قوات خاصة روسية تحاول التقدم جنوب إدلب للمرة الأولى منذ اتفاق الهدنة.. والمعارضة ترد
قوات خاصة روسية تحاول التقدم جنوب إدلب للمرة الأولى منذ اتفاق الهدنة.. والمعارضة ترد
طيف بوست – فريق التحرير
أعلنت “الجبـ.ـهة الوطنية للتحرير” التي تعمل تحت راية الجيش الوطني السوري، أنها تمكنت من إحباط محاولة تقدم قامت بها قوات خاصة روسية في ريف إدلب الجنوبي شمال غرب سوريا.
وتعتبر محاولة تقدم قوات نظام الأسد إلى المنطقة بمشاركة قوات خاصة روسية هي الأولى من نوعها منذ التوقيع على اتفاق الهدنة بين روسيا وتركيا في الخامس من شهر آذار/ مارس الماضي.
وأفاد المتحدث الرسمي باسم “الوطنية للتحرير” النقيب “ناجي مصطفى”، في تصريحات صحفية، اليوم الأربعاء، أن عناصر الجبـ.ـهة قد رصدوا مجموعة من القوات الخاصة الروسية أثناء محاولتها التسـ.ـلل باتجاه مناطق سيطرة المعارضة في ريف إدلب الجنوبي”.
وأكد “مصطفى” أن القوات الخاصة الروسية كانت برفقة عناصر من قوات نظام الأسد أثناء محاولة التقدم على محور بلدة “بينين” في منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم “الجبـ.ـهة” أن فصائل المعارضة استهـ.ـدفت القوات الروسية وقوات النظام السوري بالأسـ.ـلحة الخفيفة والمتوسطة، ومنعتهم من التقدم باتجاه المنطقة.
وأوضح “مصطفى” أن القوات المهـ.ـاجمة انسحبت بعد فشـ.ـلها بإحراز أي تقدم على الأرض، مشيراً إلى أن “الجبـ.ـهة الوطنية” ردت على محاولة التقدم عبر استهـ.ـداف مواقع تابعة لقوات النظام السوري أثناء محاولة الأخير التغطية نـ.ـارياً لتأمين انسحاب المجموعات التي تسـ.ـللت إلى خطوط التماس مع فصائل المعارضة.
وأشار “مصطفى” إلى محاولات عديدة قامت بها قوات نظام الأسد للتقدم نحو المنطقة منذ إبرام اتفاق الهدنة مطلع شهر آذار/ مارس الفائت، لكن القوات الخاصة الروسية شاركت في العملية لأول مرة منذ عقد الاتفاق.
ولفت أن المحاولات السابقة للتقدم نحو المنطقة تركزت على محاور بلدات حنتوتين وبيني وقرى سهل الغاب، إلى جانب المحاولات المتكررة بشكل شبه يومي على قرى وبلدات منطقة جبل الزاوية في ريف محافظة إدلب الجنوبي.
وتحدث “مصطفى” عن تحليق مكثف للطائرات المسيرة وطائرات الاستطلاع الروسية والإيرانية في سماء المنطقة، رافق محاولة تقدم القوات الخاصة التابعة لروسيا برفقة قوات نظام الأسد على محور بلدة “بينين” فجر اليوم.
وأضاف أن الفصائل الثورية ونقاط المراقبة التركية القريبة من موقع المواجـ.ـهات، قد استهـ.ـدفوا مواقع تابعة لقوات نظام الأسد في المنطقة، وذلك رداً على خرق الهدنة في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا.
وقد نعـ.ـى القيادي في فصيل “صقور الشام” التابع للجبـ.ـهة الوطينة “أبو عيسى الشيخ”، عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أربعة من عناصر الفصيل من الذين قتـ.ـلوا أثناء التصـ.ـدي لمحاولة تقدم القوات الروسية نحو حرش بلدة “بينين” في ريف إدلب الجنوبي.
هذا ولم يصدر أي تعليق رسمي من القوات الروسية الخاصة أو قوات نظام الأسد على محاولة التقدم نحو مواقع فصائل المعارضة السورية جنوب إدلب.
وعلى الرغم من تأكيدات فصائل المعارضة السورية أكثر من مرة أن القوات الروسية تشارك إلى جانب قوات النظام السوري في العمليات العسكرية على الأرض في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
إلا أن وزارة الدفاع الروسية تنفي بشكل دائم إرسالها قوات برية إلى الشمال السوري من أجل مساندة قوات نظام الأسد، ومساعدتها على التقدم في حال عجـ.ـزها عن ذلك.
وكانت وكالة “رويترز” البريطانية قد نشرت تقريراً أواخر العام الماضي، أكدت من خلاله دخول قوات خاصة روسية إلى منطقة إدلب، من أجل مساندة قوات الأسد برياً وتحقيق تقدم سريع في تلك المنطقة.
وأصدرت وزارة الدفاع الروسية حينها بياناً رسمياً، قالت فيه: إن “المزاعم التي تحدثت عن وجود قوات خاصة روسية في إدلب عارية عن الصحة، ولا تتعدى كونها أخبار مفبركة”.
اقرأ أيضاً: آل الأسد ليسوا مسلمين ولا عرب ولا سوريين.. تعرف على أصل عائلة الأسد التي تحكم سوريا منذ نصف قرن (فيديو)
يُشار إلى أن تقدم قوات النظام عسكرياً بدعم روسي نحو المناطق المحررة في الشمال السوري، قد توقف بعد إبرام اتفاق الهدنة بين الرئيسين الروسي “فلاديمير بوتين” ونظيره التركي “رجب طيب أردوغان” في العاصمة الروسية موسكو مطلع شهر آذار/مارس الماضي.
وتضمن الاتفاق، وقف إطـ.ـلاق نـ.ـار في المنطقة، إلى جانب تسيير دوريات مشتركة بين روسيا وتركيا على الطريق الدولي “إم 4” الذي يصل مدينة حلب بمدينة اللاذقية على الساحل السوري.
وتبرز أهمية بند تسيير الدوريات المشتركة الآن، كون روسيا تسعى لفتح الطريق أمام حركة البضائع والمواد الغذائية الضرورية من مناطق شمال شرق سوريا وصولاً إلى مناطق سيطرة النظام على الساحل السوري.
وازداد إصرار القيادة الروسية على فتح الطريق الدولي “إم 4” جنوب إدلب، بعد دخول قانون قيصر حيز التنفيذ يوم 17 من شهر حزيران/ يونيو الجاري، حيث فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقـ.ـوبات اقتصادية بموجب القانون ضد نظام الأسد والدول الداعمة له.
يأتي ذلك وسط أحاديث تدور حول نية قوات نظام الأسد شن عملية عسكرية جديدة باتجاه المناطق المحررة في الشمال السوري خلال الفترة المقبلة، بينما تنفي روسيا ذلك وتوضح أنها ملتزمة بالاتفاق المبرم مع الجانب التركي بخصوص المنطقة.