست – فريق التحرير
عاد الجدل بين السوريين مجدداً إلى الواجهة بخصوص السعر الأدق والأكثر واقعية لليرة السورية أمام الدولار الأمريكي في ضوء وجود تفاوت كبير بين السعر في النشرة الرسمية الصادرة عن حكـ.ـومة البلاد وبين سعر صرفها في نشرات السوق السوداء في سوريا.
وقد ازداد الجدل مؤخراً مع وصول سعر صرف الليرة السورية إلى مستويات الـ 4000 لكل دولار أمريكي واحد مع بقاء سعر صرف الليرة رسمياً بين مستويات الـ 2500 ليرة للدولار بالنسبة للحوالات والـ 2850 في مكاتب الصرافة المرخصة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي مازال فيه العديد من جمهور الموالاة للنظـ.ـام يرفضون القبول بسعر صرف الليرة في السوق السوداء كمعيار لتغيّر قيمة الليرة بشكل فعلي وحقيقي، حيث يتذرعون بأن سعر الصرف في السوق السوداء يخضع للعديد من العوامل، منها المضـ.ـاربة والتذبذب اليومي.
وضمن هذا السياق، نشرت صحيفة “المدن” اللبنانية تقريراً مفصلاً، تحدثت من خلاله عن القيمة الحقيقية لليرة السورية وسط التباين والاختلاف بين أسعار الصرف الرسمية والأسعار الواردة في نشرات السوق السوداء.
وأوضحت الصحيفة أنه وعند النظر إلى هذا الموضوع من النادر أن يلتفت أحد أو يتطرق إلى سعر “دولار الذهب”، مشيرة إلى أن ذلك السعر المخفي داخل تسعيرة الذهب الرسمية الصادرة بشكل شبه يومي عن جمعية الصاغة وصنع المجوهرات بدمشق، يحمل في طياته القيمة الفعلية لليرة السورية أمام الدولار.
وبينت الصحيفة في تقريرها أن مصطلح “دولار الذهب” ليس مصطلحاً رسمياً، إلا أنه يُعتمد من قبل العديد من أصحاب محلات الذهب أو الصاغة في سوريا، وذلك لتوصيف سعر الدولار الذي تعتمده جمعية الصاغة بدمشق في تعاملاتها اليومية.
وأضافت بالقول أن جمعية الصاغة تقوم بتحديد تسعيرة الذهب الرسمية في الأسواق السورية بالاستناد إلى عاملين، أولهما سعر أونصة الذهب عالمياً (الأوقية) صباح كل يوم، وثانيهما سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار.
وبحسب التقرير فإن سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الذي تستند إليه الجمعية في تحديد تسعيرة الذهب الرسمية في سوريا، هو ما يصفه البعض بسعر “دولار الذهب”.
ونوهت الصحيفة أنه وقبل عام 2012 لم تكن هناك أي مشكلة في تحديد سعر “دولار الذهب” من قبل جمعية الصاغة، وذلك أن سعر صرف الليرة كان ثابتاً ويستند بالدرجة الأولى على سعر أونصة الذهب عالمياً.
أما بعد أن بدأت الليرة السورية بمسيرة الانهيار، فقد أصبح الأمر مختلفاً، فكانت جمعية الصاغة في الفترة بين عامي 2013 والـ 2017 تصدر تسعيرة غير واقعية وغير منطقية للذهب، وذلك بضغط حكـ.ـومي من أجل أن لا تكشف السعر الحقيقي والفعلي لليرة السورية مقابل الدولار.
إلا أن جمعية الصاغة وبعد الفلـ.ـتان الذي انتشر في أسواق الذهب في البلاد، اضطرت خلال العامين الماضيين إلى الاقتراب من سعر الصرف الفعلي بهدف تعزيز سيطرتها على أسواق الذهب بشكل أكبر، وهو ما جعل سعر الدولار “دولار الذهب” الذي تعتمده الجمعية في تحديد تسعيرتها الرسمية للذهب أقرب أكثر من سعر صرف الليرة مقابل الدولار في السوق السوداء.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في ضوء ما سبق كان سعر “دولار الذهب” دليلاً ومؤشراً على اعتراف جمعية الصاغة التابعة لحكـ.ـومة النظـ.ـام بسعر الصرف الوارد في نشرات السوق السوداء الذي مازالت الجهات الحكـ.ـومية تعتبره سعراً وهمياً.
وأشارت في الوقت ذاته إلى أنه ومنذ تولي “عصام هـ.ـزيمة” لمنصب حاكم البنك المركزي في سوريا قبل نحو عام تقريباً، غابت متـ.ـلازمة “سعر الصرف الوهمي” عن وسائل الإعلام الرسمية وعن تصريحات مسؤولي المصرف المركزي والحكـ.ـومة.
ونبهت إلى أنه وفي ضوء ما سبق، قد يكون مـ.ـن المفيد الوقـ.ـوف ملياً عند تغيرات سعر “دولار الذهب” كمؤشر، لاسيما في ظل هبوط قيمة الليرة السورية في الأيام القليلة الماضية بشكل واضح أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية.
اقرأ أيضاً: الليرة السورية أمام مفترق طرق بعد الإجراءات الأخيرة التي أثارت الشهية على الدولار في السوق العائمة!
وحول طريقة احتساب هذا السعر، أوضحت الصحيفة أن العاملين في سوق الصاغة يتبعون معادلات معروفة من أجل احتساب سعر الذهب في الأسواق المحلية، مشيرة إلى أنهم يعتمدون على تقسيم سعر أونصة الذهب في الأسواق العالمية على الرقم (31.1035) وهو وزن الأونصة من عيار 24 قيراطاً، وذلك من أجل أن يتمكنوا من الحصول على سعر الغرام من عيار 24 قيراط.
وأضافت: “من ثم يلجأ العاملون في أسواق الصاغة إلى ضـ.ـرب النتيجة الأخيرة بالرقم 21، ويقسمون الناتج بعد ذلك على الرقم 24، وذلك من أجل أن يتمكنوا من الحصول على سعر غرام الذهب من عيار 21 قيراط الذي يعتبر الغرام المعياري في الأسواق السورية، حيث تصاغ منه معظم المصوغات الذهبية في سوريا”.
وبينت أنه وعند الحصول على سعر غرام الذهب من عيار 21 قيراطاً، حينها يبقى أن نقوم بتقسيم سعر الغرام من هذا العيار، وفق التسعيرة الرسمية التي تصدر عن جمعية الصاغة ظهيرة ذات اليوم على السعر الأول بالدولار، عندها نستنتج بكم احتسبت الجمعية سعر “دولار الذهب”.
وكمثال عملي على ما سبق، أشارت الصحيفة إلى أننا في حال طبقنا تلك المعادلات آنفة الذكر على تغيّر سعر “دولار الذهب” خلال الأسابيع القليلة الماضية، وبالاستناد إلى التسعيرة الرسمية للذهب بحسب نشرة جميعة الصاغة سنتوصل إلى النتيجة التالية: “كان سعر “دولار الذهب” بحسب الجمعية في 23 شباط الماضي عند (3509.5) ليرة لكل دولار واحد.
وأضافت أن هذا السعر ارتفع حتى يوم الأربعاء 16 مارس الحالي ليصبح (3807) ليرة سورية للدولار، وهو ما يعني أن دولار الذهب بحسب الجمعية ارتفع خلال 3 أسابيع بنسبة 7.81 بالمئة.
اقرأ أيضاً: الليرة تتخطى عتبة 4000 للدولار وتوجهات لدى البنك المركزي لطرح فئة نقدية بقيمة 10 آلاف ليرة سورية
ولفتت أن سعر الدولار في السوق السوداء في ذات الفترة ارتفع من 3650 ليرة سورية لكل دولار إلى نحو 3960 ليرة للدولار، أي بنسبة ارتفاع قدرها 7.83 بالمئة.
وأوضحت أن نسبة انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار بحسب جمعية الصاغة وصنع المجوهرات بدمشق تطابق تقريباً في ذات الفترة مع نسبة التراجع والانخفاض في السوق السوداء وبفارق ضئيل بينهما يكاد لا يذكر (0.02) بالمئة.
وختمت الصحيفة تقريرها التفصيلي، أنه وفي ضوء ما سبق يمكن أن نجزم بدقة معايير سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي في السوق السوداء، وأن أسعار الصرف في السوق السوداء أكثر دقة ومصداقية وواقعية، وباعتراف جهة رسمية تابعة لحكـ.ـومة النظـ.ـام السوري نفسه.
اقرأ أيضاً: مصادر تتحدث عن سيطرة حيتان المال على الاقتصاد السوري ومقترحات جديدة لإيقاف تدهور الليرة السورية
تجدر الإشارة إلى أن سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي في السوق السوداء قد وصل خلال فترة التعاملات الصباحية صباح يوم الخميس الماضي إلى مستويات الـ 4 آلاف ليرة سورية لكل دولار واحد.
وتعتبر هذه المستويات أدنى سعر تصل إليه الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي منذ التاسع والعشرين من شهر مارس/ آذار من العام الماضي.
فيما تشير معظم التوقعات والتحليلات إلى أن الليرة السورية متجهة نحو مزيد من التراجع والانخفاض في قيمتها وسعر صرفها أمام الدولار واليورو وبقية العملات الرئيسية خلال تعاملات الأيام والأسابيع القليلة المقبلة.
ويرجح العديد من الخبراء في مجال الاقتصاد والمختصين بمتابعة الشأن الاقتصادي في سوريا إلى إمكانية أن تشهد الليرة السورية هبوطاً مدوياً أمام الدولار الأمريكي في الشهرين المقبلين، ولا يستبعدون أن يصل سعر صرف الليرة إلى مستويات الـ 7 آلاف ليرة سورية لكل دولار أمريكي واحد، لاسيما في ظل استمرار تـ.ـأزم الوضع في أوكـ.ـرانيا.