السوق السوداء تهيمن على مصرف سوريا المركزي وخبير يشرح آلية تحديد سعر صرف الليرة السورية
السوق السوداء تهيمن على مصرف سوريا المركزي وخبير يشرح آلية تحديد سعر صرف الليرة السورية
طيف بوست – فريق التحرير
تواصل الليرة السورية رحلة هبوطها أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات الأجنبية، حيث لم تنعم العملة السورية بالاستقرار منذ سنوات طيلة، الأمر الذي يدعو إلى التساؤل حول آلية تحديد سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار ومن الجهة المسؤولة عن تحديد سعر الصرف.
وضمن هذا السياق، كشف خبير اقتصادي ومالي من دمشق تفاصيل ومعلومات مهمة حول الآلية التي يتم بموجبها تحديد سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار ومن صاحب اليد العليا في التحكم بسعر الصرف في سوريا.
وأوضح الخبير الذي فضل عدم الإفصاح عن هويته في حديث لموقع “طيف بوست” أن السوق السوداء في سوريا هي التي تهمين على مصرف سوريا المركزي وقراراته.
وأشار إلى أن السوق السوداء هي التي تحدد سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار بما يخدم تحقيق الأشخاص القائمين عليها أرباح مضاعفة.
ونوه الخبير الاقتصادي أن آلية تحديد سعر الصرف في سوريا تتم في مكاتب السوق السوداء، والآلية قائمة بالدرجة الأولى عن أن اليد العليا والأقوى التي بإمكانها تحديد سعر الصرف هي الجهة التي من تملك الدولار، بالإضافة إلى امتلاك القدرة على بيع وشراء الدولار بالسعر الذي يتم الإعلان عنه في نشرات يومية منتظمة، وهذا الأمر ينطبق على السوق السوداء ولا ينطق على مصرف سوريا المركزي.
وأضاف أن بيع وشراء الدولار متوفر بشكل دائم في السوق السوداء، بينما الدولار الموجود لدى مصرف سوريا المركزي هو للشراء فقط، حيث لا تجري أي عمليات بيع نظراً لوجود قوانين تمنع التعامل بغير الليرة السورية في البلاد، حيث أن المركزي مصرح له شراء الدولار من السوق، لكن السوريين غير قادرين على الشراء من البنك المركزي، وحصراً يمكنهم شراء الدولار من السوق السوداء.
وأشار إلى أن آلية تحديد سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار تقوم على مبدأ توفير الدولار للشراء والبيع في آن معاً دون أي عراقيل، وهو أمر متوفر في السوق السوداء، لذلك فإنها تهمين على مصرف سوريا المركزي وعلى قراراته أيضاً، لأنها من يتحكم بسعر صرف الدولار كونها الجهة التي تملكه بكميات أكبر من المخزون الذي يمتلكه المركزي من الدولار.
اقرأ أيضاً: مصرف سوريا المركزي يتلاعب بسعر الدولار لصالح أشخاص محددين.. خبير اقتصادي يفضح المستور!
وأفاد الخبير بأن السوق السوداء تفرض هيمنتها على سوق الصرف من خلال المكاتب المنتشرة في مختلف المناطق السورية ودول الجوار، بالإضافة إلى وجود مضاربين داخل وخارج سوريا مرتبطين بتلك المكاتب.
وختم الخبير حديثه منوهاً إلى أن تلك المكاتب تحدث تقلبات كبيرة في سعر صرف الدولار في سوريا متى شاءت، وذلك من أجل الحصول على أرباح سريعة، حيث يتبعون مبدأ بيع الدولار وبكميات كبيرة بسعر مرتفع ومن ثم إعادة الشراء بسعر أقل من السعر الذي تم فيه البيع.