“جيفري” يحدد أهداف واشنطن في سوريا.. و”بولتون”: بوتين أبدى رغبته بانسحاب إيران من الأراضي السورية
“جيفري” يحدد أهداف واشنطن في سوريا.. و”بولتون”: بوتين أبدى رغبته بانسحاب إيران من الأراضي السورية
حدد المبعوث الأمريكي الخاص بالملف السوري “جيمس جيفري” أهداف الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة القادمة، بما يتعلق بالأوضاع في سوريا.
وأفاد “جيفري” أن بلاده ترغب أن تعود الأوضاع في سوريا إلى الوضع الذي كانت عليه في عام 2011، أي قبل اندلاع الثورة ضد رأس النظام السوري “بشار الأسد”.
وأوضح المبعوث الأمريكي أن بلاده لا تريد تحقيق انتصار مطلق في سوريا، مشيراً أن واشنطن لا تقول أن على بشار الأسد أن يغادر، ولكن عليه أن يغير من أسلوبه وممارساته.
وذكر أن تغيير النظام السوري أمر يعود للسوريين، إذا كانوا يريدون ذلك، متوقعاً لأن تقود روسيا جهوداً من أجل تحقيق تسوية سياسية للملف السوري خلال المرحلة المقبلة.
ولفت أن القيادة الروسية ربما تفكر في إيجاد حل سياسي في سوريا، وذلك على إثر قانون قيصر، وفرض واشنطن عقـ.ـوبات جديدة على نظام الأسد والدول الداعمة له.
وأشار خلال مؤتمر نظمه معهد الشرق الأوسط أن بلاده لم تقول أنها تريد خروج روسيا من الأراضي السورية، موضحاً ان هذا الأمر ليس ضمن سياسة واشنطن بما يتعلق بالملف السوري.
لكنه استدرك قائلاً: “على الرغم من أننا لا نسعى لإخراج روسيا من سوريا في الوقت الحالي، إلا أننا لا نفضل أن يكونوا هناك بطبيعة الحال”.
وتحدث عن انتشار الجيش الأمريكي في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا، بالإضافة إلى منطقة التنف على الحدود السورية مع الأردن”.
وأكد “جيفري” أن الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” ليست لديه أي نية في الوقت الراهن بسحب القوات الأمريكية من أماكن تمركزها داخل الأراضي السورية”.
هذا وقد فرضت الولايات المتحدة الأمريكية يوم الأربعاء الماضي عقـ.ـوبات جديدة على نظام الأسد والدول الداعمة له، وذلك بموجب قانون قيصر الذي أقرته إدارة الرئيس الأمريكي آواخر العام الماضي، ودخل القانون حيز التنفيذ منتصف الشهر الجاري.
وطالت العقـ.ـوبات الأمريكية (المرحلة الأولى)ـ، 39 شخصية وكيان تابعين أو داعمين للنظام السوري، من بينهم “بشار الأسد” وزوجته “أسماء الأخرس”.
اقرأ أيضاً: “لو خضت البحر فينا لخضناه معك”.. رسالة من مشايخ النظام إلى “بشار الأسد” (فيديو)
من جهته، كشف مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق “جون بولتون” أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” كان قد عبر عن رغبته بانسحاب القوات الإيرانية من الأراضي السورية.
جاء ذلك في النسخة الإلكترونية من كتاب “بولتون” الذي عنونه بـ “الغرفة حيث حدث ذلك: مذكرات البيت الأبيض”، ذلك الكتاب الذي جعل “ترمب” يستشيط غضـ.ـباً.
وأكد “بولتون” أن حديث الرئيس الروسي، جاء خلال لقاء جمعهما أثناء التحضير لقمة بين بوتين والرئيس الأمريكي في شهر مايو/ أيار من العام 2018.
وأوضح أن جزءاً من الحديث الذي دار بينهما كان حول الأوضاع في سوريا، حيث نقل “بولتون” عن بوتين قوله:”نرغب برؤية إيران تنسحب من الأراضي السورية”.
وأشار “بولتون” أن حديث بوتين جاء حتى أنقله حرفياً للرئيس الأمريكي، بأن الروس ليسوا بحاجة إلى التواجد الإيراني في سوريا، وأن لا مصلحة لموسكو بتواجد إيران هناك.
وبحسب “بولتون” فإن بوتين أخبره أن هدف روسيا من البقاء في سوريا هو عدم تكرار السيناريو الأفغاني هناك، مشيراً أن الرئيس الروسي قال له: “إيران لديها طموحات توسعية في المنطقة”.
لكن القيادة الروسية تخشى في حال انسحاب إيران من سوريا، أن ينكشف ظهر النظام السوري، وأن لا يستطيع حماية نفسه من أي عمليات ضده، في إشارة إلى إمكانية تقدم فصائل المعارضة نحو مناطق النظام في حال انسحبت القوات الإيرانية من سوريا.
وأوضح “بولتون” أن بوتين أراد أن يتقرب من الإدارة الأمريكية بخصوص التعامل مع الأوضاع في سوريا، ولم يكن لديه أي نية بتوسيع نفوذ إيران في المنطقة.
اقرأ أيضاً: “كارجو كاميكاز”.. مسيرة تركية جديدة ستغير قواعد اللعبة في سوريا وليبيا.. تعرف على مواصفاتها (فيديو)
وشدد المستشار الأمريكي أن حديث بوتين عن رغبته بانسحاب إيران من سوريا قد تكرر في أكثر من مناسبة، موضحاً أن التواجد الإيراني على الأراضي السورية يشكل هـ.ـاجساً لإسرائيل وأمريكا وروسيا أيضاً.
وأكد أن الرئيس الروسي كان قد أبلغ القيادة في إسرائيل بأن إيران يجب أن تنسحب من سوريا، موضحاً أن بشار الأسد لا يستطيع الضغط على إيران لعدة اعتبارات من أهمها أنه من الممكن أن يستخدمه في حال أراد التقدم نحو إدلب.
ونوه “بولتون” أن بوتين أعاد تكرار عبارة أن روسيا ليست بحاجة إلى التواجد الإيراني في سوريا عدة مرات، وأنه يسعى إلى تشجيعهم على مغادرة الأراضي السورية.
يشار إلى أن كتاب “بولتون: الذي جاء تحت عنوان: “الغرفة حيث حدث ذلك: مذكرات البيت الأبيض”، من المتوقع أن ينشر رسمياً يوم غداً، بعد تأجيل نشره عدة مرات بسبب الجوانب القانونية، وذلك على الرغم من محاولات يقوم بها الييت الأبيض لمنع نشر الكتاب.