أخر الأخبار

“ماخونيك” موطن السنافر الحقيقيين.. قصة أرض السنافر وما لا تعرفه عن قرية الأقزام في إيران (فيديو)

“ماخونيك” موطن السنافر الحقيقيين.. قصة أرض السنافر وما لا تعرفه عن قرية الأقزام في إيران (فيديو)

طيف بوست – فريق التحرير

كثيرةٌ هي القصص الغربية من نوعها حول العالم، ومن بين أكثر القصص غرابة هي قصة قرية “ماخونيك” التي يطلق عليها اسم “موطن السنافر الحقيقيين”، حيث تقع  هذه القرية “قرية الأقزام” هذه في مكان ناءٍ من مقاطعة خرسان الجنوبية في إيران بالقرب من الأراضي الأفغانية.

وتتميز هذه القرية بقصر قامة الأشخاص الذين يسكنون فيها، الأمر الذي دعى الجميع إلى إطلاق تسمية “أرض السنافر” على هذه القرية التي صمم أهالها منازلهم بشكل يشبه إلى حد كبير بيوت السنافر في المسلسل الكرتوني الشهير.

ماخونيك

وبحسب خبراء وأطباء فإن سكان قرية “ماخونيك” يعانون من ظاهرة التقزم منذ ما يقارب 100 عاماً، أي منذ ما يقارب قرن من الزمن.

ووفقاً للدراسات، فقد العثور على العديد من الأدلة التي تثبت وجود ظاهرة التقزم في تلك القرية من خلال البيوت وطريقة بناء البيوت هناك.

وأوضحت الدراسات أنه من البين مجموع البيوت التي تشكل القرية والتي تم صناعتها من الطين والحجارة والتي يبلغ عددها نحو 200 بيت، يوجد قرابة الـ 8 منزلاً ذو ارتفاع منخفض جداً.

ويبلغ ارتفاع الكثير من البيوت في تلك القرية أقل من 20 متراً، وتتميز بمداخلها الضيقة جداً التي لا يمكن للإنسان العادي المرور فيها دون أن ينحني.

وأشارت إلى أن بعض أسقف تلك المنازل الموجودة في تلك القرية يبلغ 140 سنتيمتراً، الأمر الذي يؤكد وجود ظاهرة التقزم في قرية “ماخونيك” الإيرانية.

ويرجح الأطباء والخبراء أن يكون زواج الأقارب من الدرجة الأولى وإتباع أنظمة غذائية غير صحية، بالإضافة إلى إمكانية أن تكون “ظاهرة التقزم” في القرية جاءت بسبب مياه الشرب الملوثة بالزئبق.

ونوهت إلى أن العديد من الدراسات بينت وجود علاقة بين مياه الشرب الملوثة بالزئبق، مرجحين أن يكون هذا الأمر سبباً رئيسياً من الأسباب التى جعلت سكان قرية “ماخونيك” بهذا الطول في ذلك الوقت.

وتوضح المصادر أن أسلاف سكان القرية عاشوا في عزلة شبه كاملة عن الحضارة الحديثة ومكثوا في القرية النائية لعدة قرون.

وأضافت أن المنطقة التي كان يسكنها “السنافر الحقيقيون” تعد منطقة قاحلة وجافة، الأمر الذي جعل زراعة المحاصيل فيها وتربية الحيوانات فيها أمراً غاية في الصعوبة.

اقرأ أيضاً: ظاهرة دوران الأغنام تنتقل إلى دولة عربية وتفسيرات جديدة غير متوقعة تظهر (فيديو)

وحول النظام الغذائي لسكان القرية، أشارت المصادر إلى أن الخضروات مثل اللفت والحبوب والشعير والفاكهة التي تشبه التمر، قد شكلت المحاصيل الزراعية في القرية.

ونوهت إلى أن السكان في تلك القرية تمكنوا من مقاومة الجوع بالاعتماد على أطباق نباتية بسيطة، دون وجود تنوع في النظام الغذائي، الأمر الذي يعتقد البعض أنه من أحد أسباب استمرار ظاهرة التقزم وانتشارها في القرية.

وأكدت الدراسات أن سوء التغذية شكل عاملاً رئيسياً في نقص الطول لدى سكان قرية “ماخونيك”، كما أَجبرت الحياة المعـ.ـزولة الأقـ.ـاربَ على الـ.ـزواج من بعضهم، مما سمح للجــ.ـينات السيئة التي يتقاسمها كلا الوالـ.ـدين بالانتقال إلى نسلهم.

وبينت أنه من الواضح بأن لتلك الجينات مساهمة كبيرة في انتشار ظاهرة التقزم في القرية واستمرارها لما يصل إلى قرابة الـمئة عام.

ووفقاً لمصادر متطابقة فإنه بالرغم من قصر قامة سكان القرية إلا أن الطول لك يكن السبب الوحيد وراء بناء السكان لمنازل صغيرة، فالمنزل الصـ.ـغير يحتاج مـ.ـواد بناء أقـ.ـل، وهو مناسب للأشخـ.ـاص في تلك الفترة.

وكـ.ـانت الحيوانات التي تمـ.ـلك حجماً مناسباً لجر العـ.ـربـ.ـات قليلة، وكانت الطرق الصـ.ـالـ.ـحة للنقل محدودةً، مما أجـ.ـبـ.ـر السكان المحليين على حمل المعـ.ـدات بأيديهم قاطـ.ـعين مسافات طويلة وكيلومترات عديدة.

ولهذا المنازل صغيرة الحجم العديد من الخاصيات والمميزات، وفي مقدمتها أنه يمكن لقاطنيها نتدفئتها وتبريدها بكل سهولة، وهو الأمر الذي لا يمكن القيام به بالنسبة للمنازل الكبيرة.

كما أن هذه المنازل الصغيرة تمتزج مع المناظر الطبيعية المحيطة بها، نظراً لأنها مصنوعة من الطين والحجارة، الأمر الذي يصعب على الغـ.ـزاة اكتشافها في تلك الحقبة التي كانت مليئة بالحـ.ـروب في المنطقة.

اقرأ أيضاً: صدفة غريبة تقود فلاح سوري إلى العثور على كنز ذهبي لا يقدر بثمن (فيديو)

ووفقاً للمصادر، فقد شهدت هذه المنطقة في منتصف القرن العشرين ظفرة في التطور الحضري عبر بناء بعض الطرق ووجود بعض السيارات فيها.

وقد سمح ذلك لسكان القـ.ـرية جلب مجموعة متنوعة من الأطعـ.ـمة إلى أطبـ.ـاقـ.ـهم مثل الأرز والدجاج، فنمى أطـ.ـفـ.ـال القرية وتمتعوا بصـ.ـحة جيدة وطول أفـ.ـضـ.ـل من آبائهم. ومع تحسن الرعـ.ـاية الصحية، بدأت هذه الظـ.ـاهـ.ـرة بالاختفاء من تلك المنطقة رويداً رويداً.

وبالنسبة لسكان القرية في وقتنا الراهن والذي يبلغ عددهم نحو 700 نسمة، فتشير المصادر إلى أن طول سكان قرية “ماخونيك” قد تغير وأصبحو يتمتعون بقياس قامات متوسطة وطبيعية إلى حد ما.

وقد مـ.ضـ.ـت أعوام عديدة منذ أن تركـ.ـوا منازل أجدادهم، وانتقلوا إلى منازل من القـ.ـرمـ.ـيد والطـ.ـوب، ولكن بغضّ النظـ.ـر عن هذا التطور البسيط في المسكن والطول، لم يتحسن أي شيء مـ.ـهـ.ـم في حياة هـ.ـؤلاء القرويين.

فـ.ـما زالت الحياة قـ.ـاسـ.ـية والزراعة ضعيفة بسبب الجـ.ـفـ.ـاف المستمر، حيث يذهب اليـ.ـافـ.ـعـ.ـون إلى المدن القريبة للعـ.ـمـ.ـل، بينما تقوم النساء بالحـ.ـيـ.ـاكة، ويعتمد كبار الـ.ـسـ.ـن على المساعدات المقدمة من قبل الحكـ.ـومة.

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: