لهذه الأسباب لن يستطيع “بوتين” إعادة تأهيل بشار الأسد سياسياً.. وخياران أمام روسيا..!
لهذه الأسباب لن يستطيع “بوتين” إعادة تأهيل بشار الأسد سياسياً.. وخياران أمام روسيا..!
طيف بوست – فريق التحرير
نشر موقع “أورينت نت” تقريراً تحدث من خلاله عن الأسباب التي تقف حائلاً أمام الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” في محاولاته لإعادة تأهيل رأس النظام السوري “بشار الأسد” على الصعيد السياسي في المرحلة المقبلة.
وتطرق التقرير للحديث عن الخيارات والحلول المطروحة أمام القيادة الروسية في الأشهر المقبلة، خاصة في ظل تركيز المجتمع الدولي على مسار التسوية السياسية المتعلقة بالملف السوري بشكل غير مسبوق.
واستهل الموقع تقريره بالتذكير بتصريحات المسؤولين الروس والأمريكيين حول توقف العمليات العسكرية في البلاد، حيث أكد ذلك كل من وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” والمبعوث الأمريكي إلى سوريا “جيمس جيفري” في تصريحات سابقة منذ أيام.
وأشار التقرير إلى أن تلك التصريحات تدفع إلى إثارة التساؤل حول مدى جدية القيادة الروسية بدعم عملية التسوية السياسية في البلاد.
كما تفتح الباب أمام تساؤلات عديدة بشأن قدرة “بوتين” على إعادة تأهيل “بشار الأسد” سياسياً أم أنه سيتجه نحو تقديم تنازلات كبيرة لواشنطن بفعل الضغوطات الممارسة من قبل الإدارة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي.
وحول أسباب التي من الممكن أن تقف حائلاً أمام مساعي روسيا لعملية إعادة تأهيل “الأسد”، يقول الخبير وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس “خطار أبو دياب”، إن أبرز ما يعـ.ـرقل نجاح “بوتين” في ذلك هو رفض الإدارة الأمريكية للعملية برمتها.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح بإعادة تأهيل الأسد ونظامه دون تحقيق شرطين اثنين، يتمثلان بفصل النظام السوري عن إيران، فضلاً عن الدفع بمسار الحل السياسي وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
واستدرك ” أبو دياب” قائلاً: “لكن بشار الأسد وإيران توأم سيامي لا يمكن الفصل بينهما، لذلك نرى واشنطن قد تجاوزت علاقة الأسد مع طهران، وبدأت تركز على الدفع بعملية التسوية الساسية بشكل أكبر، على حد تعبيره.
ونوه خبير العلاقات الدولية أن الأسد لن يقبل أن يقدم أي تنازلات سياسية، لأن النظام السوري يعمل على مبدأ أنه “إذا تنازل عن أي شيء، فإنه سيتنازل عن كل شيء”.
وفي ضوء ما سبق، فإن “بوتين” لن يستطيع إعادة تأهيل بشار الأسد سياسياً، ما لم ينفذ الأخير المطالب الأمريكية، وهو أمر مستبعد وفق معظم أراء المحللين.
اقرأ أيضاً: تسريبات تكشف سبب “حرائق” اللاذقية وطرطوس.. هل هو اتفاق للضغط على روسيا؟
أما بالنسبة للخيارات المطروحة أمام القيادة الروسية في المرحلة المقبلة، يرى الدكتور نصر اليوسف إعلامي وخبير بالشأن الروسي، أن روسيا باتت مستعدة لإجبار النظام على اتخاذ خطوات جدية في مسار الحل السياسي.
وأوضح أن هناك سبين لاستعداد روسيا للضغط على دمشق، الأول هو أنها ليست بصدد الدخول في مواجـ.ـهة مع تركيا في إدلب أو مع أمريكا شرق الفرات لأجل عيون “الأسد” على حد تعبيره، لذلك ربما لن يكون أمامها سوى التفاهم مع واشنطن حول آلية تطبيق القرارات الأممية المتعلقة بالحل في سوريا.
أما السبب الآخر، فيتمثل بأن موسكو ترغب بجني ثمار تدخلها لمساندة الأسد طيلة الأعوام الماضية، وهو أمر لن يحدث إلا في حال رفعت الولايات المتحدة الأمريكية العقـ.ـوبات عن النظام السوري، وهو الأمر الذي تصر واشنطن أنه لن يتم إلى في حال لمست مرونة من قبل “الأسد” بالتعامل مع مسار الحل السياسي في البلاد.
وبحسب “اليوسف”، فإن هذان السببان سيدفعان روسيا للتخلص من الضغط الملقى على عاتقها من الناحية الاقتصادية في سوريا، مرجحاً أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” ربما بدأ يبحث عن حلول وسطية بشأن الملف السوري.
وحول إمكانية أن يتخلى “بوتين” عن رأس النظام السوري “بشار الأسد” في المرحلة القادمة، قال “اليوسف”: “قد يكون الحل الوسطي الذي تبحث عنه موسكو يتعلق بالتخلي عن الأسد ومن ثم الدخول في مرحلة انتقالية غير واضحة المعالم حتى اللحظة.
ولم يستبعد “اليوسف” أن تكون سوريا تحت الوصاية الروسية أو الدولية مستقبلاً، وذلك بموجب تفاهمات دولية معينة بإشراف روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر.
اقرأ أيضاً: جولة جديدة حاسمة من محادثات “أستانا” بشأن سوريا.. وهذا ما سيتم بحثه بين الأطراف المشاركة!
وأما الحل الذي يرجحه الخبير الاستراتيجي “أبو دياب”، فيتمثل ببقاء الأوضاع على حالها لفترة زمنية طويلة في سوريا، أي بمعنى عدم وجود حلول والوصول إلى حالة من الجمود السياسي.
وأوضح “أبو دياب”، أن عدم القدرة على التوصل إلى حل يأتي بسبب صعوبة نجاح روسيا في عملية إعادة تأهيل الأسد من جهة، وذلك نظراً لرفض الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية لهذه العملية.
ومن جهة ثانية، فإن تخطي حالة الجمود السياسي الذي يشهدها الملف السوري هو أمر غاية في الصعوبة في ظل وجود تشابك معقد في العلاقات بين الدول المعنية بالشأن السوري، وتداخل ملف سوريا مع ملفات عديدة إقليمياً ودولياً.