قمة رباعية اليوم لبحث الملف السوري.. وصحيفة أمريكية توضح لماذا وافقت تركيا على الهدنة في إدلب
أكدت وسائل الإعلام التركية أن قمة رباعية ستعقد اليوم الثلاثاء 17 آذار/ مارس 2020، عبر شاشات تلفزيونية من أجل بحث التطورات الأخيرة في محافظة إدلب.
وأشارت إلى أن القمة التي ستعقد عن بعد بسبب تفشي “فيروس كورونا”، ستجمع الرئيسين التركي والفرنسي بالمستشارة الألمانية ورئيس الوزراء البريطاني.
وأفادت صحيفة “حرييت” التركية أن محاور القمة الرباعية ستتركز بالدرجة الأولى على بحث الملف السوري عموماً، وخاصة الأوضاع في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
وأضافت الصحيفة أن من بين المحاور التي سيتم مناقشتها بشكل موسع هي أزمة طالبي اللجوء خاصة بعد أن قامت تركيا بفتح حدودها للراغبين بالتوجه نحو دول الاتحاد الأوروبي.
كما لفتت أن ملف العلاقات التركية الأوروبية سيكون حاضراً في القمة الرباعية، موضحة أن مسألة انتشار “فيروس كورونا” والتصدي له لن تغيب عن محاور القمة.
ووفقاً للصحيفة فإن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” سيكشف للمشاركين في القمة النتائج التي توصل إليها عبر المباحثات مع نظيره الروسي “فلاديمير بوتين” بشأن محافظة إدلب.
وأوضحت أن “أردوغان” سيقدم إحاطة شاملة للمشاركين في القمة حول اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين روسيا وتركيا، بالإضافة لإطلاعهم على آخر المستجدات في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس التركي سيعود مجدداً لتقديم مقترح إقامة منطقة آمنة في الشمال السوري، والخطوات اللازمة لتنفيذ المقترح، وسيعرض المقترح على المشاركين في القمة في محاولة لإقناعهم بتقديم الدعم السياسي والمالي لإنشاء المنطقة الآمنة.
اقرأ أيضاً: بعد عرقلة الدورية الأولى على طريق “M4” جنوب إدلب.. روسيا تمنح تركيا فرصة لترتيب الوضع وإعادة تسيير الدوريات
ونوهت إلى أن القمة ستناقش ملف المسار السياسي، وتفعيل اللجنة الدستورية السورية، ومسألة تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين.
يذكر أن القمة الرباعية كان من المفترض أن تعقد في مدينة اسطنبول التركية، لكن المشاركين اتفقوا على أن تعقد خلف شاشات تلفزيونية مغلقة، وذلك كإجراء وقائي بعد انتشار “فيروس كورونا” المستجد.
لماذا وافقت تركيا على الهدنة في إدلب
في سياق متصل، فردت صحيفة “كومون ويل” الأمريكية صفحاتها للإجابة عن التساؤل الذي يراود الكثيرين.. لماذا وافقت تركيا على الهدنة في إدلب وقبلت بوقف إطلاق النار في المنطقة؟.
وأكدت الصحيفة أن الدوافع الرئيسية وراء قبول تركيا بالهدنة في محافظة إدلب، على الرغم من إدراكها أن الهدنة لن تصمد طويلاً، تتعلق بعدم استعداد أنقرة لاستقبال موجة نزوح كبيرة، وانعكاساتها على الداخل التركي.
وأشارت الصحيفة في تقريرها أن النظام السوري لديه تصميم مسبق على التقدم والسيطرة على إدلب، بالرغم من الهدنة المعلنة، موضحة أن أنقرة تعلم أن نظام الأسد سيعاود الهجوم من جديد، مرجحة أن تركيا لن تسمح له بذلك.
وحاولت في التقرير أن تجيب على السؤال الكبير الذي يطرح نفسه بقوة، لماذا وافقت تركيا على الهدنة في إدلب على الرغم من أنها قوة عسكرية كبيرة وجزء من حلف شمال الأطلسي؟، وما الذي أجبرها على القبول باتفاق وقف إطلاق النار بالرغم من أن قوتها على الأرض في إدلب أكبر من قوة روسيا ونظام الأسد؟.
وفي هذا الإطار تجيب الصحيفة عبر تقريرها، بأن هم تركيا الأول والأخير هو منع تدفق اللاجئين إلى حدودها مع سوريا، وبالتالي زيادة احتمال تدفقهم بأعداد كبيرة إلى داخل الأراضي التركية، الأمر الذي سينعكس سلباً على الحكومة التركية.
ولفتت أن قضية اللاجئين السوريين في تركيا تشكل ورقة ضغط بيد المعارضة التركية، حيث استثمرت القضية سابقاً من أجل كسب الناخبين الأتراك، مشيرة أن المعارضة نجحت في ذلك في الانتخابات البلدية الأخيرة، وتمكنت من الاستحواذ على أهم وأكبر البلديات في البلاد.
اقرأ أيضاً: تصعيد جديد.. روسيا تمهد لاستئناف الحملة العسكرية على إدلب
وأوضحت أنه كلما تدهور الوضع الإنساني في الشمال السوري، كلما حاول المدنيون في سوريا العبور نحو الأراضي التركية، لافتة أن تركيا تستقبل حالياً 3.7 مليون لاجئ، وأنها بدأت مؤخراً تشعر بأنها غير قادرة على استقبال المزيد بسبب التدفق السريع والعبء الملقى على البنى التحتية.
وبحسب رؤية الصحيفة فإن اتفاق وقف إطلاق النار قد عزز من مكاسب نظام الأسد، وخاصة أنه سيطر على الطرقات الدولية الحيوية في المنطقة، مؤكدة أن فقدان السيطرة على الطرقات الاستراتيجية تعتبر هزيمة كبيرة لفصائل المعارضة السورية، وخسارة لتركيا.
وذكرت أن تركيا وعلى الرغم من إدراكها لذلك، إلا أنها وافقت على الهدنة في محافظة إدلب، فقط من أجل أن لا تتفاقم الأوضاع الإنسانية في الشمال السوري، الأمر الذي سيؤدي إلى تدفق مئات آلاف النازحين نحو الأراضي التركية.
وتجدر الإشارة إلى أن تركيا كانت قد أعلنت بتاريخ 28 شباط/ فبراير الماضي، أنها لم تعد ملزمة بتنفيذ بنود اتفاق الهجرة الموقع عام 2016 مع دول الاتحاد الأوروبي.
اقرأ أيضاً: صراع على النفوذ واشتباكات بين الميليشيات الإيرانية ومجموعات تابعة لروسيا في مدينة حلب
وينص اتفاق الهجرة على أن تمنع تركيا تدفق اللاجئين من الأراضي التركية نحو دول الاتحاد الأوروبي، مقابل أن تحصل أنقرة على مساعدات مالية من أجل إيواء اللاجئين على أراضيها.
ومنذ إعلان تركيا فتح حدودها للراغبين بالتوجه نحو دول الاتحاد الأوروبي، يتجمع مئات اللاجئين من جنسيات مختلفة على الحدود التركية اليونانية من أجل العبور إلى اليونان ومن ثم متابعة الطريق إلى دول أوروبا.