حراك دبلوماسي روسي مكثف للدفع بعملية التسوية السياسية في سوريا.. ما الجديد؟
حراك دبلوماسي روسي مكثف بشأن سوريا .. ما الجديد..؟
طيف بوست – فريق التحرير
كثفت روسيا في الآونة الأخيرة تحركاتها الدبلوماسية بشكل لافت لدفع عملية التسوية في سوريا إلى الأمام، خاصة بعد دخول قانون قيصر حيز التنفيذ في السابع عشر من شهر حزيران/ يونيو الماضي.
وفي هذا الإطار، أجرى نائب وزير الخارجية الروسي “سيرغي فيرشينين” مباحثات هاتفية مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا “غير بيدرسون”.
وأصدت وزارة الخارجية الروسية بياناً، اليوم الجمعة 17 تموز/ يوليو، قالت فيه، إن “فيرشينين” و”بيدرسون” ناقشا خلال مكالمة هاتفية الأمور المتعلقة بتسوية الأوضاع على الأراضي السورية.
وأضاف البيان، أن الجانبين بحثا بشكل مفصل أهم المسائل التي تتعلق بدفع عملية التسوية السياسية في سوريا نحو الأمام بقيادة السوريين أنفسهم وتحت مظلة وإشراف الأمم المتحدة.
وأوضح البيان أن الحل السياسي الذي سيقوده الشعب السوري يجب أن يكون متوافقاً مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
وأكد أن المسؤول الأممي والروسي، قد ناقشا بالتحديد التحضيرات للاجتماع القادم الذي ستعقده لجنة إعادة صياغة الدستور السوري في جنيف نهاية شهر أغسطس/ آب المقبل.
مباحثات روسية أمريكية حول الحل في سوريا
وفي السياق نفسه، كان نائب وزير الخارجية الروسي “سيرغي فيرشينين” قد أجرى مباحثات مع السفير الأمريكي في موسكو “جون سوليفان” حول آخر التطورات والمستجدات على الساحة السورية، وذلك حسب ما أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان صدر عنها يوم الأربعاء الفائت.
وذكر البيان أن المحادثات بين الطرفين جرت عبر مكالمة هاتفية، مضيفاً أن الجانبين تبادلا وجهات النظر والآراء حول القضايا المشتركة بين البلدين، لا سيما في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط.
وأكد البيان أن القضية الرئيسية المدرجة على رأس جدول أعمال مجلس الأمن كانت محور المحادثات بين “فيرشينين” و”سوليفان”، خاصة تلك القضايا التي تتعلق بدفع عملية التسوية السياسية في سوريا إلى الأمام.
ولفت بيان الوزارة إلى أن أي تسوية متعلقة سواء بالملف السوري أو الليبي يجب أن تتم على أسس محددة، من أهمها احترام سيادة ووحدة الأراضي في كلا البلدين.
ووفقاً لبيان الخارجية الروسية، فإن الجانبين أكدا على اهتمام القيادة في كل من موسكو وواشنطن بضرورة التنسيق والتعاون المشترك فيما بينهما للتوصل إلى صيغة ملائمة للحل في سوريا، بحيث تكون متوافقة مع رؤية مختلف الأطراف للتسوية السياسية سواءً للملف السوري أو ملفات منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
اقرأ أيضاً: تدريبات عسكرية روسية مفاجئة بأمر من “بوتين”.. والخارجية الروسية تتحدث عن توافق مع تركيا حول مستقبل سوريا
وتأتي التحركات الروسية في ظل عودة الملف السوري إلى الواجهة مجدداً بعد فترة من الركود على صعيد الحراك الدبلوماسي الدولي، وذلك بسبب تداعيات انتشار “فيروس كورونا” خلال الأشهر القليلة الماضية.
حديث أمريكي عن انهيار نظام الأسد
وجاء تكثيف روسيا لجهودها الدبلوماسية خلال اليومين الماضيين، بعد حديث أحد المسؤولين الأمريكيين خلال مقابلة صحفية على قناة العربية، كشف من خلالها عن وجود خطة أمريكية تعمل عليها واشنطن منذ عدة أشهر بشأن الحل السياسي في سوريا.
وأفاد المسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية خلال المقابلة أن بلاده لديها أهداف محددة تسعى لتحقيقها في المرحلة المقبلة في سوريا.
وذكر أن من بين أهم الأهداف هي محاولة إجبار النظام السوري على قبول الجلوس على طاولة المفاوضات والدخول في عملية التسوية الشاملة في سوريا، وذلك من خلال زيادة الضغوطات الاقتصادية عليه في الأيام القادمة.
وأشار إلى أن العديد من التقارير قد وصلت في الآونة الأخيرة إلى إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب”، وجميع تلك التقارير تتحدث عن وصول نظام الأسد إلى مرحلة الانهيار.
ولفت المسؤول الأمريكي، إلى أن الإدارة الأمريكية تركز جهودها في سوريا على مسألة إنتاج نظام جديد مغاير ومختلف كلياً عن النظام القائم حالياً.
اقرأ أيضاً: مسيرة مجهولة تستهدف اجتماعاً لقيادات روسية.. وتركيا تراقب الوضع في إدلب عبر “Karagöz GAG”..!
وأكد أن الرئيس الأمريكي ينظر إلى مسألة إنتاج النظام السوري الجديد بمعزل عن وجود “بشار الأسد” على رأس السلطة في سوريا.
كما أضاف من بين أولويات الإدارة الأمريكية في الوقت الراهن هي العمل على طرد القوات الإيرانية والجماعات الموالية لها خارج الحدود السورية.
وشدد على أن ذلك يتم بالتزامن مع جهود سياسية كبيرة تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية بشأن التوصل إلى صيغة مناسبة للحل السياسي الشامل في سوريا، وذلك بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.