سحب ملايين الدولارات وضخ تريليون ليرة سورية وعملية تلاعب بسعر الصرف تنذر بتدهور الليرة السورية
سحب ملايين الدولارات وضخ تريليون ليرة سورية وعملية تلاعب كبرى بسعر الصرف تنذر بتدهور الليرة السورية
طيف بوست – فريق التحرير
كشفت مصادر اقتصادية محلية عن عملية تلاعب كبرى بسعر صرف الدولار في سوريا يدار من قبل جهات نافذة في البلاد، مشيرة إلى أن عملية التلاعب بسعر الصرف تنذر بتدهور كبير قادم في قيمة الليرة السورية مقابل الدولار وبقية العملات العربية والأجنبية.
وأشارت المصادر أن هذا السيناريو تكرر أكثر من مرة، حيث حدث في نهاية عام 2022 وفي منتصف عام 2023، ويتكرر حدوثه في عام 2024، إذ يتم سحب ملايين الدولارات من عموم المناطق السورية، لاسيما منطقة شرق الفرات، ومن ثم ضخ كمية كبيرة من العملة السورية في الأسواق الرئيسية في سوريا.
وأوضحت أن الجهات النافذة لديها مكاتب صرافة تعمل في السوق السوداء في مختلف المناطق السورية، حيث تجمع تلك المكاتب الدولار، لاسيما المكاتب في منطقة شمال شرق سوريا التي تعتبر منطقة غنية بالدولار والعملات الصعبة كونها منطقة تعتمد على عوائد النفط، ومن ثم ترسله إلى المكاتب في بقية المحافظات.
وبينت أن تلك الفرق في سعر الصرف بين منطقة شرق الفرات والمحافظات السورية الأخرى، هو الذي يجذب تلك الجهات لسحب الدولار منها، حيث أن الفرق في السعر بين دمشق والحسكة غالباً ما يكون أكثر من 300 أو 400 ليرة سورية، وهو الأمر الذي يتيح لهم تحقيق هامش ربح كبير.
وأشارت إلى أن تلك المبالغ التي يتم جمعها بالدولار لو كانت تدخل إلى خزينة مصرف سوريا المركزي ويتم ضخها في الأسواق بطريقة مدروسة ومنتظمة لكانت ساهمت في تحسن أو استقرار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار.
وأضافت أن الجهات النافذة بدلاً من ذلك تقوم بضخ كميات كبيرة من الليرة السورية في الأسواق السورية، لاسيما في دمشق وحلب وحمص واللاذقية عبر مكاتبها المنتشرة في تلك المحافظات، الأمر الذي سيغرق السوق السورية بالعملة المحلية مع زيادة الطلب على الدولار بشكل كبير في الفترة القادمة.
وأفادت المصادر أن زيادة الطلب على الدولار من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من التدهور في قيمة الليرة السورية نتيجة وجود فائض من السيولة بالعملة المحلية في الأسواق مع عدم توفر الدولار بكميات كافية تلبي متطلبات السوق.
اقرأ أيضاً: توجيه مليارات الدولارات من عائدات إنتاج النفط في سوريا لدعم السوريين وتحسين معيشتهم.. ما القصة؟
وبحسب المصادر فإن الجهات النافذة قامت بعملية تلاعب كبرى ستؤثر على سعر الصرف في سوريا عبر سحب ملايين الدولارات مؤخراً من بعض المناطق السورية ومن ثم ضخ مبلغ بنحو تريليون ليرة سورية في أسواق دمشق وحلب واللاذقية وحمص بالتحديد.
وكشفت ذات المصادر أيضاً، أن تلك الجهات وعبر المكاتب والسماسرة التابعين لها قد صدرت حوالي 500 مليار ليرة سورية إلى منطقة شمال شرق سوريا مقابل سحب حوالي 120 مليون دولار من تلك المنطقة خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة، منوهة أن تأثيرات ذلك على سعر صرف الليرة السورية في السوق السوداء ستبدأ بالظهور مع بداية الشهر المقبل.