أخر الأخبار

الجنسية التركية الاستثنائية.. شروط ومعايير غامضة ومصير العالقين في المرحلة الرابعة ما زال مجهولاً!

من أكثر الأمور التي تشغل بال السوريين المقيمين على الأراضي التركية هي تلك التي تتعلق بـ “الحصول على الجنسية التركية الاستثنائية”، ومحاولة معرفة الشروط والمعايير التي تتبعها إدارة الهجرة في ترشيح الأسماء، إذ أن شروط الترشيح ما تزال غامضة، ولم يوضحها أي مسؤول تركي حتى الآن.

في هذا التقرير رصد فريق التحرير بموقع “طيف بوست” آراء بعض السوريين سواءً من الذين قد دخلوا فعلاً مراحل التجنيس أو الذين مازالوا ينتظرون أن يأتيهم اتصال هاتفي من دائرة الهجرة التركية يبلغهم أنهم ضمن المرشحين لـ “الحصول على الجنسية التركية”.

كذلك الأمر استطلعنا آراء شريحة واسعة من السوريين العالقين في المرحلة الرابعة في محاولة لاستنتاج بعض الشروط والمعايير المعمول بها، وذلك من خلال تجارب واقعية وقصص يرويها أصحابها ممن خاضوا التجربة.



شروط ومعايير لا يعلمها إلا الله

يقول المواطن السوري “أحمد” المقيم في ولاية اسطنبول: “أنا أحمل شهادة جامعية في الهندسة المعمارية، وأقيم في ولاية اسطنبول منذ خمس سنوات على التوالي، وحتى الآن لم يأتيني أي اتصال من دائرة الهجرة بشأن الجنسية الاستثنائية”.

ويضيف: “أعرف عدد لا بأس به من الذين لا يحملون أي شهادة جامعية، ولم يمضِ على إقامتهم في تركيا سوى ثلاث سنوات، وهم الآن يحملون الجنسية التركية أو من ضمن المرشحين الذين دخلوا السيستم ومراحل التجنيس”.

ويختم حديثه لموقع “طيف بوست” بقوله: “في الحقيقة شروط ومعايير منح أو الترشح للحصول على الجنسية التركية الاستثنائية لا يعلمها إلا الله، وعندما نتوجه إلى الموظفين الأتراك لسؤالهم عن بعض التفاصيل يقولون لنا (الموضوع تقرره أنقرة ولا علاقة لنا بأمور الترشيح للحصول على الجنسية)”.

فضلت البقاء في تركيا على الهجرة إلى أوروبا

ربما من أكبر الأخطاء التي ارتكبتها في حياتي هو تفضيل البقاء في تركيا، وعدم الذهاب إلى دول الاتحاد الأوروبي كما فعل العديد من الأصدقاء، يقول “سامر” المقيم في ولاية أضنة كلماته هذه والحسرة بادية على محياه.

ويتابع حديثه قائلاً: “قررت البقاء في تركيا رغباً في الحصول على الجنسية التركية والاستقرار في هذا البلد الذي وفر لنا الآمان، وإمكانية الاندماج في مجتمع أقرب إلى عاداتنا وتقاليدنا من المجتمع الأوروبي، لكن حتى اللحظة لم يأتي ترشيحي للحصول على الجنسية”.

ويرى “سامر” أنه من غير المنطقي تجاهل شريحة واسعة من السوريين، وعدم ترشحيهم للحصول على الجنسية الاستثنائية، وخصوصاً أن معظمهم من حملة الشهادات أو من الذين مضى على إقامتهم على الأراضي التركية أكثر من خمس سنوات.



مراحل التجنيس ومزاجية الموظفين

أما “رنا” طالبة جامعية في جامعة غازي عنتاب، فتشرح تجربتها الشخصية في الحصول على الجنسية التركية الاستثنائية، وتوضح أن مزاجية الموظفين هي من أكثر الأمور التي تؤثر على سير الملف وتدرجه في المراحل.

إذ قالت: “نحن ثلاث فتيات ندرس في ذات القسم بجامعة غازي عنتاب، جاء ترشحينا في الوقت نفسه، ودخلنا السيستم أيضاً سوياً، ولكن بعد ذلك حصلت إحدانا على الجنسية بظرف 7 أشهر، بينما بقيت أنا في المرحلة الثاثة لوحدها 6 أشهر، وصديقتي الثانية كانت ما تزال في المرحلة الرابعة.

وتابعت رنا حديثها لموقع “طيف بوست” بقولها: ” بعد ذلك حصلت صديقتي التي كانت في المرحلة الرابعة على الجنسية، بينما أنا لم أتجاوز المرحلة الثالثة بعد، عندها قررت الذهاب إلى المكتب المسؤول عن أمور التجنيس في الولاية، لإطلاعهم على الأمر”.

وتضيف: “بعد عدة زيارات للمكتب وبعد إلحاح مني لمعرفة أسباب تأخر ملفي قالت لي إحدى الموظفات بعد بالحرف الواحد أن الأمر يتعلق بنشاط الموظف الذي يستلم ملفك في دائرة النفوس العامة بأنقرة، وأمورك تبدو إيجابية على السيستم العام كما يظهر على الرابط المخصص بالموظفين لمتابعة مراحل التجنيس”.

طريقة إدخال المعلومات لمعرفة مراحل الحصول على الجنسية التركية
طريقة إدخال المعلومات لمعرفة مراحل الحصول على الجنسية التركية

المرحلة الرابعة مرحلة “أهل الكهف”

يؤكد “حسام” الذي يقيم في ولاية هاتاي أن المرحلة الرابعة من مراحل الحصول على الجنسية التركية تعتبر من أهم وأخطر المراحل، حيث يعيش الأشخاص حالة من القلق والخوف حتى يتم تجاوز هذه المرحلة، خاصة بعض تسميتها من قبل السوريين بمرحلة “أهل الكهف” لطول المدة التي يقضيها الملف فيها.

ويشير إلى أنه يعرف عدة أشخاص قد انتقلوا من مرحلة “الأرشيف” إلى مرحلة “الدوام” التي تعتبر بمثابة الرفض لأن عدد قليل جداً يكاد لا يذكر من السوريين قد تمكنوا من تخطي هذه المرحلة والصعود إلى المرحلة الخامسة.




مصير العالقين في المرحلة الرابعة ما زال مجهولاً

يحسم “يامن” المقيم في ولاية بورصة الجدل حول موضوع السوريين العالقين في المرحلة الرابعة “دوام” أو الذين ظهرت رسالة على السيستم تبلغهم بإزالة ملفاتهم أو رفعها بحسب الترجمة التي تظهر عند الدخول إلى الرابط المخصص لمتابعة مراحل التجنيس.

حيث قال: “ظهرت الرسالة التي تفيد برفع أو إزالة ملفي من السيستم، فتوجهت بعد عدة إيام من ظهورها إلى النفوس العامة في أنقرة للاستفسار عن الملف وفحوى الرسالة الجديدة، فحصلت على عدة ردود من موظفين مختلفين”.

تابع “يامن” الحديث عن تجربته بالقول:” أحد الموظفين قال لي أنه ستتم دراسة الملفات خارج السيستم، وبأن الأمر يعتبر جيداً لكل الأشخاص أصحاب الملفات التي قد ظهرت الرسالة الجديدة على ملفاتهم، بينما قال لي موظف آخر، أن الموضع برمته قد أحيل إلى وزارة الداخلية لدارسة الملفات ولا علاقة للنفوس العامة بالأمر، وربما سيطلب من أصحاب تلك الملفات تقديم الأوراق من جديد، وأشار لي أنه لا أحد يعرف هنا مصير تلك الملفات”.

ويحكي “يامن” قصة قد عاينها أثناء تواجده في دائرة النفوس العامة بأنقرة، حيث التقى بأحد الشباب السوريين ممن يريدون الاستفسار عن ملفاتهم بقوله: “رأيت شاباً سورياً قد جاء من ولاية مرسين إلى أنقرة للاستفسار عن ملفه، إذ صعد ملفه إلى المرحلة الخامسة على السيستم، وفجأة وبعد 20 يوم عاد إلى المرحلة الرابعة “دوام” التي تعتبر بمثابة الرفض أو وجود بعض الإشكالات في الملف”.

وعندما قام الشاب بالاستفسار عن ملفه، قال له الموظف مستغرباً أن هذا الأمر لا يمكن حدوثه إلا في حالة واحدة وهي وجود خطأ في السيستم أدى إلى حدوث ذلك، وحول أوضاع الملفات التي تنتقل من المرحلة الرابعة “أرشيف” إلى المرحلة الرابعة “دوام” قال الموظف: “هي ملفات ندرسها مجدداً لوجود بعض الإشكالات فيها دون أن يذكر أي تفاصيل إضافية حول تلك الإشكالات التي تعرقل تقدم الملف وتجعله مجمداً في المرحلة الرابعة من مراحل التجنيس والحصول على الجنسية التركية الاستثنائية.

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: