ترتيب انقلاب ناعم على الأسد.. روسيا وتركيا تبحثان عن حلول لإنهاء الصراع في سوريا..!
سلط معهد “هيدسون” الأمريكي للدراسات الضوء على الأوضاع الحالية في محافظة إدلب، والأراضي السورية عموماً، موضحاً رؤية كل طرف من الأطراف المعنية بالملف السوري في إيجاد حلول لإنهاء الصراع في سوريا.
وذكر المعهد في تقريره أن لدى روسيا هدف أساسي يعد هدفها الأول في سوريا، وهو تمكين الأسد من السيطرة على كامل الأراضي السورية، وذلك من أجل أن يكون بمقدور موسكو أن تجني الفوائد الاستراتيجية والاقتصادية من بلد بات تابعاً لها.
وبحسب التقرير فإن إعادة إعمار سوريا سوف تبدأ بعد فترة من محاولات موسكو أن تجعل سوريا حلقة رئيسية ضمن الشبكات الجديدة لخطوط أنابيب النفط التي تصل دول الخليج بدول الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن تحقيق ذلك، يعتبر مغرياً بالنسبة للكرملين، لكنه لن يتحقق إلا عبر استعادة محافظة إدلب، وكسر المقاومة الشعبية في الشمال السوري.
ولفت المعهد إلى أن المحللين الاستراتيجيين في روسيا أدركوا أخيراً أن لأنقرة خططها الخاصة بشأن التعامل مع الملف السوري، وذلك بسبب تمسك الأتراك بالوقوف إلى جانب مدينة إدلب، على الرغم من عدم اكتراث الدول الغربية بمصير المدينة.
أما بالنسبة لتركيا فيوضح المعهد في تقريره، أن بقاء الأسد على رأس السلطة في سوريا، لا يعتبر حلاً مناسباً لأنقرة، لأنها ترى أن الأسد سيستمر في حـ.ـربه ضد معارضيه من أبناء الشعب السوري، الأمر الذي ستتحمل تركيا أعبائه، وسيستمر تدفق اللاجئين إلى أراضيها مستقبلاً.
وأشار إلى أن الدول الأوروبية تعتبر الشرق الأوسط مكاناً بعيداً عنها، لكن أنقرة لا يمكنها أن تبعد نفسها عن ما يحصل في المنطقة، كونها بلد شرق أوسطي.
وأضاف أن تركيا تسعى لإيجاد حل للأوضاع في سوريا، يكون مشابهاً للنموذج التركي نوعاً ما، من حيث حكم الأغلبية، حتى من الناحية الاقتصادية.
اقرأ أيضاً: تضاعف حالات الطلاق في مناطق سيطرة نظام الأسد بسبب “كورونا”..!
ووفقاً للتقرير فإن أنقرة تعتقد أن بمقدورها أن تقدم وجهات نظر مناسبة للنهوض بالاقتصاد السوري الذي أتعبته سنوات الصراع، وذلك عبر الاستفادة من الحدود المشتركة في تعميق التكامل الاقتصادي بين البلدين، بالإضافة لتأسيس قطاعات خاصة تتسم بالحيوية.
ويرى المعهد في تقريره أن الرؤية الروسية بعيدة كل البعد عن الرؤية التركية لإنهاء الصراع في سوريا، الأمر الذي سيؤدى إلى صدام عميق بين الطرفين لن ينتهي بسهولة.
ولفت أنه في حين أن روسيا كانت تعتقد أن تركيا ستتراجع في نهاية المطاف عن تحقيق رؤيتها، فقد شهدنا إصرار أنقرة على البقاء في إدلب، مما دفع “بوتين” لغض الطرف عن تصرفات نظام الأسد واستهـ.ـدافه المتكررة لنقاط المراقبة التركية، الأمر الذي أسفر عن مقـ.ـتل عدد كبير من جنود الجيش التركي.
وأوضح أن ما أثار دهشة الكرملين والمحللين الروس أن تركيا زادت من إصرارها عقب مقـ.ـتل جنودها في إدلب، لا بل ازداد التفاف الشعب التركي حول قيادته وجيشه، وفقاً لما جاء في التقرير.
وأشار إلى تطور تركيا في مجال الصناعات العسكرية، إذ فاجئ المهندس التقني “سلجوق بيرقدار” العالم أجمع، بالقدرات الفائقة التي تمتلكها الطائرات المسيرة التركية.
وأكد أن الطائرات المسيرة تمكنت من قلب الطاولة في إدلب، وتغيير موازين القوة في سوريا عموماً، بعد أن تمكنت تركيا من تحـ.ـييد أكثر من 2000 جندي تابعين لنظام الأسد، بالإضافة إلى تكبيده خسـ.ـائر كبيرة في العتاد العسكري.
اقرأ أيضاً: ردح فيسبوكي متبادل بين “المرشحين” لخلافة بشار الأسد في رئاسة سوريا..!
وبحسب التقرير فإن روسيا لن تتمكن من إعادة إدلب إلى سيطرة نظام الأسد إلا بالتصـ.ـادم مع الأتراك، وهو الخيار المستبعد من الحسابات الروسية.
وأوضح أن موسكو فكرت مسبقاً بالسماح لأنقرة بمواصلة حملتها على قوات النظام السوري في إدلب، من أجل الضغط على الأسد للرحيل عن السلطة فعلياً، مشيراً أن الأسد بات يشكل عبئاً على روسيا لعدم امتلاكه أي قوة على أرض الواقع في سوريا.
في المقابل يقول التقرير أن تركيا تدرك تماماً أن الأسد لم يعد بمقدوره أن يتقدم أكثر في إدلب، بسبب تواجدها هناك، وإصرار القاطنين في المنطقة على الصمود في وجه الأسد، وعدم الإنجرار وراء البطولات الوهمية والحـ.ـرب النفسية التي يصدرها النظام السوري.
وعلى ضوء ما سبق، يستنتج كاتب التقرير أن السيناريو القادم في سوريا ربما توصلت إليه روسيا بعد أن أدركت تماماً أن بشار الأسد لا يمكن أن يستمر في حكم سوريا أكثر من ذلك، موضحاً أن موسكو تسعى لترتيب انقلاب ناعم ضده لإنهاء الصراع في سوريا بالتنسيق مع تركيا.
اقرأ أيضاً: أعراض كورونا تظهر على قريبة لـ “بشار الأسد”
ولفت إلى أن روسيا لا تريد أن تتدخل القوى الغربية في الشأن السوري، لكنها وجدت نفسها مجـ.ـبرة على قبول التواجد التركي في سوريا.
وختم التقرير رؤيته بالحديث عن توافق بين روسيا وتركيا بشأن تقليص النفوذ الإيراني على الأراضي السورية، وأن رحيل الأسد عن السلطة سيكون له دور كبير في تحقيق هذا التوافق، وإبعاد إيران شيئاً فشيئاً عن الملف السوري.