مستقبل سعر صرف الليرة السورية وتوقعات التضخم في سوريا وفقاً لنماذج الاقتصاد القياسي!
مستقبل سعر صرف الليرة السورية وتوقعات التضخم في سوريا وفقاً لنماذج الاقتصاد القياسي!
طيف بوست – فريق التحرير
اقتربت الليرة السورية خلال تعاملات الأيام القليلة الماضية من تسجيل أرقام عند أدنى مستوى لها على الإطلاق أمام الدولار الأمريكي، حيث وصل سعر الصرف إلى حدود الـ 4600 ليرة سورية لكل دولار أمريكي واحد في بعض المحافظات الأسبوع الماضي.
ومع وصول سعر الصرف إلى هذه المستويات، سلطت العديد من التقارير الضوء على المستقبل القريب لسعر صرف الليرة السورية والعلاقة التي تربط سعر الصرف بالعديد من المؤشرات الاقتصادية الأخرى وعلى رأسها مؤشر التضخم وارتفاع الأسعار.
وضوء هذا السياق، أشار الخبير والباحث الاقتصادي “زكي محشي” في حديث لموقع “عنب بلدي” إلى أنه وبناءً على ما يجري في سوريا اليوم من ارتفاع في الأسعار، يعد نوع التضخـ.ـم الموجود حالياً حالة متـ.ـطـ.ـرفة للركود التضخمي.
وأوضح الخبير أن هذا النوع من أنوع التضخم يعتبر من أسوأ الأوضاع الاقتصادية التي من الممكن أن تصل إليها أي دولة، على حد تعبيره.
وبيّن أن التوصيف الدقيق للوضع الاقتصادي حالياً في سوريا يتمثل بوجود ارتفاع كبير بالأسعار الاسمية للسلع، تزامناً مع انخفاض كبير بالإنتاج المحلي مع انخفاض كبير في معدلات النمو الاقتصادي كذلك الأمر، فضلاً عن وجود ارتفاع كبير في معدلات البطـ.ـالة.
وبحسب الباحث، فإنه من أبرز الأسباب العامة التي أدت إلى وصول الوضع في سوريا إلى هذه الحالة، هو نقص المعروض السلعي وندرة بعض السلع، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير.
وحول إمكانية أن يتحول الركود التضخمي الحالي في سوريا إلى تضخم جامح، استبعد الباحث حدوث التضخم الجامح في سوريا في المدى المنظور، لاسيما في ظل اتخاذ إجراءات أمــ.ـنية للسيطرة على الأسعار.
أما بالنسبة لتوقعات التضخم في سوريا خلال الفترة القادمة، فأشار الخبير الاقتصادي إلى أن معدلات التضخم من المرجح أن تستمر بالارتفاع على الرغم من وجود الأدوات النقدية والأمـ.ـنية.
وأرجع ذلك إلى أن مسببات ارتفاع التضخم ما زالت موجودة، منوهاً إلى أن كبح التضخم في سوريا يبقى أمراً ممكناً في حالة واحدة فقط، ألا وهي حدوث تغيرات جذرية في البلاد على الصعيدين السيـ.ـاسي والاقتصادي بما يفسح المجال أمام عودة الإنتاج المحلي وتحريك عجلة الاقتصاد.
وبحسب نماج الاقتصادي القياسي والبيانات التي توفرها، فإنه من المرجح أن تتجه معدلات التضخم في سوريا إلى زيادة وقدرها 12 بالمئة خلال العام الجاري.
اقرأ أيضاً: الليرة السورية تصل لأدنى مستوى لها أمام الدولار خلال عام 2022 وارتفاع بأسعار الذهب محلياً وعالمياً!
تجدر الإشارة إلى أن العديد من التقارير الاقتصادية كانت قد تحدثت عن المستقبل القريب لسعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، مبينة أن كافة المؤشرات المتوفرة في الوقت الراهن تدل على أن العملة السورية متجهة لتسجيل انخفاضات متتالية بقيمتها خلال الفترة المقبلة.
ورجح عدة خبراء ومحللين أن يصل سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي إلى مستويات قريبة من عتبة الـ 5000 ليرة سورية للدولار الواحد مع نهاية عام 2022، وأن تنخفض بدرجة أكبر خلال الربع الأول من عام 2023.