رامي مخلوف “ثائر الفيديو”.. تعرف على أصل القصة وسبب القطيعة مع ماهر وبشار الأسد
تبدو الفرصة متاحة اليوم لإعادة قراءة المشهد السوري الداخلي استناداً إلى معـ.ـركة الفيديو التي يشنها رجل الأعمال البارز “رامي مخلوف” في كل اتجاهات الدولة السورية.
تلك الثورة الفيسبوكية التي لم يشنها “مخلوف” إلا بعد أن رُفع الغطاء الأمني التام عنه بتعليمات مباشرة ويومية من شقيق رأس النظام السوري “ماهر الأسد”.
أشرطة الفيديو التي يبثها رجل الأعمال الشاب المثير للجدل ويظهر فيها “متظلماً ثم ثوريًا” ثم “وقوراً دينياً” ونصيراً للفقراء هي حصيلة عملية سياسية أمنية.
هذه العملية تقررت على أعلى المستويات، وإن كانت بدأت فقط بملف الضـ.ـرائب على إمبراطورية الاتصالات عبر شركة “سيريتل” التي يملكها رامي مخلوف.
الملاحقة لنفوذ “مخلوف” بدأت عملياً من عند ماهر الأسد، وحصرياً بعد خـ.ـلاف مرصود بينه وبين العقيد “حافظ مخلوف”، رئيس الفرع الأمني في دمشق العاصمة.
ذلك الخـ.ـلاف وقع بعد التدقيق الداخلي في معـ.ـركة “العباسيين” التي تمكن خلالها عشرات المعارضين التابعين للفصائل الثورية من الوصول بذخـ.ـائرهم وأسلـ.ـحتهم إلى قلب العاصمة عبر شبكة الصرف الصحي.
في مسألة العباسيين تشكلت صــ.ـدمة للمؤسسة الأمنية التي كانت تتوهم بأن العاصمة تحت الغطاء المخابراتي.
والنتائج هنا خصوصاً بعد التفجــ.ـيرات في منطقة باب توما وجوارها، رفض تحمل مسؤوليتها العقيد “مخلوف”، وهو شقيق رجل الأعمال الغـ.ـاضب الآن بحجة الـضـ.ـرائب.
أُتهـ.ـم العقيد “حافظ مخلوف” بالتقصير الشديد، وعند التدقيق في أحداث العباسيين قبل أشهر، تكشفت انشغالاته بخدمة مصالح شقيقه وعائلته الاقتصادية قبل الاعتبار المتعلق بالواجب الأمني.
حينها تقرر طـ.ـرده من الوظيفة، فبدأت أولى المواجـ.ـهات تبرز مع أقطاب عائلة مخلوف الثرية والنافذة جداً، والتي لها باع طويل عندما يتعلق الأمر بأروقة الدولة السورية.
اقرأ أيضاً: رامي مخلوف يظهر بفيديو جديد.. كشف عن تعرضه لضغوطات كبيرة.. وهذه أبرز خفايا رسائله (شاهد)
في تلك الأثناء، كانت تطفو على السطح مشـ.ـكلة شركة مرسيدس وسط نخبة الأمن والإدارة السورية، حيث أصر “رامي مخلوف” على احتكار وكالة الشركة وضغط بشدة على صاحبها.
ثم تمكن عبر شبكة حلفاء في الأجهزة الأمنية من إغلاق مكاتب مرسيدس ومنـ.ـع العلاقة التجارية، في قضية دفعت حتى صديقا أوروبياً عن بعد مثل ألمانيا للتدخل.
آنذاك، كان الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” يهتم ويتابع، ويسمح بإرسال برقية من موسكو تتحدث بالأرقام عن كمية التهـ.ـرب الضـ.ـريبي لبعض النافذين جدا من أقرباء رأس النظام السوري “بشار الأسد”، ووجدت الإدارة السورية بأن اسم “رامي مخلوف” يتصدر القائمة السوداء الروسية.
سأل أحد المبعوثين الروس خلف الستارة أحد مستشاري “بشار الأسد” في اجتماع مغلق: “كم يربح رامي مخلوف إذا كان بند ما يدفعه من ضـ.ـرائب مؤكدة للدولة سنوياً يقدر بـ “20 مليون دولار؟”.
في مركز القرار السوري تم التعامل مع القائمة الروسية، ولاحقاً الاستفسار الرقمي بجدية بالغة وعلى أنها رسالة سياسية.
عندها كان “رامي مخلوف” يدافع بشـ.ـراسة عن شقيقه المُقال، ويواجه في عدة مرات الشقيق الأسد على أساس “شجار عائلي داخلي” ينبغي أن يحسم عند “كبير العائلة”.
بقي الأمر كذلك ولم يحسم كبير العائلة، وهو رأس النظام السوري “بشار الأسد” خـ.ـوفاً من تصـ.ـدع العائلة داخلياً في ظرف حـ.ـرج.
اقرأ أيضاً: أول رد سوري رسمي على فيديو “رامي مخلوف”
ولاحقاً برزت مفاجأة جديدة، حيث تحدث ضبط أمني لأحد فروع وزارة الداخلية عن محاولة خطـ.ـف طفل من عائلة “مخلوف” تبين لاحقاً أن الطفل وعمره 11 عاماً، هو ابن “محمد مخلوف” والد رامي مخلوف.
وخيوط التحقيق الأولى في جهاز الحاكم الإداري تقود إلى احتمالية أن يكون الخـ.ـاطف شقيق الطفل لأن الأخير من “زوجة ثانية” والمسألة لها علاقة بـ “ورثة العائلة”.
بكل حال، تزيد المؤشرات على أن الحلفاء الأقوياء يتحدثون عن “رامي مخلوف” أكثر مما ينبغي.. حتى في حلب يلاحظ مستثمرون إيرانيون بأن رامي مخلوف بدأ يرسل لهم الملاحظات ويرغب في المزاحمة.
يبحث رجل الأعمال الشاب وابن خال بشار الأسد عن شبكة نفوذ قوية في كل مجالات التجارة والوكالات، وأغضـ.ـب نخبة من حلفاء نظام الأسد والعديد من طبقة “تجار دمشق”.
حيث يسيطر تماماً على قطاع الاتصالات، ويملك ويستحوذ على عشرات المطاعم والمنشآت السياحية، ويحظى بعطاءات عملاقة، قبل صدور توصية روسية بإبعاده عن مديرية العطاءات المركزية.
اقرأ أيضاً: سقوط النظام بات قريباً.. قراءة في دلالات رسالة “رامي مخلوف” إلى “بشار الأسد”
كذلك تمت إقالة خمسة موظفين كبار فيها كانوا ضمن مجموعته، حيث عطاءات بالجملة ضمن مسلسل إعادة الإعمار وبعشرات المليارات.
وبعد كل هذا التراكم، صدر الغطاء بالمتابعة الضـ.ـريبية عن رأس النظام السوري “بشار الأسد”، لكن الأهداف بمسارها السياسي أعمق وأبعد، وهنا حديث آخر.
المصدر: القدس العربي