القصة أكبر من استبعاد عدة عائلات.. تحذيرات من عواقب وخيمة على الاقتصاد السوري جراء سياسة رفع الدعم!
القصة أكبر من استبعاد عدة عائلات.. تحذيرات من عواقب وخيمة على الاقتصاد السوري جراء سياسة رفع الدعم!
طيف بوست – فريق التحرير
أقرت حكـ.ـومة النظـ.ـام يوم الثلاثاء الفائت استبعاد أكثر من نصف مليون بطاقة أسرية من الدعم للمواد التموينية والمحروقات وغيرها من المواد والسلع، وذلك تزامناً مع قرارات برفع سعر ربطة الخبز وزن 1100 غرام للمستبعدين عن الدعم من 250 ليرة إلى 1300 ليرة سورية.
وقد أثارت تلك القرارات موجة غضب عارمة في الشارع السوري وجدلاً واسعاً انتقل من الواقع إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي ضجت بالمنشورات والتعليقات السـ.ـاخرة وانتقاد الخطوات التي تم اتخاذها بخصوص رفع الدعم عن قرابة الـ 600 ألف عائلة.
وحول هذا الموضوع، أشار الاقتصادي السوري “حسين جميل” في تصريحات أدلى بها لصحيفة “العربي الجديد” إلى أن القصة أكبر من استبعاد العديد من العائلات السورية من الدعم.
وأوضح “جميل” أن هذه الخطوة تعد بمثابة تمهيد لخطوة أكبر في إطار خطة لسحب الدعم عن الجميع، وذلك لعاملين أساسيين.
وبحسب الخبير فإن العامل الأول يتعلق بمغازلة صندوق النقد الدولي وفتح قنوات جديدة من أجل الحصول على قروض عقب تطبيق المواصفات التي تفرضها المؤسسات المالية الدولية.
أما السبب الآخر فيتعلق بأن حكـ.ـومة النظام ترغب في التنصل من مهامها الرئيسية وتنفيذ واجباتها تجاه الشعب، لاسيما في ظل الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي تتعرض لها البلاد.
ورأى “جميل” أن معظم السوريين فقـ.ـراء ويستحقون الدعم في الوقت الحالي، معتبراً أن رفع الدعم عن نحو 15 بالمئة من السوريين وإجبارهم على شراء المواد بسعر السوق يعد بمثابة “جريـ.ـمة تفقير” إضافية بحق الشعب.
وبيّن أن الحكـ.ـومة في دمشق اتخذت قراراً باستبعاد شريحة واسعة من المجتمع في الوقت الذي يعيش فيه نحو 90 بالمئة من السوريين تحت خط الفـ.ـقـ.ــر وفقاً لبيانات رسمية دولية، متسائلاً بالقول: “فعلى أي أساس تقرر الحكـ.ـومة أن هؤلاء ليسوا بحاجة للمساندة والدعم”.
من جانبه، حذر الخبير المالي والمصرفي “عامر شهدا” من تداعيات قرار رفع الدعم على الاقتصاد السوري عموماً، مؤكداً أن الحديث عن تمويل الرواتب والأجور عبر تقليص الدعم يعتبر خطأّ اقتصادياً كبيراً، وفق تعبيره.
ونشر الخبير منشوراً على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” علق خلاله على حديث معاون وزير النفط الذي لفت إلى أنه من الممكن زيادة الرواتب عبر الوفرات التي تم الحصول عليها من رفع الدعم.
وقال “شهدا”: “من يتحـ.ـمل مسـ.ـؤولية تداعـ.ـيات زيادة الـ.ـرواتب من الـ.ـدعم، اعتقد أن الخـ.ـطـ.ـأ الكـ.ـارثي على الأبـ.ـواب”.
وأوضح الخبير المالي قائلاً: “في حال زيادة الرواتب أو زيادة الدعم الإضافي والحوافز للموظفين فإن النتائج ستكون حينها أكثر ألماً من الآن”، على حد تعبيره.
اقرأ أيضاً: انخفاض بقيمة الليرة السورية أمام الدولار والعملات الأجنبية وأسعار الذهب ترتفع لمستويات جديدة!
ودعا “شهدا” بحـ.ـصر المسؤولية بشكل واضح، موضحاً أن من يريد أن يقلص الدعم عليه أولاً أن يزيد الأجور والرواتب من أجل أن يرتفع الطلب الكلي في الأسواق ويحـ.ـرك عجـ.ـلـ.ـة الإنـ.ـتـ.ـاج لتلـ.ـبية الطلب، وبالتالي هـ.ـذا يدفـ.ـع باتجاه تـ.ـطـ.ـوير وسائل وسـ.ـبـ.ـل الإنتاج، حسب رأيه.
وختم “شهدا” حديثه إلى أن هدف الحكـ.ـومة من زيادة الرواتب عبر وفرات الدعم ما هي إلا عملية استجـ.ـابـ.ـة لتطـ.ـورات سـ.ـعـ.ـرية معينة ولـ.ـيـ.ـس لنقل الاقتصاد من مرحـ.ـلـ.ـة إلى أخـ.ـرى.