أين ذهبت ملايين الدولارات وكيف تمكن مصرف سوريا المركزي من تغطية تسليم الحوالات.. خبير يوضح
أين ذهبت ملايين الدولارات وكيف تمكن مصرف سوريا المركزي من تغطية تسليم الحوالات.. خبير يوضح
طيف بوست – فريق التحرير
يتساءل الكثير من السوريين عن الطريقة التي تمكن فيها مصرف سوريا المركزي من تغطية تسليم الحوالات المالية الخارجية التي وصلت إلى سوريا بمناسبة العيد، لاسيما في ظل تأكيدات بوصل مبالغ تصل إلى 20 مليون دولار أمريكي في بعض الأيام التي سبقت العيد.
كما تدور التساؤلات حول الجهة التي تستحوذ على ملايين الدولارات التي تصل إلى سوريا، حيث أن تلك الأموال الهائلة تساهم في تحسن الليرة السورية واستقراها أمام الدولار لفترة قصيرة، لكن سرعان ما تعود العملة المحلية للانخفاض بقوة دون أن يكون لتلك الدولارات أي تأثيرات إيجابي على المدى الطويل كما وهو مفترض.
وضمن هذا السياق، أشار خبير اقتصادي ومالي من دمشق في حديث لموقع “طيف بوست” إلى أن مصرف سوريا المركزي قام بتغطية تسليم الحوالات التي وصلت للسوريين بمناسبة العيد من خلال الأموال التي وصلته عن طريق العراق والأردن.
وأوضح الخبير أنه على إطلاع ما يحدث في الفترة الحالية، مشيراً إلى وصول كميات كبيرة من الدولار إلى المصرف المركزي السوري في إطار دعم مشاريع التعافي المبكر من قبل بعض الدول العربية من ضمنها السعودية التي سهلت وصول الأموال بالدولار إلى دمشق قادمة من عمان وبغداد.
كما أشار الخبير إلى أن مصرف سوريا المركزي أعطى أوامر للبنوك مثل مصرف التسليف الشعبي والمصرف التجاري السوري بإيقاف منح القروض للسوريين بالنسبة للراغبين بأخذ قرض من أجل تركيب أنظمة الطاقة الشمسية.
ونوه إلى أن إيقاف منح القروض وفر مبالغ كبيرة وضخمة من الليرة السورية جعلت المصرف المركزي قادراً على تغطية حجم الحوالات التي وصلت إلى البلاد في فترة ما قبل العيد.
وبحسب الخبير، فإن السؤال الأهم هنا، أن هناك أموال بالدولار وصلت إلى خزينة المركزي وأضيفت إليها قيمة الحوالات أيضاً بالدولار والقطع الأجنبي، فأين ذهبت تلك الأموال ولماذا عادت الليرة السورية إلى مسار الانخفاض بقوة بدل أن تتحسن نتيجة توفر الدولار لدى المركزي بكميات كبيرة.
اقرأ أيضاً: سهام النقد تطال مصرف سوريا المركزي وخبير يفضح المستور حول سعر صرف الدولار الحقيقي في سوريا
وأفاد الخبير أن المبالغ بالدولار التي من المفترض أن تصل إلى خزينة مصرف سوريا المركزي لا تصله بالكامل، بل أن هناك جهات تتقاسمها معه، الأمر الذي يؤدي إلى خلل في التوازن بين العرض والطلب على الدولار في السوق السورية.
وختم الخبير الاقتصادي حديثه منوهاً إلى أن الاستمرار بالتعامل مع الواقع الاقتصادي بهذه الطريقة، وعدم قدرة مصرف سوريا المركزي على التحكم بالكامل بالموارد التي تصل إلى البلاد من الدولارات والقطع الأجنبي ستقود البلاد إلى مرحلة جديدة من الانهيار الاقتصادي في قادم الأيام.