ظاهرة متجددة يتوسع انتشارها في سوريا وتتحول إلى تجارة رابحة تدر آلاف الدولارات شهرياً
ظاهرة متجددة يتوسع انتشارها في سوريا وتتحول إلى تجارة رابحة تدر آلاف الدولارات شهرياً
طيف بوست – فريق التحرير
أفرزت الأزمات الاقتصادية المتراكمة في سوريا خلال السنوات الماضية ظواهر جديدة اجتاحت المجتمع السوري بشكل غير مسبوق في الآونة الأخيرة، حيث توسع انتشار عدد من الظواهر بشكل ملحوظ مؤخراً مع وصول الوضع الاقتصادي في البلاد إلى حالة يرثى لها.
ومن بين أبرز الظواهر التي تحولت في الآونة الأخيرة إلى تجارة رابحة في سوريا تدر آلاف الدولارات شهرياً على من يمتهنها، هي ظاهرة التسول، حيث يصطف عدد كبير من الناس عند إشارات المرور وبجانب الأماكن المكتظة من أجل جمع المال وجذب العطف.
وبحسب تقارير محلية، فإن استمرار تردي الوضع الاقتصادي في البلاد أدى إلى توسع انتشار هذه الظاهرة، لاسيما مع تنامي الفقر واتساع الفجوة بين الدخل والاحتياجات بشكل كبير خلال الأشهر القليلة الماضية.
وأوضحت التقارير أن عدد كبير من السوريين وجدوا أنفسهم غير قادرين على تلبية احتياجات عائلاتهم وتأمين قوت يومهم، لذلك اتجهوا للتسول كوسيلة يأملون عبرها أن يلبوا احتياجاتهم.
وبينت التقارير أن كثير من العاملين في هذا المجال حالياً يحققون دخل مادي يفوق بكثير ما يمكن الحصول عليه عند العمل بأعمال أخرى، الأمر الذي جعل هذه الظاهرة تتوسع وتنتشر بكثرة في الآونة الأخيرة في معظم المدن السورية.
وأكدت التقارير وفقاً لدراسة واقعة أن الدخل الذي يحققه بعض المتسولين يعتبر دخلاً لا يستهان به، حيث يتمكن بعضهم ممن يمتلكون خبرة في هذا المجال وطرق ملتوية لإقناع واستعطاف الناس من جمع مبالغ تصل إلى آلاف الدولارات شهرياً.
وأضافت أن بعض المتسولين يحصلون على مبالغ تصل إلى نحو 150 ألف ليرة سورية في الساعة الواحدة، الأمر الذي يمكنهم من جمع ملايين الليرات السورية خلال العمل على مدار الشهر.
وأشارت مصادر محلية إلى انتشار أساليب جديدة لجذب تعاطف الناس، مثل التظاهر بالمرض أو الإعاقة من أجل الحصول على مردود مالي أكبر.
كما نوهت المصادر إلى انتشار هذه الظاهرة بين الأطفال صغار السن، حيث يذهبون إلى إشارات المرور والأماكن العامة بدل التوجه إلى مقاعد الدراسة.
اقرأ أيضاً: لأول مرة.. خبير يفضح المستور حول الفشل الاقتصادي في سوريا واستمرار تدني قيمة الليرة السورية
وبحسب خبراء في مجال علم الاجتماع فإن توسع هذه الظاهرة بشكل كبير في المدن السورية سيكون له آثار سلبية كبيرة على المجتمع السوري في المدى القريب.
وحذر الخبراء من أن المستقبل القريب في سوريا يبدو قاتماً في ظل استمرار تردي الوضع الاقتصادي وانتشار ظواهر جديدة بشكل غير مسبوق في البلاد مؤخراً.