كميات كبيرة من الدولار تختفي في سوريا خلال أيام معدودة.. أين ذهبت؟
كميات كبيرة من الدولار تختفي في سوريا خلال أيام معدودة.. أين ذهبت؟
طيف بوست – فريق التحرير
كشفت مصادر اقتصادية محلية عن شح الدولار الأمريكي في الأسواق السورية في الفترة الحالية، حيث زادت الأوضاع التي تشهدها المنطقة من الأعباء الاقتصادية والمعيشية في سوريا، إذ انضمت أزمة عدم التوفر الدولار إلى أزمات عدم توفر المحروقات وارتفاع الأسعار.
ونوهت المصادر أن كميات كبيرة من الدولار بدأت تختفي في سوريا خلال أيام معدودة، حيث كثرت التساؤلات حول أسباب اختفاء الدولار والجهة التي استحوذت على تلك الكميات التي اختفت بشكل مفاجئ.
وأوضحت أن السوق السوداء في سوريا بدأت تعاني مؤخراً من نقص حاد في معروض الدولار، وهي من المرات القليلة والنادرة التي يحدث فيها هذا الأمر خلال العقد الأخير.
وأضافت أن مكاتب الحوالات والصرافة بدأت تواجه أزمة حقيقية في تأمين الدولار، لاسيما أن كميات كبيرة من الدولار كانت تصل إلى السوق السوداء في سوريا عبر لبنان.
ونوهت أن المكتب الاقتصادي في القصر بدمشق عبر أشخاص تابعين له يعملون كوسطاء هم الجهة التي تسيطر على الدولار في سوريا حالياً، حيث أن الدولارات التي اختفت تذهب إلى خزينة المكتب الاقتصادي.
وأشارت المصادر أن الأوضاع التي تشهدها المنطقة في الفترة الحالية جعلت السوريين يتمسكون بالدولار ويفضلون عدم التفريط به، الأمر الذي أدى إلى نقص حاد في الدولار في الأسواق السورية، وذلك تحت تأثير مخاوفهم من تأزم الوضع في المنطقة بشكل أكبر.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يجري فيه الحديث كذلك الأمر عن عامل آخر أدى إلى اختفاء الدولار من الأسواق السورية، هو يتعلق بفارق سعر الصرف بين المحافظات في سوريا، حيث أن سعر الصرف في دمشق وحلب أقل من سعر الصرف في إدلب والحسكة بنحو 500 أو 600 ليرة سورية سورية لكل دولار واحد.
ووفقاً للمصادر فإن هناك جهات تعمل على إخراج الدولار من البلاد عبر الاستفادة من فارق السعر بين الأسواق الرئيسية في سوريا وبين الأسواق في منطقة شرق الفرات والمنطقة الشمالية من البلاد، وذلك بهدف تحقيق أرباح هائلة من الفجوة السعرية بين المناطق.
اقرأ أيضاً: مصرف سوريا المركزي يتحدث عن إجراءات مهمة وخطوات جدية لتوحيد سعر صرف الدولار
وقد أشار مصدر في مصرف سوريا المركزي إلى وجود توجهات نحو اتخاذ خطوات جدية في الفترة القريبة المقبلة بهدف توحيد سعر صرف الدولار في البلاد وتقليص الفجوة السعرية بين النشرات الرسمية والسوق السوداء.
ويسعى المصرف المركزي من خلال تلك الخطوة إلى مكافحة استمرار ارتفاع معدلات التضخم في البلاد والحد من ارتفاع الأسعار، وذلك بعد أن توصلت دراسات خاصة بخبراء في المصرف إلى أن عدم وجود سعر صرف موحد في سوريا له تأثيرات سلبية كبيرة على الاقتصاد السوري.