شركة غامضة تستحوذ على الخطوط الجوية السورية بعقد استثمار يثير جدلاً واسعاً واستهتار بعقول السوريين
شركة غامضة تستحوذ على الخطوط الجوية السورية بعقد استثمار يثير جدلاً واسعاً واستهتار بعقول السوريين
طيف بوست – فريق التحرير
كشفت مصادر إعلامية عن وصول مشروع استثمار الخطوط الجوية السورية إلى مرحلة متقدمة بعد توقيع عقد مدته 20 سنة، حيث أثار هذا العقد جدلاً واسعاً في الأوساط السورية، لاسيما أن الشركة المستثمرة التي استحوذت على “السورية للطيران” لا تزال غامضة ومجهولة.
وأوضحت المصادر أن شركة “إيلوما” الخاصة للاستثمار حصلت على عقد طويل الأمد لإدارة وتطوير الخطوط الجوية السورية بكل هدوء، حيث لم تثير الجدل إلا بعد توقيع العقد بشكل رسمي.
ويتساءل اليوم عدد كبير من السوريين عن الشركة المستثمرة ولمن تعود ملكيتها، ولماذا تم اختيار هذه الشركة دوناً عن غيرها، ولماذا لم يتم الإعلان على رغبة مؤسسة الخطوط الجوية السورية بالتوجه إلى الخصخصة والتشاركية وتلقي عروض من عدة شركات، حيث من الممكن الحصول على عروض استثمارية أفضل.
وبحسب تحقيقات استقصائية قامت بها وسائل إعلام، فإن ملكية الشركة تعود إلى ثلاثة أشخاص سوريين لم يعرف عنهم سابقاً أنهم رجال أعمال، فضلاً عن أن أعمارهم صغيرة لا تتجاوز الأربعين عاماً، الأمر الذي أثار مزيداً من الجدل والشكوك حول الشركة المستثمرة والهدف من منحها عقد استثماري طويل الأجل.
كما طرحت عودة ملكية الشركة لشبان وفتيات في مقتبل العمر العديد من اشارات الاستفهام، لاسيما بشأن قدرتهم المالية على ضخ 370 مليون دولار في استثمار الخطوط الجوية السورية، حيث تساءل السوريون من أين يملك هؤلاء الأشخاص هذا المبلغ رغم أنهم غير معروفين في قطاع الأعمال السوريين.
ووفقاً للتحقيقات الاستقصائية، فإن اسمان من الأشخاص الذين يملكون شركة “إيلوما”، وهم راما حمدان ديب ورزان نزار حميرة، مرتبطين بشكل وثيق مع رجل الأعمال السوري المعروف علي نجيب إبراهيم، أي أن الأسماء الواردة في عقد الاستثمار كملاك للشركة هم مجرد واجهة فقط، حيث تعود ملكية “إيلوما” لرجل الأعمال “علي نجيب إبراهيم”.
ولفتت التقارير إلى أن علي نجيب إبراهيم، هو أحد الأشخاص الذين يديرون مجلس الاقتصاد الشري في القصر بدمشق، ويعمل كواجهة أيضاً لإدارة الأنشطة التجارية والاستثمارية التي تعود فعلياً للأسد وزوجته، أي أن ملكية شركة “إيلوما” واقعياً تعود لبشار وأسماء.
اقرأ أيضاً: كشف المستور حول عقد الاستثمار بين الخطوط الجوية السورية و”إيلوما” وحديث عن ملايين الدولارات المفقودة
ونوهت إلى أن توقيع عقد الاستثمار المجحف بين الخطوط الجوية السورية وشركة إيلوما وبهذه الطريقة يعتبر استخفافاً واستهتاراً بعقول السوريين، لاسيما بما يخص الخطاب الرسمي في سوريا حول عقد الاستثمار وتوصيفه على أنه إنجاز كبير.
وتشير التقارير أن ذلك الاستثمار في واقع الأمر خسارة كبرى، إذ كان من الممكن العمل على إحداث نقلة نوعية ونهضة كبرى في قطاع الطيران دون الحاجة إلى وجود شركة مستثمرة ستحصل على نسبة كبيرة من الأرباح كان من المفترض أن تدخل إلى الخزينة العامة وتفيد السوريين عموماً.