خطة لبقاء طويل الأمد.. جنرال روسي يعترف بنشر الثقافة الروسية بين أطفال سوريا
خطة لبقاء طويل الأمد.. جنرال روسي يعترف بنشر الثقافة الروسية بين أطفال سوريا
طيف بوست – فريق التحرير
تحاول روسيا تثبيت أقدامها في سوريا بشكل أكبر عبر عدة ممارسات سواءً على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو العسكري وحتى الثقافي، حيث تخطط لبقاء طويل الأمد في منطقة الشرق الأوسط بالقرب من المياه الدافئة.
وضمن هذا الإطار، اعترف نائب قائد القوات الروسية في سوريا “أندريه بال” بوجود مساعي تقودها بلاده لنشر الثقافة الروسية بين الأطفال السوريين.
وأشار “بال” في تصريحات صحفية إلى أن قاعدة “حميميم” تعمل على نشر الثقافة الروسية، بالتحديد في منطقة الساحل السوري التي تعد خزاناً بشرياً مهماً لنظام الأسد.
ولفت أن القيادة الروسية قد أعطت الأوامر للعمل بشكل وثيق على تعليم الأطفال في سوريا اللغة الروسية، موكلةً هذه المهمة لمركز قيادة قاعدة “حميميم”.
وكشف “بال” أن عدد الأطفال الذين يتلقون تعليم اللغة الروسية يزداد بشكل مستمر، خاصةً في مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية.
وحول أهداف روسيا من نشر الثقافة الروسية وتحديداً بالنسبة للأطفال السوريين، علقت عدة جهات حقوقية، أن هذا الأمر يعتبر محاولة واضحة لـ”روسنة” أطفال سوريا، وفق وصفهم.
كما تحدثوا عن خطة روسية متكاملة تسعى من خلالها موسكو لبقاء طويل الأمد وترسـ.ـيخ نفوذها في سوريا سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وثقافياً.
فيما يرى العديد من المحللين أن الروس يحاولون بشتى الوسائل مواجـ.ـهة المحاولات الإيرانية لنشر اللغة والثقافة الفارسية في البلاد.
وقد شهدت سوريا خلال الأعوام الماضية محاولات إيرانية عديدة لنشر الثقافة الإيرانية في عدة مناطق سورية، لاسيما في البادية والجنوب السوري.
وقامت طهران بافتتاح عشرات المدارس الدينية والمراكز الثقافية من أجل ترسـ.ـيخ بقائها في سوريا، وذلك بالتزامن مع إصرار معظم الدول المعنية بالشأن السوري على وجوب مغادرة إيران للأراضي السورية.
اقرأ أيضاً: قمة دول مجلس التعاون الخليجي تنطلق وسط حديث عن مقاربة خليجية جديدة وشاملة حول الملف السوري!
وفي سياق متصل، كانت عدة وسائل إعلام قد تحدثت في وقت سابق عن وجود تنافـ.ـس كبير بين إيران وروسيا، خاصةً بما يتعلق بنفوذهما في منطقة الساحل السوري.
وأوضحت التقارير أن الروس فيما يبدو قد تفوقوا على الإيرانيين في تلك المنطقة، وذلك من خلال رعاية عدة فعاليات ثقافية في مدينتي طرطوس واللاذقية وبعض البلدات والقرى التابعة لهما.
وأشارت إلى أن روسيا نجحت بأن تكون أقرب إلى السوريين في الساحل السوري من الناحية الاجتماعية، نظراً لأن النمط الديني الذي تتخذه طهران لا يتناسب مع أسلوب ونمط الحياة لدى معظم السوريين الذين يقطنون في منطقة الساحل، حيث اعتاد الناس في تلك المنطقة على نمط معين من الحريات الاجتماعية.
اقرأ أيضاً: تركيا تتحرك عسكرياً وتتخذ إجراءات جديدة جنوب إدلب.. ومصادر توضح دلالات ذلك!
تجدر الإشارة إلى أن النشاطات الإيرانية قد تراجعت بشكل ملحوظ في منطقة الساحل السوري خلال الفترة الماضية.
ومن الواضح أن طهران اتجهت خلال الأعوام الماضية إلى التركيز بشكل أكبر على نشر اللغة والثقافة الفارسية في دمشق ودرعا والبادية السورية وبعض المدن والقرى في المنطقة الوسطى.