سوريا.. توجهات نحو تحرير سعر الصرف وتعديل سعر تسليم الحوالات بهدف إنقاذ الليرة السورية
سوريا.. توجهات نحو تحرير سعر الصرف وتعديل سعر تسليم الحوالات بهدف إنقاذ الليرة السورية
طيف بوست – فريق التحرير
واصلت الليرة السورية تسجليها مزيداً من الأرقام القياسية في التراجع والانخفاض أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات خلال تعاملات الأيام القليلة الماضية، الأمر الذي جعل الفريق الاقتصادي في سوريا مضطراً لاتخاذ بعض الإجراءات لإنقاذ العملة المحلية.
ومن ضمن الإجراءات التي يتم بحثها حالياً بين المسؤولين عن إدارة الملف الاقتصادي في البلاد، هو التوجه نحو تحرير سعر الصرف جزئياً، بالإضافة إلى تعديل سعر تسليم الحوالات الخارجية.
وبحسب مصادر موقع “طيف بوست” الخاصة من داخل دمشق، فإن البنك المركزي السوري يرغب برفد خزينته بالقطع الأجنبي، ويرى أن الفرصة سانحة لذلك عبر تعديل سعر تسليم الحوالات للمواطنين وجعل سعر صرف دولار الحوالات قريباً من سعر صرفه في السوق السوداء.
وأشارت ذات المصادر إلى أن ذلك سيتزامن مع تحرير جزئي لسعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي، بمعنى ترك السوق تحت رحـ.ـمة العرض والطلب ومن ثم التدخل في اللحظة التي يراها البنك المركزي مناسبة.
وأوضحت المصادر بأن الفريق الاقتصادي يرغب حالياً في تحقيق شيء من التوازن وردم الفجوة بين سعر الصرف في النشرة الرسمية وسعر صرف الليرة السورية المتداول في السوق السوداء.
وبينت المصادر أن الإجراء الآخر سيكون من خلال رفع سعر دولار الحوالات، وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤمن القطع الأجنبي للبنك المركزي بما يخوله التدخل حين تسنح له الفرصة، مشيرة إلى أن الفريق الاقتصادي يدرك تماماً أن السيطرة على سعر الصرف لا يمكن أن تتم دون توفر كميات كافية من القطع الأجنبي في خزينة “المركزي”.
وكان أستاذ الاقتصاد في جامعة “حلب” الدكتور “حسن حزوري” قد دعا قبل أيام إلى ضرورة العمل على تحرير سعر صرف الليرة السورية وشراء الحوالات الواردة بسعر عادل، وفق تعبيره.
وأوضح “حزوري” أن شراء الحوالات بسعر عادل من شأنه أن يقدم فائدة كبيرة للبنك المركزي، منوهاً أن المصرف بإمكانه أن يستفيد من نحو أكثر من 7 مليون دولار في اليوم الواحد من جهة، بالإضافة إلى أن ذلك سيساهم أيضاً في رفع القدرة الشرائية للمواطنين في حال حصولهم على القيمة الحقيقية للحوالات الواردة من جهة أخرى.
كما أشار “حزوري” إلى أن تحرير سعر الصرف وتعديل سعر الحوالات سيشجع على دخول الاستثمارات الجديدة إلى البلاد، وبالتالي حدوث انتعاش في الاقتصاد المحلي وتحسن في سعر الصرف كذلك الأمر.
ولفت “حزوري” في حديث لصحيفة “الثـ.ـورة” المحلية، إلى أن ما سبق يتطلب تعديلاً في قرارات السيـ.ـاسة النقدية من أجل كبح جماح التضخم وتحقيق الاستقرار في سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار.
اقرأ أيضاً: بوادر انهيار اقتصادي تام تلوح في الأفق وتوقعات بوصول سعر صرف الليرة السورية لمستويات تاريخية!
ونوه إلى أن تحقيق ذلك يتطلب أيضاً حرية في حركة الأموال داخل البلاد، بالإضافة إلى توفير السيولة اللازمة للمؤسسات والشركات، بحيث تتمكن من الاستثمار.
وختم “حزوري” حديثه بالإشارة إلى أهمية انتهاج سيـ.ـاسة نقدية جديدة تساهم في تعزيز الاستثمار وتوفير فرض العمل، الأمر الذي من شأنه إعادة إنعـ.ـاش الطبقة الوسطى في البلاد.