غياب الدولار عن الأسواق في سوريا وسط استنفار كبير للبنك المركزي وخبير اقتصادي يفضح المستور!
غياب الدولار عن الأسواق في سوريا وسط استنفار كبير للبنك المركزي وخبير اقتصادي يفضح المستور!
طيف بوست – فريق التحرير
شهدت الليرة السورية انخفاضاً ملحوظاً بقيمتها وسعر صرفها مقابل الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية خلال تعاملات الأيام القليلة الماضية في مختلف الأسواق السورية، وذلك بعد فترة طويلة من الاستقرار النسبي الذي شهده سعر الصرف في سوريا.
وقد عاد سعر صرف الليرة السورية في الآونة الأخيرة لملامسة مستويات الـ 15 ألف ليرة سورية للدولار الأمريكي الواحد في العديد من المحافظات والمدن في سوريا، لاسيما أسواق المناطق الشمالية والشرقية من البلاد.
وحول أسباب تراجع سعر الصرف مؤخراً وخروج الليرة السورية من دائرة الاستقرار النسبي، أشار خبير اقتصادي مقيم في العاصمة دمشق في حديث لموقع “طيف بوست” إلى أن تغيّر اتجاه سعر صرف الليرة السورية مؤخراً جاء لأسباب واضحة يعلمها المختصون في مجال الاقتصاد.
وأوضح أن السبب الرئيسي لانخفاض سعر صرف الليرة السورية في الآونة الأخيرة هو غياب الدولار عن الأسواق في سوريا بشكل ملحوظ، مشيراً إلى أن البنك المركزي السوري في حال استنفار الآن من أجل تأمين الدولار والقطع الأجنبي بعد عدم قدرته على تأمينه بصورة تمكنه من الإمساك بزمام المبادرة والسيطرة على اتجاه سعر الصرف.
وبيّن الخبير الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن أسباب غياب الدولار عن الأسواق في سوريا يأتي بسبب القرارات التي اتخذتها الولايات المتحدة في الفترة الماضية، والتي قامت بموجبها بتحديد سقف التعاملات بالدولار في البنوك العراقية.
وأشار إلى أن مصرف سوريا المركزي كان يحصل على الدولار عن طريق البنوك العراقية بالدرجة إلى جانب بعض المنصات التي تتعامل بالعملات الرقمية.
ونوه إلى أن واشنطن قامت كذلك الأمر باتخاذ إجراءات صارمة على المنصات التي تتعامل بالعملات الرقمية لمنع وصول الدولار والقطع الأجنبي إلى دمشق عبر تلك المنصات.
ولفت إلى أن ما سبق جعل قدرة دمشق على الالتفاف على العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها محدودة، الأمر الذي من شأنه أن يشكل ضغوطات إضافية على الاقتصاد السوري في الفترة القادمة.
وتوقع الخبير أن يشهد سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار تدهوراً كبيراً بقيمتها وسعر صرفها مع نهاية عام 2023 وبداية عام 2024 المقبل، وذلك دون تحديد الأرقام التي من الممكن تنخفض إليها العملة السورية في المدى المنظور.
من جهته، فضح الخبير المالي والاقتصادي “جورج خزام” في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” المستور حول تعامل البنك المركزي مع الواقع الاقتصادي الحالي في سوريا.
اقرأ أيضاً: منطقة في سوريا تطفو فوق الذهب والكنوز التي لو استخرجت لأصبح جميع سكان المنطقة أثرياء
وأوضح الخبير أن على مصرف سوريا المركزي أن يتخذ خطوات إسعافية من خلال إلغاء العديد من القرارات القديمة قبل أن يتم إصدار قرارات جديدة، منوهاً أن هناك الكثير من الفاسدين يعارضون ذلك من أجل الحصول على المزيد من المكاسب.
وختم الخبير حديثه أن الوضع الاقتصادي في البلاد سيبقى متردياً طالما أن هناك أشخاص فاسدين يخافون على زوال مصالحهم الضيقة أكثر من خشيتهم على الأوضاع الاقتصادية في سوريا بشكل عام.