رسائل روسية تركية متبادلة بشأن إدلب.. هل باتت العملية العسكرية أمراً واقعاً..؟
رسائل روسية تركية متبادلة بشأن إدلب.. هل باتت العملية العسكرية أمراً واقعاً..؟
طيف بوست – فريق التحرير
جاء التطور الأخير الذي جرى صباح اليوم بشأن عـ.ـرقلة الدورية التركية الروسية المشتركة على الطريق الدولي “إم 4” ليزيد من فرص شن عملية عسكرية ضد منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي.
وكانت روسيا قد علقت مشاركتها في الدوريات المشتركة في الرابع عشر من شهر آب/ أغسطس الحالي، بحجة “الاستـ.ـفزازات المتكررة” من قبل المسـ.ـلحين في المنطقة.
وأرسلت روسيا في الآونة الأخيرة عدة رسائل هامة بشأن مستقبل ريف إدلب الجنوبي، حيث أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية “ماريا زاخاروفا” أن التوصل إلى استقرار في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا لن يتحقق إلا عبر خيار الحسم العسكري.
وزعـ.ـمت حينها أن فصائل المعارضة السورية تخـ.ـرق الهدنة في إدلب بشكل متكرر، وترتكب الانتهـ.ـاكات ضد قوات النظام السوري وقاعدة “حميميم” الروسية في ريف محافظة اللاذقية.
والرسالة الثانية التي أرسلتها روسيا بخصوص المنطقة كانت عبر استلم القوات الروسية قيادة العمليات في ريف إدلب الجنوبي مؤخراً بعد إخراج الجماعات التابعة لإيران من هناك، حيث رجح مراقبون أن يكون هذا الإجراء تمهيداً لعمل عسكري للسيطرة على المناطق الواقعة جنوب الطريق الدولي “إم 4”.
وبالتزامن مع انتشار قوات روسية قرب خطوط التماس جنوب إدلب، تحدثت عدة صفحات موالية عن تواجد صحفيين ومراسلين روس في المنطقة، متـ.ـوعدين بشن عملية عسكرية ضد منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي.
ويبدو واضحاً اهتمام القيادة الروسية بشكل كبير بالسيطرة على المناطق الاستراتجية في جبل الزاوية، خاصة تلك التي تقع إلى الجنوب من الطريق السريع حلب – اللاذقية المعروف باسم “إم 4”.
في المقابل فإن تركيا بدورها قد أرسلت عدة رسائل هامة بشأن مستقبل إدلب خلال الفترة الماضية، من أبرزها إرسال أرتال عسكرية ضخـ.ـمة مؤخراً إلى منطقة جبل الزاوية تحديداً، حيث ضمت تلك الأرتال معدات عسكرية وأســ.ـلحة نوعية لم يسبق أن أدخلتها أنقرة إلى الشمال السوري من قبل.
وبات من الواضح أن تركيا متمسكة بما تبقى من مناطق خارجة عن سيطرة نظام الأسد في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا، وأنها مستعدة للتصـ.ـدي لأي محاولات تقدم قد يقوم بها النظام السوري باتجاه تلك المناطق.
وقد أكد وزير الخارجية التركي “مولود جاويش” أوغلو” قبل أيام أثناء لقائه مع كل من رئيس الائتلاف السوري “نصر الحريري” ورئيس الحكومة السورية المؤقتة “أنس العبدة” أن محافظة إدلب تعد من الأولويات بالنسبة لأنقرة.
وشدد الوزير التركي أن بلاده لن تسمح لنظام الأسد بالتقدم والسيطرة على مناطق جديدة في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، موضحاً أن الجيش التركي ينسق مع فصائل المعارضة السورية بهذا الشأن.
وفي ضوء ما سبق، يبقى قرار أن تشهد محافظة إدلب عودة المواجـ.ـهات مجدداً مرهـ.ـوناً بطبيعية العلاقات والتفاهمات بين روسيا وتركيا، ومتصل اتصالاً وثيقاً بالملفات المتداخلة بين البلدين في كل من سوريا وليبيا.
وبالرغم من ذلك، ومع وجود رسائل روسية تركية متبادلة بشأن إدلب إلى جانب التعزيزات العسكرية الكبيرة التي استقدمتها مختلف الأطراف إلى المنطقة، يبدو أن عودة المواجــ.ـهات باتت أمراً واقعاً، وربما قريباً.