بشار الأسد وبوتين معاً حتى عام 2036.. ما حقيقة ذلك..؟
بشار الأسد وبوتين معاً حتى عام 2036.. ما حقيقة ذلك..؟
طيف بوست – متابعات
نشرت صحيفة “المدن” اللبنانية” مقالاً كتبه رئيس تحريرها الكاتب “ساطع نور الدين”، تحدث من خلاله عن إمكانية بقاء رأس النظام السوري “بشار الأسد” على رأس السلطة في سوريا حتى عام 2036 بالتوازي مع بقاء “فلاديمير بوتين” رئيساً لروسيا حتى ذلك الحين.
واستهل الكاتب مقاله بالقول: “الابتسامات التي كانت ترتسم على وجوه المسؤولين الروس عند تأكيدهم أن موسكو تنوي تنظيم انتخابات رئاسية حرة ونزيهة في سوريا عام 2021، لم تكن تدعو إلى الطمأنينة”.
وأضاف: “الاقتناع بجدية نوايا موسكو –النبيلة- يتطلب الكثير من التنـ.ـكر للمعطيات والمؤشرات التي لا تدع مجالاً للشك بأن الروس جاؤوا إلى سوريا لتغيير نظام الأسد، وإقامة نظام ديمقراطي جديد يحترم تعددية وتنوع المجتمع السوري”.
وأشار الكاتب إلى صعوبة أن يقتنع المرء بأن روسيا جاءت إلى سوريا من أجل إعادة بناء الدولة المتـ.ـهالكة التي شارفت على الانهيار، موضحاً أن واشنطن كان لديها ذات الشعارات في العراق وأفغانستان، دون أن تحقق أي من شعاراتها في البلدان التي اجتــ.ـاحها الأمريكيون خلال 20 سنة الماضية.
ولفت الكاتب إلى أن الأمل كان وارداً بأن تصدق موسكو في دعواتها وشعاراتها المعلنة حول حرصها على حفظ الدولة السورية وحماية وحدة أراضيها، وأن تقدم نموذجاً مغايراً عن تجربة واشنطن خلال العقدين الماضيين.
واعتبر “نور الدين” أن ذلك الأمل الخـ.ـادع أصلاً، قد تلاشى في اليومين الماضيين، بعد ظهور نتائج الاستفتاء الشعبي في روسيا على إجراء تعديلات دستورية جوهرية متعلقة بمنصب الرئيس والترشح لفترات رئاسية متتالية.
وأوضح أن الآمال تلاشت تماماً بعد أن أعلن “بوتين” توقيعه سريان مفعول التعديلات التي أعطته الصلاحية أن يبقى رئيساً لروسيا حتى عام 2036، حيث سيكون بإمكانه الترشح لولايتين جديدتين بعد أن تنتهي ولايته الحالية في عام 2024.
ورأى الكاتب أنه وبكل المعايير والمقاييس الغربية وحتى الشرقية منها، يعتبر ما جرى في روسيا مؤخراً بمثابة النكـ.ـسة الكبرى لمسار التحرير والتطوير بالنسبة لنظام الحكم في روسيا الذي لاحق الناخبين الروس بصناديق الاقتراع طيلة الأسبوع الماضي، إلى كل مكان، حتى يحصل منهم على نسبة تأييد بلغت 77 بالمائة من مجمل أصوات المشاركين في الاستفتاء على إجراء التعديلات الدستورية.
ونوه إلى أن الأوهام بعد إقرار نتائج الاستفتاء في روسيا، بدأت تتبدد حول إمكانية أن يكون للروس دور في إنقـ.ـاذ الدولة السورية، على حد تعبير الكاتب.
وأردف: “هكذا تبدد الوهم بأن موسكو ستلتزم بوعودها أو أنها ستحترم أي عملية سياسية وفق القرارات الأممية، أو أنها ستسمح للسوريين أن ينظموا عملية إجراء انتخابات حرة ونزيهة تفضي إلى نظام جديد في سوريا يستوعب جميع مكونات المجتمع السوري”.
اقرأ أيضاً: صحيفة: سوريا أصبحت في حالة “ستاتيكو”.. ومخطط روسي جديد تحضيراً لمرحلة ما بعد الأسد..!
وأوضح أن الوعود الروسية ومنذ البداية كانت محل شك ومثيرة للريبة إلى أن جاء الاستفتاء الأخير الذي توج بوتين قيصراً على الروس، حيث يفرض علينا ذلك أن نشكك ولو بالحد الأدنى بسياسة القيادة الروسية تجاه الملف السوري ونظام الأسد.
وأشار إلى أنه من المفترض التشكيك أيضاً بالمعلومات المسربة هو تعب الروس من بشار الأسد، وأن الأخير أصبح عبئاً على روسيا بسبب التكلفة الباهظة التي تدفعها موسكو من أجل المحافظة عليه، وأن الروس يفكرون بتحويل انتخابات الرئاسة المقبلة في سوريا إلى فرصة للتغيير.
واستدرك بالقول: “لكن المنطق يقول بوتين الذي جعل بلاده تعود 100 عام إلى الوراء، ولم يكن ديمقراطياً وفقاً لنتائج الاستفتاء الأخير، لن يكون ديمقراطياً أبداً مع أبناء الشعب السوري”.
واختتم رئيس تحرير صحيفة “المدن” ساطع نور الدين مقاله قائلاً: “منذ هذه اللحظة.. يمكننا أن نتوقع بأن النظام السوري باقٍ على رأس السلطة في سوريا حتى عام 2036 تحديداً، سواء بشار الأسد حاكماً أو بدونه”.
اقرأ أيضاً: صحيفة فرنسية تكشف عن الهدف الحقيقي وراء فرض “قانون قيصر” ضد نظام الأسد..!
وفسر الكاتب رؤيته، بأن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” لن يضيع وقته في البحث عن شريك آخر له في سوريا، يتولى تنظيم انتخابات واستفتاءات أو تعديلات على الدستور، ربما تعيد البلاد قروناً إلى الوراء.. على حد تعبيره.
تأتي الرؤية التي طرحها الكاتب في ظل أحاديث متداولة في وسائل الإعلام العربية والأجنبية عن وجود خطط روسية تحضيراً لمرحلة ما بعد الأسد، لكن ما طرحه “نور الدين” يثير جملة من التساؤلات حول مدى جدية الروس حقاً بتنفيذ الشعارات الرنانة التي يطلقونها بشأن مساعيهم لتطبيق الديمقراطية والإقرار بحرية الشعب السوري بتحديد مصير ومستقبله.