مؤشرات قوية تدل على انتهاء دور بشار الأسد.. هل أعطى بوتين أخيراً الضوء الأخضر..؟
في ظل الحديث عن تغييرات جذرية في الموقف الروسي والإيراني حول بقاء رأس النظام السوري “بشار” الأسد في سدة الحكم، ما يزال الجدل قائماً حول مدى جدية الروس والإيرانيين باتخاذ هذا القرار، وتوقيت تنفيذه في حال صحت التكهنات.
ولا يخفى على أحد أهمية سوريا الاستراتيجية بالنسبة لموسكو وطهران، حيث أنقذ تدخلهما عسكرياً النظام السوري من السقوط الذي كان قاب قوسين أو أدنى خلال الأعوام الأولى من انطلاقة الاحتجاجات ضد الأسد ونظامه.
وتنفي كل من روسيا وإيران حدوث أي تغييرات في مواقفهما من بقاء بشار الأسد على رأس السلطة في سوريا، إذ أكد مستشار رئيس البرلمان الإيراني “أمير عبد اللهيان” أن الأنباء التي تحدثت عن وجود توافق بين موسكو وطهران حول عزل الأسد لا أساس لها من الصحة.
لكن وبحسب توقعات ناتجة عن عدة مقالات ترجمها موقع “قناة الحرة”، فإن الروس والإيرانيين قد توصلوا بالفعل إلى اتفاق يقضي بانتهاء دور بشار الأسد في سوريا، وذلك بضوء أخضر أعطي من الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”.
ورأى الموقع أن ما يحصل في سوريا على الصعيد الداخلي، بالإضافة إلى المتغيرات الإقليمية والدولية في الوقت الراهن تدعم وبقوة فرضية وجود مؤشرات تدل على انتهاء دور بشار الأسد في سوريا.
وأشار إلى أن روسيا وإيران، بالإضافة إلى اتفاقهما على عزل بشار الأسد خلال المرحلة المقبلة، فإن مسألة تفكيك إمبراطورية “مخلوف” المالية من ضمن الأولويات التي تعمل عليها الدولتان.
وأوضح أنه من المعروف بأن “رامي مخلوف” البالغ من العمر 50 عاماً يسعى لتوطيد علاقته التجارية مع إيران متناسياً المصالح التجارية الروسية في سوريا.
ولفت الموقع إلى أن الأمور بدأت تتضح قليلاً بعد قبول “بشار الأسد” تنفيذ مطالب روسيا بكبح هيمنة “رامي مخلوف” على اقتصاد سوريا منذ عقود من الزمن.
وأضاف أن “بشار الأسد” لديه أمل وحيد ليبقى على رأس السلطة في سوريا، وذلك بالإذعان الكامل لما تطلبه موسكو، الأمر الذي من الممكن أن يفسح له المجال للترشح من جديد لولاية رئاسية جديدة.
اقرأ أيضاً: طلبات أمريكية بشأن الملف السوري.. وبريطانيا تبين شروط رفع العقوبات عن نظام الأسد
وأكد الموقع في تقريره أن إيران هي الأخرى على ما يبدو قد قررت الخضوع وتنفيذ مطالب روسيا، بما في ذلك لجم “رامي مخلوف” وتحجيم دوره في الاقتصاد السوري.
وأشار موقع “قناة الحرة” إلى ما كتبته صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” في 8 من شهر أيار/ مايو الحالي، حول وجود أمل ضعيف جداً لدى روسيا وإيران عند الحديث عن تمكنهما في الفترة المقبلة من تقديم مساعدات من شأنها أن تمنع سقوط نظام الأسد.
واعتبر تقرير الصحيفة حينها، أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على كل من روسيا وإيران، فضلاً عن تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد، جميعها عوامل تجعل من استمرار دعم موسكو وطهران لبقاء الأسد أشبه بالمستحيل.
وعلاوة على ذلك، ترى القيادة الروسية أن تصرفات “رامي مخلوف” تسبب لها بعض المشكلات، حيث بدأ الشعور بالاستياء يزداد يوماً بعد يوم في موسكو جراء الخلافات الداخلية ضمن الحلقة الضيقة المقربة من “بشار الأسد”، وذلك حسب المحللين والخبراء الروس المقربين من الكرملين.
ولفت موقع “قناة الحرة” في تقريره إلى قرار حكومة النظام السوري الذي صدر اليوم حول الحجـ.ـز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لرجل الأعمال السوري “رامي مخلوف”.
وأوضح أن القرار جاء من أجل إجبار “مخلوف” على دفع ما تقول حكومة نظام الأسد أنها مستحقات مالية لخزينة الدولة في ذمة شركة “سريتل” للاتصالات التي يملكها “رامي مخلوف” ابن خال رأس النظام السوري “بشار الأسد”.
اقرأ أيضاً: كاتب تركي: روسيا تعمل على إخراج إيران من سوريا.. والترتيبات بدأت لمرحلة ما بعد الأسد
وقال الموقع :”إن مخلوف أعلن يوم الأحد الماضي، أن الحكومة السورية قد حددت موعد استقالته من رئاسة شركة سريتل، لكنه أكد عدم تخليه عن هذا المنصب مهما كلفه الأمر”.
وأضاف: “نشر رامي مخلوف خلال الأيام والأسابيع الماضية 3 مقاطع مصورة عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، منتقداً فيها الحكومة السورية بكلمات قوية ولاذعة”.
وأشار أن “مخلوف” قد وجه رسالة عبر التسجيلات المصورة مفادها أنه لا يتخلى عن الامتيازات التي حصل عليها خلال العقود الماضية، ملمحاً إلى دوره في حماية نظام الأسد من السقوط مع بداية الاحتجاجات الشعبية في سوريا عام 2011.
كما اتهـ.ـم مخلوف نظام الأسد بأنه يلجأ إلى التعامل مع رجال الأعمال والاقتصاديين بطريقة الوعيد والتهـ.ـديد، موضحاً أن الحكومة السورية تطالب شركة “سيرتيل” بدفع 185 مليون دولار أمريكي.
وبحسب الموقع، فإن كل مناشدات “رامي مخلوف” لابن عمته “بشار الأسد” بالتدخل لحل الموضوع باءت بالفشل، حيث لم يبقى أمام “مخلوف” سوى الخضوع لمطالب السلطات أو تأجيج أبناء الطائفة العلوية وتحريـ.ـضهم ضد النظام، وهو الأمر الذي لوح به “مخلوف” خلال تسجيلاته المصورة.
اقرأ أيضاً: ردح فيسبوكي متبادل بين رامي مخلوف ونظام الأسد
واختتم موقع “قناة الحرة” تقريره بالحديث عن الدور الرئيسي الذي لعبه “رامي مخلوف” عبر إمبراطوريته المالية في تمويل حـ.ـرب نظام الأسد على أبناء شعبه طيلة 9 سنوات ماضية من عمر الثورة السورية.
وأشار إلى أن النشاطات الاقتصادية لرامي مخلوف تشمل العديد من المجالات إلى جانب شركة الهواتف المحمولة، وتجارة النفط، موضحاً أنه يسيطر على نسبة تقدر بنحو 65 بالمائة من الاقتصاد السوري.