الأسد يختبر صبر أردوغان.. والمعارضة تستعيد زمام المبادرة وتبدأ عملاً عسكرياً ضد قوات النظام بمساندة المدفعية التركية
تشهد منطقة خفض التصعيد الرابعة في إدلب تصعيداً ميدانياً جديداً بين مختلف الأطراف في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي.
وأفاد مراسل “طيف بوست” في إدلب نقلاً عن قيادة الجيش الوطني السوري، أن المعارك في ريف المدينة الجنوبي بدأت تأخذ شكلاً آخر، وذلك بعد بدء المعارضة السورية هجوماً معاكساً على مواقع قوات الأسد في بلدة النيرب المحاذية للطريق الدولي حلب-اللاذقية.
وأكد مراسلنا أن الفصائل الثورية حققت تقدماً على الأرض وسط انسحاب قوات النظام السوري من المنطقة، مضيفاً أن نقاط المراقبة التركية شاركت في العملية عبر استهداف مواقع قوات نظام الأسد في بلدة النيرب.
الأسد يختبر صبر أردوغان
في سياق متصل، تجاهل نظام الأسد مطالب وتهديدات الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، وكثف من وتيرة هجماته ومحاولته التقدم على الأرض، إذ قام بتطويق مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي في اختبار لجدية وصبر تركيا حيال الأوضاع في الشمال السوري.
وكان الرئيس التركي قد هدد في تصريحاته الأخيرة باستخدام القوة العسكرية ضد نظام الأسد ما لم يسحب الأخير قواته إلى خلف نقاط المراقبة التركية.
وأمهل “أردوغان” النظام السوري حتى نهاية الشهر الجاري، للاستجابة للمطالب التركية، ملوحاً بعمل عسكري في حال لم يصغي الأسد.
وقال الرئيس التركي إن القوات التركية براً وجواً على أهبة الاستعداد للتحرك في مناطق انتشار الجيش التركي قرب إدلب، وستقوم باللازم إذا احتاج الأمر.
لكن الأسد يختبر صبر أردوغان فيما يبدو، حيث تجاهل النظام السوري كل التصريحات والتهديدات التركية، وكثف من تحركاته ومحاولات التقدم والسيطرة على المزيد من الأراضي في ريف إدلب.
من جانبها قامت وزارة الدفاع التركية بإرسال رتل عسكري جديد صباح اليوم مكون من آليات وعربات مصفحة وناقلة للجند، بالإضافة لمعدات مخصصة للتحصين وأخرى لوجستية.
كما قام الجيش التركي بإنشاء نقطة مراقبة جديدة في مطار تفتناز العسكري على طريق بنش- معرة مصرين بريف إدلب الجنوبي.
وتداول ناشطون صوراً من داخل مطار تفتناز تظهر وجود عربات مدرعة ودبابات وآليات عسكرية تركية، إذ جاء ذلك بالتزامن مع إعلان وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” عن زيارة يقوم بها وفد روسي إلى تركيا بهدف بحث الأوضاع في إدلب.
كما أكد “أوغلو” أنه ربما يجري لقاء بين الرئيسين التركي والروسي في وقت لاحق، وذلك من أجل بحث الملفات العالقة بين الطرفين في الشمال السوري.
في حين قال المتحدث باسم الكرملين “دميتري بيسكوف” أنه لا يوجد أي ترتيبات لإجراء لقاء بين الرئيس الروسي “فلاديمير بويتن”، ونظيره التركي “رجب طيب أردوغان” في الوقت الراهن، مضيفاً بذات الوقت أن إجراء اللقاء ليس مستبعداً، وذلك بحسب ما نقلت وكالة “تاس“ الروسية.
هذا وتشهد العلاقات بين روسيا وتركيا توتراً كبيراً على خلفية الأوضاع الميدانية في منطقة خفض التصعيد الرابعة في إدلب، وما زال السجال وتبادل الاتهامات والتصريحات مستمراً مع كل تطور جديد تشهده المنطقة.