مبالغ مالية ضخمة تصل إلى سوريا يومياً عبر الحوالات.. لماذا لا ترتفع قيمة الليرة السورية وأين تذهب الأموال؟
مبالغ مالية ضخمة تصل إلى سوريا يومياً عبر الحوالات.. لماذا لا ترتفع قيمة الليرة السورية وأين تذهب الأموال؟
طيف بوست – فريق التحرير
تعتبر الحوالات المالية التي يرسلها المغتربين السوريين في الخارج إلى ذويهم وأقربائهم القاطنين ضمن مناطق النظــ.ـام السوري مصدر الدخل الأهم الذي يعتمد عليه الكثير من المواطنين في البلاد في ظل تدني مستوى الأجور والرواتب وقلة فرص العمل المتاحة.
وتشير آخر التقديرات التي نشرتها مواقع اقتصادية متخصصة إلى أن العائلات السورية تعتمد بالدرجة الأولى في تأمين احتياجاتها على الحوالات المالية التي تصل إلى البلاد من اللاجئين السوريين في دول اللجوء وبالأخص تركيا، وذلك على اعتبار أنها تضم نحو 3.7 مليون سوري، بحسب الأرقام الرسمية.
وتؤكد المصادر أن الكثير من اللاجئين السوريين يرسلون بشكل دائم حوالات مالية إلى عائلاتهم وذويهم، أي أن النظـ.ـام يحصل على وارد مالي شبه ثابت كل شهر بالعملة الصعبة، الأمر الذي يفتح الباب أمام العديد من التساؤلات حول الجهات المستفيدة من الحوالات وأين تذهب تلك الأموال ولماذا لا تساهم بتحسن قيمة الليرة السورية.
وضمن هذا السياق، كشفت مصادر محلية مطلعة أن المكتب الاقتصادي في القصر الجمهوري والذي تشرف عليه أسماء الأخرس يحصل على نسبة من تلك الحوالات.
فيما تذهب نسبة إلى بعض المتنفذين وكبار حيتان المال الذين يشرفون على مكاتب الصرافة والحوالات المرخصة رسمياً في البلاد.
وأوضحت المصادر أن نسبة بسيطة جداً من عمولات الحوالات المالية التي تصل إلى البلاد تذهب إلى الخزينة العامة للدولة، الأمر الذي يجعل تأثير المبالغ المالية الضخمة التي تصل بشكل يومي إلى سوريا محدوداً أو معدوماً أن صح القول.
وبينت المصادر أنه لا يوجد أي بيانات رسمية من البنك المركزي أو أي جهة حكـ.ـومية أخرى بخصوص حجم الحوالات اليومية التي تصل إلى البلاد سواءً عبر الليرة أو الدولار الأمريكي.
لكن وبحسب بعض العاملين في مجال الحوالات في تركيا الذين لديهم وكلاء في سوريا، فإن نحو 5 ملايين دولار أمريكي تصل إلى سوريا في اليوم الواحد قادمة من جميع أنحاء العالم عبر الحوالات المالية.
وضمن هذا السياق، يقول “رامي جليلاتي” العامل في مجال الحوالات في تركيا في حديث لموقع “تلفزيون سوريا”، إن الرقم آنف الذكر قد لا يكون دقيقاً 100 بالمئة، لكن بحسب مصادره في الداخل السوري، يؤكد “جليلاتي” أن الرقم لا يقل عن ذلك حتماً.
وأضاف بالقول: “مكاتب التحـ.ـويل عبارة عن شبـ.ـكـ.ـات وجميعها مضـ.ـطرة للتعامل مع النظـ.ـام أو الأجـ.ـهـ.ـزة الأمـ.ـنية للسـ.ـمـ.ـاح لها بالعمل، وإن بــقـ.ـي غير الرسمي أو المـ.ـرخـ.ـص لها نظامياً، فالناس لا تفـ.ـضـ.ـل التعامل معها، لسوء سعر الـ.ـصـ.ـرف أولاً ولارتفاع بـ.ـدل التحويل”.
اقرأ أيضاً: الليرة السورية تصل لأدنى مستوى لها أمام الدولار خلال شهرين وتغيرات كبيرة بأسعار الذهب محلياً وعالمياً
تجدر الإشارة إلى أن رئيس قسم المصارف في كلية الاقتصاد بدمشق “د. علي كنعان” كان قد قدر في نيسان من العام الماضي معدل الحوالات الواردة من الخارج بالقطع الأجنبي بين 3 حتى 4 مليون دولار في اليوم الواحد.
وأشار “كنعان” حينها إلى أن هذا الرقم عادةً ما يرتفع خلال شهر رمـ.ـضـــ.ـان ليصل لأكثر من عشرة ملايين دولار يومياً.