“أرقام غير متوقعة”.. الحوالات المالية المرسلة إلى سوريا وتأثيرها على الاقتصاد السوري وقيمة الليرة السورية
“أرقام غير متوقعة”.. الحوالات المالية المرسلة إلى سوريا وتأثيرها على الاقتصاد السوري وقيمة الليرة السورية
طيف بوست – فريق التحرير
أكدت العديد من التقارير والبيانات الاقتصادية بأن الحوالات المالية الخارجية المرسلة إلى سوريا تعتبر بمثابة الرئة التي يتنفس منها الاقتصاد السوري، وذلك في ضوء العجز الكبير الحاصل في الميزانية العامة وعدم قدرة الحكـ.ـومة إيجاد حلول للمشكلات الاقتصادية المتراكمة.
وحول حجم الحوالات المالية الخارجية المرسلة إلى سوريا، أدلى نائب عمـ.ـيد كلية الاقتصاد “علي كنعان”، بتصريحات جديدة تطرق خلالها للحديث عن حجم مساهمات الحوالات وتأثيرها على الاقتصاد المحلي.
وأكد “كنعان” أن الحوالات الخارجية تساهم بشكل كبير في تأمين القطع الأجنبي لتمويل المستوردات، موضحاً أن التقديرات تفيد بأن حجم الحوالات الخارجية بالقطع الأجنبي يقدر بنحو 2.5 مليار دولار أمريكي في السنة الواحدة.
ولفت إلى أن تمويل المستوردات السنوي يصل إلى حدود الـ 6 مليارات ليرة سورية، موضحاً أن حوالات السوريين في الخارج تؤمن ما يصل إلى قرابة الـ 40 بالمئة من إجمالي قيمة المستوردات، وفقاً لآخر التقديرات.
وتوقع “كنعان” أن يكون معدل الحوالات الخارجية المرسلة إلى سوريا هذا العيد أقل مما كان علـ.ـيه في عيـ.ـد الفـ.ـطـ.ـر الماضي، حيث تراوح معدل الحـ.ـوالات اليـ.ـومـ.ـي حينها بين 10-12 ملـ.ـيـ.ـون دولار، وهو ما كان يعـ.ـادل زيادة في مـ.ـعـ.ـدل الحـ.ـوالات بنحو 100 بالمئة.
ورجح كذلك الأمر أن لا تتعدى الحوالات المالية الخارجية هذا العيد الـ 10 ملايين دولاراً أمريكياً في اليوم الواحد في أحسن الأحوال، وفق تعبيره.
وأرجع “كنعان” ذلك إلى تردي الوضع الاقتصادي على مستوى العالم، بالإضافة إلى انخفاض أجور وراتب المغتربين السوريين بشكل ملحوظ مؤخراً.
وأوضح أنه وبشكل عام، فإن التقديرات الرسمية تشير إلى أن حجم الحوالات الخارجية المرسلة إلى سوريا تدور في فلك الـ 6 ملايين دولاراً أمريكياً في اليوم الواحد.
ويأتي ما سبق، في الوقت الذي أشارت فيه صحيفة “الوطن” المحلية بأن إجمالي حجم الحوالات المالية الخارجية التي وصلت إلى سوريا بالقطع الأجنبي بلغ حوالي 2 مليار دولار أمريكي عام 2016.
فيما ذكرت الصحيفة أن حجم الحوالات في عام 2017 وصل إلى أكثر من 3.8 مليار دولار أمريكي، فيما وصل حجم الحوالات المالية في عام 2018 إلى أكثر من 4 مليارات دولاراً، بينما عاد الرقم للانخفاض مجدداً خلال عام 2019 إلى حدود الـ 3 مليارات دولار أمريكي.
أما بالنسبة لتأثيرات الحوالات الخارجية على سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية، فقد أشار العديد من الخبراء في مجال الاقتصاد إلى أن الحوالات الخارجية هي العامل الأبرز في عدم تسجيل الليرة السورية انخفاضات كبرى بقيمتها أمام الدولار.
اقرأ أيضاً: الليرة السورية تسجل تحسناً كبيراً بقيمتها مقابل الدولار وانخفاض بأسعار الذهب محلياً وعالمياً!
كم أكد المحللون أن الحوالات الخارجية تعتبر من أهم العوامل التي ساهمت بعدم حدوث كارثة اقتصادية كبرى في سوريا، وذلك في ضوء تدني مستوى الرواتب والأجور ووجود فجوة كبيرة بينها وبين الاحتياجات والمتطلبات.
تجدر الإشارة إلى أن التقديرات الأخيرة تشير إلى أن أكثر من 70 بالمئة من السوريين في داخل سوريا يعتمدون بشكل رئيسي على الحوالات الخارجية في معيشتهم وتأمين مستلزمات حياتهم.