روسيا تنسحب من اتفاقية حماية المدنيين في سوريا.. واجتماع بين الروس و”مؤثرين علويين”.. هذه تفاصيله..!
روسيا تنسحب من اتفاقية حماية المدنيين في سوريا.. واجتماع بين الروس و”مؤثرين علويين”.. هذه تفاصيله..!
طيف بوست – فريق التحرير
أعلنت روسيا أنها انسحبت من نظام إبعاد الأماكن الإنسانية من الاستهـ.ـداف الذي تشرف عليه الأمم المتحدة في سوريا، حيث يتضمن النظام إطلاع الأطراف المتنازعة على أماكن المنشآت الأممية والمستشفيات وغيرها من المرافق الحيوية المدنية.
وقال سفير روسيا في الأمم المتحدة “فاسيلي نيبينزيا”: إن “جماعات تابعة للمعارضة السورية تقوم عبر وكلائها بإساءة استـغـ.ـلال اتفاق الهدنة في المنطقة”.
وطالب السفير الروسي الأمم المتحدة بتقديم أي معلومات تملكها في هذا الشأن أو أي معلومات لها صلة بذلك، للنظام السوري، وذلك بحسب ما نقلت وكالة “رويترز” عنه.
واعتبر “نيبينزيا” أن انسحاب بلاده من اتفاقية حماية المدنيين في سوريا جرى يوم الثلاثاء الماضي دون أن تعلن القيادة الروسية عن ذلك رسمياً، ليس من شأنه أن يشكل أي تهـ.ـديد على الأعمال الإغاثية في الشمال السوري”.
وأكد أن روسيا لن تشكل أي خـ.ـطر على عمال الإغاثة، وذلك في كانت المعلومات التي تقدمها الأمم المتحدة دقيقة وجديرة بالثقة، على حد تعبيره.
وعلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية على انسحاب روسيا من الاتفاقية عبر مذكرة لوكالات الإغاثة جاء فيها: إن “الأمم المتحدة تعبر عن قـلـ.ـقها بشأن الانسحاب الروسي من نظام الإبلاغ الإنساني”.
وأعلن المكتب أن الأمم المتحدة تبحث عن تداعيات القرار الروسي على الأعمال الإغاثية وعمال الإغاثة والعمليات الإنسانية على الأراضي السورية.
بدورها قالت “لويس شاربونو” مديرة شؤون الأمم المتحدة بمنظمة “هيومن رايتس ووتش”: “إذا كانت روسيا تظن أن انسحابها من اتفاقية نظام الإبلاغ الإنساني سيساعدها على الإفلات من المحاسبة على ممارساتها فهي مخطئة تماماً”.
وأضافت: “نحن وجماعات أخرى سنواصل عملنا في التحقيق وتوثيق استهـ.ـداف روسيا المتعمد للمستشفيات والجـ.ـرائم الخـ.ـطيرة الأخرى في سوريا”، وذلك بحسب وكالة “رويترز“.
وقد توصلت الأمم المتحدة خلال شهر أبريل/ نيسان الفائت بعد التقصي والتحقيق إلى أنه من المرجح أن يكون نظام الأسد أو أحد حلفائه قد استهـ.ـدفوا منشآت صحية ومستشفيات وملاجئ في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا خلال العام الماضي.
اقرأ أيضاً: سياسي عربي مخضرم: بشار الأسد يعرف ما ينتظره.. و”رامي مخلوف” يعد نفسه للانتقال إلى قصر الرئاسة
على صعيد آخر، عقدت مجموعة من العلويين المعارضين للنظام السوري في الخارج اجتماعاً مع وفد روسي برئاسة السكرتير الأول للبعثة الروسية الدبلوماسية الدائمة إلى الأمم المتحدة في جنيف “سيرغي ميتوشين”.
وناقش المجتمعون رؤيتهم وأفكارهم بشأن إيجاد حل سياسي للأوضاع في سوريا على ضوء المستجدات والتطورات الأخيرة.
وقال المحامي السوري “عيسى إبراهيم” وهو أحد المشاركين في الاجتماع: إن الشخصيات العلوية التي اجتمعت مع الوفد الروسي تحت مسمى “العلويون المؤثرون”، قد أكدوا للوفد الروسي أن سوريا الآن في مرحلة حرجة، وأن البلاد على مفترق طرق مصيري وتاريخي”.
وأضاف “إبراهيم” أن المجتمعين تحدثوا عن أثار الحـ.ـرب على النسيج الاجتماعي السوري، مشيرين إلى أن السلطة الحالية تبدو غير مهتمة إطلاقاً بمصير السوريين وسوريا بعد اليوم، وذلك في الاجتماع الذي جرى في 15 من شهر حزيران/ يونيو الجاري، دون أن يتم تحديد مكان انعقاد اللقاء.
وأوضح أنه جرى خلال الاجتماع مناقشة مسألة استغـ.ـلال نظام الأسد للطائفة العلوية، إذ أكد المجتمعون أن نسبة أبناء الطائفة العلوية في الجيش وقوى الأمن أعلى بكثير من نسبتهم في المجتمع السوري.
وأشار العلويون أن سبب ذلك يعود أمرين اثنين: الأول ضعف الموارد في المناطق التي ينتمي إليها أبناء الطائفة العلوية وقلة فرص العمل، مما جعل النظام السوري يستغـ.ـل هذه النقطة لتجنيد أكبر عدد منهم.
أما الأمر الثاني، فيعود لاختزال العسكر العلوي بشبكة محسوبيات يديرها عدد من الضباط مقربين من رأس النظام السوري “بشار الأسد”، بحيث يستغـ.ـل نظام الأسد الفـ.ـقر الشديد في مناطق العلويين من أجل إجبار أبنائها على التوجه نحو العاصمة والسكن في أماكن العشوائيات بعد تطوعهم في الجيش، ليشكلوا بذلك حزماً وحرساً يحمي العائلة الحاكمة والمقربين منها.
وتحدث المجتمعون أن لدى أبناء الطائفة العلوية شعور كبير بالغبن والمـ.ـظلومية، بعد الممارسات التي انتهجها النظام السوري، وإدارته لمكونات المجتمع السوري.
اقرأ أيضاً: تسريب تفاصيل الاجتماع بين “بوغدانوف” ومعاذ الخطيب.. والأخير يعلق..!
ووجه المجتمعون دعوة للسوريين عامةً من أجل التوافق على عقد اجتماعي جديد عبر الحوار، مشيرين إلى أن العملية يجب أن يتم تجسديها في دستور البلاد الجديد، موضحين أن القيادة الروسية تدرك ذلك.
كما تم التأكيد خلال الاجتماع على ضرورة أن يتم إحداث ثقل نسبي في المركز عبر التفاهم بين مختلف الأطراف في سوريا، وذلك بطريقة تضمن أن لا يحدث طغـ.ـيان بين مكونات المجتمع السوري المتنوعة.
وعبر المجتمعون عن رغبتهم بإقامة دولة لا مركزية وموحدة على أن يقودها نظام ديمقراطي علماني بإمكانه أن يدير بشكل جيد التنوع الديني والمناطقي والإثني في سوريا.
ووفقاً للمحامي “عيسى إبراهيم” فإن المجتمعين تحدثوا عن تجارب الأنظمة العالمية الأخرى، وبالتحديد تجربة الاتحاد الروسية القائمة على سياسة مركزية محلية، مشيرين أن تلك التجرية قد تكون مناسبة للوضع السوري، وقد تساهم في إيصالهم إلى نموذج حكم مقبول محلياً ودولياً.
وأوضح المجتمعون أن أبناء الطائفة العلوية يفضلون تواجد روسيا في مناطقهم، ويفضلونه على تواجد إيران، وذلك لاعتبارات ثقافية متعلقة بالقدرة على الانسجام والتفاعل مع الروس على عكس الإيرانيين.
من جانبه قال الدبلوماسي الروسي “ميتوشين نيبينزيا” إن بلاده تسعى وتركز دائماً على تمكين دولة قوية في سوريا، مشيداً بالدور الهام الذي تلعبه روسيا بهذا الشأن.
ونقل المحامي “عيسى إبراهيم” عن الدبلوماسي الروسي قوله: “إن روسيا تركز على أهمية عمل اللجنة الدستورية السورية، ومباحثات جنيف”.
اقرأ أيضاً: “بشار الأسد في موقف حرج”.. فضيحـ.ــة جديدة بخصوص مؤتمر وليد المعلم الصحفي.. وكاتب روسي يكشف المستور
ولفت إلى أن القيادة الروسية تدرك تماماً مدى الحاجة لتجديد العقد الاجتماعي في سوريا، مشيراً أن هذا الأمر قد دفع روسيا لرعاية مؤتمر “سوتشي” عام 2018.
واختتم “نيبينزيا” حديثه بتوجيه سؤال للمجتمعين بشأن كيفية إجراء الحوار في سوريا، فأجابوا: “ذلك يتم عبر الدعوة إلى مؤتمر وطني من أجل بحث إطار وطني ملزم لجميع الأطراف، وذلك لتحديد الخطوات العملية بعد نهاية الصراع التي من شأنها أن توصل إلى التصالح بين مختلف المكونات”.