شويغو حمل رسالة حازمة من الكرملين للأسد.. وروسيا قد تسحب قواتها من سوريا في حال توسع انتشار فيروس كورونا
كشفت صحيفة “الشرق الأوسط”، اليوم الأربعاء 25 آذار/ مارس 2020، عن أسباب الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الدفاع الروسي “سيرغي شويغو” إلى سوريا، ولقائه رأس النظام السوري بشار الأسد.
وقالت الصحيفة أن زيارة “شويغو” الأخيرة إلى دمشق، حملت عدة رسائل إلى مختلف الأطراف التي لها دور محوري في الملف السوري، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل .
وأفادت أن البيان الروسي الصادر عقب الزيارة، أوضح أن الهدف من زيارة شويغو إلى دمشق هو مناقشة مسألة اتفاق الهدنة في محافظة إدلب وآليات العمل على تثبيته.
وبحسب الصحيفة، فإن المحللون استنتجوا أن الرجل المسؤول عن الملف السوري بشكل مباشر، قد حمل رسالة شديدة اللهجة من الكرملين إلى الأسد، بأن موسكو لن تقبل أن يتجاوز نظام الأسد الاتفاقيات الموقعة مع الجانب التركي بشأن إدلب.
وأضافت “الشرق الأوسط” أن روسيا لا ترغب أن تذهب جهودها مع تركيا أدراج الرياح، خاصة بعد الهدوء النسبي الذي تشهده المنطقة الشمالية الغربية من سوريا.
ولفتت الصحيفة أن العلاقات الروسية التركية تبدو ممتازة في الوقت الراهن، وأن لهجة الروس تراجعت حيال الأتراك في الأيام القليلة الماضية، مضيفة أن وسائل الإعلام الروسية قد خففت من حملاتها ضد أنقرة.
وأكدت أن المحللون السياسيون يجمعون على أن الهدف المعلن من زيارة “شويغو” إلى دمشق غير كافي، مشيرةً أن زيارة مفاجئة على مستوى وزير الدفاع الروسي لا يمكن أن تكون فقط لهذا السبب المذكور في بيان الرئاسة الروسية حول الزيارة.
وأوضحت أن روسيا كان بمقدورها أن ترسل وفداً أقل مستوى من وزير الدفاع، أو كان بإمكانها أن تبلغ رأس النظام السوري “بشار الأسد” بضرورة الالتزام باتفاق الهدنة عبر قنوات اتصال أخرى، دون الحاجة لإرسال “شويغو” بشكل عاجل ومفاجئ إلى دمشق.
اقرأ أيضاً: بعد لقائه بشار الأسد.. وزير الدفاع الروسي يجري اختبار الكشف عن “فيروس كورونا” (فيديو)
ونقلت الصحيفة عن المحللين العسكريين قولهم أنهم يعتقدون أن الملف الأبرز الذي جاء من أجله “شويغو” إلى دمشق بشكل مستعجل، هو ملف انتشار “فيروس كورونا”.
وأشارت أن روسيا غير مقتنعة بالمعطيات التي يكشف عنها نظام الأسد حول انتشار الفيروس في سوريا، وأن موسكو تدرك تماماً أن النظام السوري يخفي الحقائق ولا يذكر كافة المعلومات التي يمتلكها حول عدد المصـ.ـابين بالفيروس.
وأشار المحللون إلى أن المسألة لا تتعلق بقلق روسيا على قواتها المنتشرة على الأراضي السورية، لكن الأمر يتعدى ذلك، حيث ينظر الروس إلى الموضوع على أن له أبعاد ربما تكون أكثر سوءاً.
وأوضحوا أن البيان الصادر عن الكرملين بخصوص زيارة “شويغو” الأخيرة إلى دمشق، قد تضمن عبارة لافتة ألا وهي: “تعزيز التعاون العسكري والتقني بين روسيا ونظام الأسد”، متسائلين عن نوعية هذا التعاون في هذه المرحلة تحديداً.
ويرى المحللون بأن روسيا قد تلجأ إلى سحب قسم من قواتها المنتشرة في سوريا في حال توسع انتشار “فيروس كورونا” في البلاد.
ولفتوا أن عملية سحب القوات الروسية لا بد أن تسبقها بعض الترتيبات لضمان عدم تأثير ذلك على الأوضاع الميدانية في سوريا، في إشارة إلى أن سبب زيارة “شويغو” إلى دمشق كان لبحث ترتيبات سحب روسيا جزءاً من قواتها بسبب انتشار “فيروس كورونا” المستجد، وعدم قدرة نظام الأسد على احتوائه، نظراً لضعف الإمكانيات والبنى التحتية السورية.
وأشاروا إلى أن عبارة: “تعزيز التعاون العسكري والتقني بين موسكو ودمشق، ربما تقصد فيها روسيا تقديمها بعض المساعدات المتعلقة بمواجهة انتشار “فيروس كورونا”، وذلك من أجل حماية العسكريين الروس المتواجدين على الأراضي السورية من الإصـ.ـابة بالفيروس.
اقرأ أيضاً: معاذ الخطيب يرد على منتقديه: كفانا دفناً لرؤوسنا في الرمال!
وختمت صحيفة “الشرق الأوسط” تقريرها بالقول: مهما يكن فإن زيارة شويغو إلى دمشق تحمل جديداً بخصوص المنطقة، خاصة أنها جاءت بعد يومين فقط من اتصال هاتفي جرى بين الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” ورأس النظام السوري “بشار الأسد”.
وأكدت أن وزير الدفاع الروسي “سيرغي شويغو” لم يغامر ويزور دمشق في مثل هذه الظروف التي يجتاح فيها “فيروس كورونا” دول العالم، لولا أهمية الملفات التي جاء من أجل مناقشتها أو الترتيب لها.
وأشارت إلى أن “شويغو” حمل في جعبته أكثر من مجرد رسالة حازمة للأسد بضرورة الالتزام باتفاق التهدئة في إدلب الموقع بين روسيا وتركيا، لافتة في الوقت نفسه أن “شويغو” قد أجرى فحص الكشف عن الإصـ.ـابة بفيروس كورونا فور صعوده الطائرة عائداً من دمشق.