أخر الأخبار

تحذيرات مهمة بشأن طقس سوريا وحديث عن استثمارات ضخمة بأنظمة الرصد ستعود بفوائد اقتصادية كبيرة

تحذيرات مهمة بشأن طقس سوريا وحديث عن استثمارات ضخمة بأنظمة الرصد ستعود بفوائد اقتصادية كبيرة

طيف بوست – فريق التحرير

شهدت سوريا في الآونة الأخيرة ظواهر مناخية غريبة وتقلبات مفاجئة في حالة الطقس لم يألفها السوريون من ذي قبل، لاسيما العواصف العنيفة والأمطار الفجائية الغزيرة التي تؤدي إلى سيول وفيضانات، بالإضافة إلى الفوارق الكبيرة في درجات الحرارة خلال فترة زمنية قصيرة.

وبحسب مصادر محلية مختصة في مجال المناخ والطقس، فإن أكبر مثال على الظواهر الغريبة وتقلبات الطقس المفاجئة في سوريا، هو ما شهدته البلاد الأسبوع الماضي من سيول وفيضانات، فضلاً عن انخفاض درجات الحرارة بشكل مفاجئ إلى نحو 8 درجات مئوية أدنى من المعدلات السنوية في بعض المناطق السورية.

وضمن هذا السياق، أكد خبير في الأرصاد الجوية السورية أن الظروف المناخية التي شهدتها سوريا ليس فقط مؤخراً، وإنما خلال السنوات القليلة الماضية عموماً تعتبر ظروف مناخية غير اعتيادية.

وأشار مدير الشؤون الفنية والبحوث في المديرية العامة للأرصاد الجوية في سوريا، المهندس “بشار عرابي” إلى أن التقلبات في حالة الطقس أثرت بشكل سلبي على الموارد الطبيعية في البلاد، الأمر الذي أثار قلق وتحفظ السوريين.

وأطلق الخبير تحذيرات مهمة بشأن طقس سوريا في الفترة المقبلة، لافتاً إلى أن التقلبات المناخية المفاجئة ستستمر بشكل أكثر وضوحاً وربما تكون تأثيراتها السلبية أقوى، الأمر الذي يتطلب مواجهتها عبر الاستثمارات الضخمة بأنظمة الرصد.

ونوه إلى أن كثيرٌ من السوريين يتساءلون اليوم عن أسباب حدوث الظواهر الغريبة وتقلبات الطقس المفاجئة ومدى تأثيرها على البيئة، وما هي المخاطر التي من الممكن أن تنتج عن استمرار تلك التقلبات المناخية.

ولفت إلى أن ما يشهد الطقس والمناخ في سوريا مؤخراً جزء من التغيرات المناخية التي تحدث على مستوى العالم أجمع، مرجعاً سبب حدوث تلك التغيرات المناخية العالمية إلى ظاهرة الاحتباس الحراري.

كما أشار “عرابي” في معرض حديثه إلى أن ارتفاع معدلات الغازات الدفيئة بشكل كبير خلال العقود الماضية من الزمن قد لعب دوراً مهماً وساهم في التغيرات المناخية والطقسية التي يشهدها عالمناً في الوقت الحاضر.

وأفاد إلى أن تلك الغازات ارتفعت معدلاتها بسبب النشاطات البشرية المتراكمة، مثل حرق النفط والفحم، بالإضافة إلى قطع الغابات وانتشار ظاهرة التصحر وتقلص المساحات المزرعة وتراجع الغطاء النباتي في الكثير من المناطق حول العالم.

وذكر “عرابي” أن تلك العوامل أثرت بشكل مباشر على طقس ومناخ سوريا، الأمر الذي أدى إلى حدوث ظواهر جوية غريبة لم يألفها السوريون من ذي قبل، مثل العواصف الرملية والسيول والفيضانات والموجات الحارة غير المعتادة.

اقرأ أيضاً: لأول مرة.. توهج شمسي قوي يقابل سوريا والجمعية الفلكية توضح مدى تأثيره وخطورته!

وحول كيفية تعامل الأرصاد الجوية في سوريا مع التحديات الجديدة والتقلبات المفاجئة في أحوال الطقس، أكد الخبير أن مديرية الأرصاد أنشئت منظومة إنذار مبكر وشبكة محطات آلية للرصد الجوي، حيث تهدف المديرية من خلال ذلك إلى تقديم التحذيرات المبكرة عن الحالة الجوية المتطرفة، الأمر الذي يساهم بالحد من التأثيرات السلبية، لاسيما مع تكرار حدوث الظواهر المناخية الغريبة والخطيرة.

وختم “عرابي” حديثه منوهاً إلى أهمية الاستثمار في أنظمة الرصد الجوي، مؤكداً أن هذه الخطوة تعتبر من أهم الخطوات الاقتصادية التي من الممكن أن تعود بفوائد مهمة تتخطى تكاليفها بكثير، لاسيما بالنظر إلى التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على الاقتصاد بشكل عام وعلى البنية التحتية في البلاد على وجه الخصوص.

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: