رغم التحذيرات التركية.. روسيا والأسد يعلنان مواصلة الحملة العسكرية على إدلب.. والفجوة تتعمق بين موسكو وأنقرة
عبرت روسيا ومن خلفها نظام الأسد عن رفضهما التام للعمليات العسكرية التي شنتها الفصائل الثورية بدعم تركي في منطقة خفض التصعيد الرابعة في إدلب.
وقال المتحدث باسم الكرملين “دميتري بيسكوف” في تصريحات صحفية خص بها وكالة “ريا نوفوستي” الروسية صباح اليوم، إن روسيا قلقة إثر الهجمات التي تتعرض لها قوات نظام الأسد.
وأضاف “بيسكوف” أن العمليات التي يشنها “مسلحون” في إدلب ضد مواقع النظام السوري أمر ترفضه موسكو، داعياً إلى التصدي للأنشطة الإرهابية في المنطقة، على حد تعبيره.
وأشار إلى وجوب العودة إلى اتفاق “سوتشي” وتنفيذ بنوده الخاصة بمنطقة خفض التصعيد الرابعة بإدلب، مشدداً على أهمية هذه النقطة.
وتأتي التصريحات الروسية في ظل شن الفصائل الثورية التابعة للمعارضة السورية عملاً عسكرياً من أجل استعادة مدينة سراقب وبلدة النيرب، وذلك بدعم وإسناد المدفعية التركية.
وقد أسفرت العملية عن إسقاط طائرة مروحية تابعة لنظام الأسد في ريف إدلب الشرقي، وسط مواجهات عنيفة تشهدها المنطقة منذ ساعات الصباح الأولى.
وأفادت عدة مصادر إعلامية أن فصائل المعارضة تمكنت من إحراز تقدم نوعي على محور بلدة النيرب الواقع قرب الطريق الدولي “إم 4” الذي يصل حلب باللاذقية.
نظام الأسد يعلن مواصلة حملته العسكرية على إدلب
في سياق متصل، وبالتزامن مع التصريحات الروسية الرافضة للعمليات العسكرية التي أطلقتها فصائل المعارضة بدعم تركي على مواقع قوات نظام الأسد، أصدر الأخير بياناً أكد فيه أنه لن يوقف عملياته العسكرية على المناطق المحررة شمال سوريا.
وجاء في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن النظام السوري لا يقبل وجود أي قوات تركية على الأراضي السورية، وإن ذلك يعتبر انتهاك سافر للقوانين الدولية، وتعدي صارخ على سيادة الدولة السورية، وفقاً للبيان.
وأضاف البيان أن التواجد التركي في الشمال السوري يعتبر متناقضاً مع تفاهمات “أستانا” واتفاقية “سوتشي”، بشأن منطقة خفض التصعيد الرابعة بإدلب.
ودعا نظام الأسد المجتمع الدولي بالتصدي للاعتداءات التركية على مواقع النظام الذي يلاحق من وصفهم بـ “الإرهابيين”، مؤكداً على استمرار الحملة العسكرية على إدلب لاستعادة المزيد من الأراضي شمال سوريا.
في حين تعتبر تركيا أن نظام الأسد لا يمكن أن يتخذ قرار مواصلة العملية العسكرية في إدلب، إلا بموافقة الجانب الروسي، في إشارة واضحة إلى تغاضي الروس عن ممارسات الأسد، لا بل دعمه وإعطائه الضوء الأخضر لمواصلة الهجمات في المنطقة.
اقرأ أيضاً: خبراء أتراك: زمن الدبلوماسية انتهى والأسد تجاوز حدوده.. تركيا لن تنتظر حتى نهاية الشهر وستضرب بيد من حديد
الفجوة تتعمق بين موسكو وأنقرة
وفي شأن ذي صلة، ما زال التوتر سيد الموقف بخصوص العلاقات بين روسيا وتركيا، وقد تصاعدت حدة التوتر يوم أمس إثر مقتل 5 جنود أتراك بعد أن استهدفت مدفعية نظام الأسد إحدى نقاط المراقبة التركية قرب مدينة سراقب.
وعلى خلفية ذلك هرول الوفد الروسي إلى أنقرة لامتصاص غضب الأتراك، إلا أن نتائج الاجتماع لم تثمر عن أي تقدم في العملية التفاوضية بين الطرفين.
وهددت تركيا أنها بصدد شن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد مواقع قوات النظام السوري، وإجباره على التراجع إلى خلف حدود نقاط المراقبة التركية المتمركزة في الشمال السوري.
هذا ولم يتوصل الجانبان التركي والروسي إلى صيغة تفاهم حول ملف إدلب، وسط اتساع الفجوة بين الطرفين، وتضارب وجهات النظر، والاتهامات المتبادلة حول مسؤولية عدم الالتزام ببنود اتفاقية “سوتشي” الموقعة بين موسكو وأنقرة.
وتجدر الإشارة إلى أنه من المنتظر أن يجري الرئيسان الروسي “فلاديمير بوتين” ونظيره التركي “رجب طيب أردوغان” مساء اليوم اتصالاً هاتفياً لبحث الأوضاع في منطقة خفض التصعيد بإدلب، وذلك حسب ما أفادت وكالة “الأناضول” التركية.