البنك الدولي يصدر تقريراً هاماً حول التدهور الاقتصادي في سوريا وخبراء يتوقعون مستقبل الليرة السورية
البنك الدولي يصدر تقريراً هاماً حول التدهور الاقتصادي في سوريا وخبراء يتوقعون مستقبل الليرة السورية
طيف بوست – فريق التحرير
أصدر “مرصد الاقتصاد السوري” التابع للبنك الدولي تقريراً هاماً سلط من خلاله الضوء على الواقع الاقتصادي في سوريا، مشيراً إلى استمرار تردي الوضع المعيشي في البلاد، وذلك بالتزامن مع توقعات بتدهور أكبر قادم بدأت ملامحه تلوح في الأفق بشكل واضح.
وحذّر المرصد في تقريره النصف سنوي الذي يصدر دورياً حول الوضع الاقتصادي والمعيشي في سوريا من ضياع أجيال بأكملها من السوريين نتيجة الأوضاع القائمة هناك.
وأفاد التقرير إن استمرار الصـ.ـراع في سوريا ووصوله للعام 12 دون التوصل إلى حلول قد أحدث تأثيراً مدمـ.ـراً على السكان والاقتصاد المحلي عموماً، لاسيما بعد تدهـ.ـور البنى التحتية في البلاد وتعمق ما وصفه بـ”الشيخوخة الديمغرافية”.
وبحسب التقرير فإن ما حدث في سوريا خلال السنوات الماضية أدى إلى خفض النشاطات الاقتصادية في البلاد إلى النصف بين عامي 2010 و 2019.
كما أشار إلى أن ما سبق أدى كذلك الأمر إلى ارتفاع معدلات الفـ.ـقر المدقـ.ـع في سوريا وانهيار العديد من القطاعات الاقتصادية، مما ساهم بشكل كبير في تدهور فرص العمل وكسب العيش والاستنفاد التدريجي لقدرات العائلات السورية على التكيف على هذا الوضع.
وأوضح التقارير أن الاقتصاد السوري يعـ.ـاني من تراكم المشكلات، الأمر الذي أدى إلى عدم استقراره، مشيراً إلى أن مجمل التوقعات تؤكد استمرار الظروف الاقتصادية الراهنة في سوريا وتردي الوضع المعيشي للسوريين في قادم الأيام.
ووفقاً للتقرير فإن الخبراء يتوقعون انكماشاً في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لسوريا بنسبة 2.6 بالمئة خلال عام 2022 الجاري أي نحو 15.5 مليار دولار مقارنة بأسعار عام 2015 الثابتة، وذلك بعد أن انخفض بنسبة 2.1 بالمئة في عام 2021، ما يشكّل مـ.ـخـ.ـاطر كبيرة على آفـ.ـاق النمو ويميل إلى الجـ.ـانـ.ـب السلبي.
وأضاف التقرير: “رغم التحـ.ـديـ.ـات التي لا تزال المرأة تواجهها في الـ.ـوصـ.ـول إلى فرص اقتصادية متساوية، يُظهر السكان السـ.ـوريون عـ.ـجـ.ـزًا في فئة الذكور، وزيادة بمشاركة الإنـ.ـاث في الـ.ـقـ.ـوى العاملة، نتيجة تدهـ.ـور الظروف الاقتصادية”.
ويأتي ما سبق وسط استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي في سوريا في مختلف مناطق الصـ.ـراع، وذلك بالتزامن مع استمرار التحذيرات من مستقبل كارثي يهدد السوريين خلال المرحلة القادمة التي من المتوقع أن يشهد فيها الاقتصاد العالمي أزمات متلاحقة.
وفي سياق متصل، كان العديد من المحللين والخبراء في مجال الاقتصاد قد توقعوا أن تشهد البلاد صعوبات اقتصادية متزايدة قبل نهاية عام 2022 الجاري، مشيرين إلى أن البيانات العالمية تدل على أن ركوداً تضخمياً سيضـ.ـرب الاقتصاد على مستوى دول العالم قبل نهاية هذا العام.
اقرأ أيضاً: الليرة السورية تلامس أدنى مستوى لها أمام الدولار خلال عام 2022 وهذه أسعار الذهب محلياً وعالمياً!
ولفت المحللون إلى أن آثار ذلك ستكون كارثية على الاقتصاد السوري وسعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار وبقية العملات، بالإضافة إلى توقعات بارتفاع صاروخي ستسجله أسعار مختلف المواد والسلع في الأسواق السورية.
ويرجح معظم المحللون أن يصل سعر صرف الليرة السورية إلى مستويات قريبة من حدود الـ 5000 ليرة سورية للدولار الأمريكي الواحد، وذلك قبل نهاية العام الجاري.