أساليب جديدة مبتكرة.. حل لغز كيفية وصول البنزين بكميات كبيرة إلى السوق السوداء في سوريا
“أساليب جديدة مبتكرة” حل لغز كيفية وصول البنزين بكميات كبيرة إلى السوق السوداء في سوريا
طيف بوست – فريق التحرير
يتساءل الكثير من السوريين عن سبب توفر مادة البنزين وكيفية وصولها إلى السوق السوداء بكميات كبيرة في سوريا، بينما يتأخر وصول رسائل تعبئة الوقود بالسعر المدعوم عبر البطاقة الذكية بسبب عدم توفر كميات كافية من المحروقات في محطات التعبئة عبر البطاقة.
وضمن هذا السياق، أكدت مصادر محلية سورية أن هناك أساليب جديدة مبتكرة يتبعها القائمون على السوق السوداء من أجل تأمين الكميات اللازمة التي تدر عليهم ملايين الدولارات شهرياً، وذلك بسبب الفارق الكبير في سعر لتر البنزين المدعوم والسعر في السوق السوداء.
وأوضحت المصادر أن حل لغز كيفية وصول البنزين بكميات كبيرة إلى السوق السوداء في سوريا بات ممكناً إذا ما علمنا ما يحصل في مصافي النفط السورية سواءً مصفاة بانياس أو مصفاة حمص.
وبينت أن اللعبة تبدأ من مصافي النفط، حيث بات الأشخاص الذي يشرفون على تسليم البنزين للصهاريج يتبعون أساليب جديدة مبتكرة، مثل التلاعب في العدادات، حيث تعطي عدادات التعبئة أرقام مختلفة عن الكمية التي تتم فيها تعبئة الصهاريج.
وأشارت أن التلاعب بالعدادات تم بطريقة احترافية يصعب كشفها، حيث تم استخدام التكنولوجيا الحديثة والمتطورة في مسألة التلاعب، الأمر الذي جعل القائمين على عملية التعبئة في مصافي النفط يحصلون يومياً على كميات كبيرة من البنزين يتم بيعها في السوق السوداء بأسعار مرتفعة.
وأفادت المصادر أن هذا الأمر يتم على كافة أنواع المشتقات النفطية عند التعبئة، أي مع الفيول والمازوت والغاز كذلك الأمر، حيث يتم التلاعب بالكميات بطرق وأساليب مختلفة يتم تحديثها وتجديدها كل فترة.
ونوهت أن الجهات المعنية ورغم اكتشافها لبعض الأساليب أكثر من مرة إلا أنها لا تزال تغض الطرف عن رؤساء الدوائر والأقسام الذين يقومون بالتلاعب من أجل الحصول على كميات كبيرة من البنزين البنزين والمازوت بشكل يومي ومن ثم يبيعونها إلى السوق السوداء.
ووفقاً للمصادر فإن القائمين على عملية التلاعب بكميات البنزين مدعومين من قبل شخصيات نافذة تؤمن لهم الحماية الكاملة وتدعم استمرارهم في العمل، حيث أن الأموال تصب في جيوب تلك الشخصيات التي جمعت ثروة هائلة من وراء بيع البنزين في السوق السوداء.
وبينت أنه بالإضافة إلى أن التلاعب بعدادات التعبئة، فإن معظم الأشخاص العاملين في مصافي النفط يقومون بتعبئة خزانات سياراتهم بالوقود أكثر من مرة في اليوم الواحد، ويتم تفريغ الخزانات لدى أشخاص يعملون في بيع البنزين في السوق السوداء في مختلف المناطق السورية.
اقرأ أيضاً: وداعاً لألواح الطاقة.. المولدات الصامتة أصبحت متوفرة في سوريا بسعر بمتناول الجميع وكفاءة عالية
تجدر الإشارة إلى أن سعر لتر البنزين في السوق السوداء قد وصل إلى مستويات قياسية غير مسبوقة خلال الأسابيع القليلة الماضية في معظم المحافظات في سوريا.
ولامس سعر اللتر الواحد من البنزين في محافظة حلب قبل أيام مستويات الـ 40 ألف ليرة سورية لكل لتر، بينما تراوح سعر لتر البنزين في بقية المحافظات في السوق السوداء بين حدود الـ 23 وصولاً إلى 32 ألف ليرة سورية، وذلك في الوقت الذي وصل فيه سعر لتر البنزين في آخر نشرة صادرة عن وزارة التجارة وحماية المستهلك إلى حدود الـ 14 ألف ليرة سورية.