أخر الأخبار

“الرواتب تكفي لخمسة أيام فقط”.. كيف يتمكن الموظف في سوريا من تأمين احتياجاته حتى نهاية الشهر؟

“الرواتب تكفي لخمسة أيام فقط”.. كيف يتمكن الموظف في سوريا من تأمين احتياجاته حتى نهاية الشهر؟

طيف بوست – فريق التحرير

تزداد معاناة السوريين يوماً بعد يوم في ظل استمرار تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد بشكل غير مسبوق، لاسيما في الآونة الأخيرة التي اشتكى فيها معظم الموظفين لدى حكـ.ـومة النظـ.ـام من تدني دخلهم قياساً بالاحتياجات والمتطلبات.

وضمن هذا السياق أكد العديد من الموظفين أن رواتبهم التي يتقاضونها حالياً تكاد لا تكفيهم لأكثر من خمسة أيام فقط، وذلك وسط الارتفاع الجنوبي في أسعار السلع والمواد والأساسية.

وبحسب مصادر محلية فإن ما سبق يفتح الباب أمام عدة تساؤلات حول الطريقة التي يتمكن فيها الموظف في سوريا من تأمين احتياجاته حتى نهاية الشهر إذا كان راتبه لا يكفيه لأكثر من 5 أيام.

وأفادت المصادر أنه في ضوء استمرار انخفاض سعر صرف الليرة السورية وضعف قيمتها الشرائية، وتزامن ذلك مع تدني الأجور والرواتب التي أصبحت لا تكفي لشراء الحاجات الضرورية، لجأ العديد من الموظفين إلى الحصول على رشوة أو الاعتماد على أعمال إضافية إلى جانب الوظيفة.

وبحسب المصادر فإن انتشار الرشوة والفساد داخل الدوائر الحكـ.ـومية أصبح أمراً طبيعياً وغير مستغرباً نظراً لتدني الرواتب وعدم قدرة الموظفين على تأمين احتياجاتهم إلا في حال الاعتماد على مصادر دخل إضافية، ومنها الحصول على رشوة مقابل تسيير المعاملات أو ما شابه.

ويبلغ متوسط الرواتب التي يتقاضها الموظف في سوريا حالياً ما يعادل 25 دولار أمريكي، وذلك في الوقت الذي تحتاج فيه الأسرة السورية إلى ما يقارب الـ 300 دولار شهرياً على أقل تقدير من أجل سد رمقها وتأمين ما هو ضروري فقط.

ونقلت المصادر عن أحد الموظفين قوله: “راتبي بحدود الـ 70 ألف ليرة سورية وهو لا يكفي أكثر من 5 أيام من الشهر”.

وأضاف: “حتى اتمكن من تأمين احتياجات عائلتي وأولادي حتى نهاية الشهر اضطر للعمل في أحد المعامل بدوام إضافي”.

وأشار إلى أن العمل مرهق جداً، فهو يضطر للعمل أكثر من 16 ساعة يومياً من أجل تأمين الحد الأدنى من الاحتياجات الضرورية لعائلته وأفراد أسرته، وفق تعبيره.

فيما قال موظف آخر، إن الراتب الذي يتقاضاه يكاد لا يكفيه ثمناً لأجور المواصلات اليومية للذهاب إلى عمله، مضيفاً أنه يضطر للعمل كشوفير “تاكسي” بعد دوامه في الوظيفة من أجل تأمين أدنى مقومات الحياة لعائلته.

وأشار إلى أن الزيادة الأخيرة على الرواتب كانت مجرد زيادة شكلية، وذلك نظراً لارتفاع الأسعار الذي رافقها، منوهاً أن الزيارة يجب أن تكون 10 أضعاف الراتب الحالي، حينها من الممكن أن نسميها زيادة، وفق قوله.

اقرأ أيضاً: من بينها زيادة الرواتب إلى 100 دولار شهرياً.. مقترحات جديدة لحل الأزمات الاقتصادية في سوريا

تجدر الإشارة إلى أن ما سبق يتزامن مع دعوات ومطالب بزيادة الأجور والرواتب التي يتقاضاها العاملين في الـ.ـدولة لتصبح نحو 100 دولار شهرياً.

ويشير العديد من المحللين والخبراء الاقتصاديين إلى أن الأزمات الاقتصادية في البلاد ومعـ.ـاناة المواطنين لا يمكن حلها من خلال الدعم الحكـ.ـومي فقط، وإنما عبر زيادة الحد الأدنى للأجور والرواتب.

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: