أخر الأخبار

مصادر في القصر الجمهوري: انتهى دور بشار الأسد في سوريا وقواته لا تملك مقومات تكفي للهجوم على إدلب

قال المهندس “محمد صبحي الهوا” الذي عمل سابقاً في القصر الجمهوري بالعاصمة السورية دمشق نقلاً عن مصادر مقربة من رأس النظام السوري بشار الأسد، إن دور الأسد في سوريا قد انتهى، وأنه في آخر أيامه.

وأفادت المصادر أن نظام بشار الأسد أصبح بحكم المنتهي على مختلف الأصعدة إن كان على المستوى السياسي أو الاقتصادي، وحتى عندما يتعلق الأمر بالأمور العسكرية.

وبحسب المصادر فإنه يمكن القول أن قوات النظام السوري باتت غير قادرة على تأمين المتطلبات الأساسية الكافية لمهاجمة آخر معاقل المعارضة في محافظة إدلب وما حولها. 

وأشار المهندس “محمد الهوا” إلى أن ما نقله هو عبارة عن تحليلات مبنية على معلومات حصل عليها من مصادر مقربة من رأس النظام السوري بشار الأسد، حيث أكدت تلك المصادر أن أيام الأسد باتت معدودة، وأنه الآن بحكم الميت، ولا يبقى إلى مسألة الإعلان عن الوفاة.

أموال نظام الأسد ضاعت في لبنان

وأكد “الهوا” الذي عمل في القصر الجمهوري سابقاً كمتعهد هندسي، وله علاقات مع أشخاص يشغلون مناصب على درجة عالية من الحساسية، أنه تلقى رسالة من أحد المقربين توضح أن جزء كبير جداً من الأموال التي كانت بحوزة نظام الأسد قد فقدت في لبنان الذي كان يسمى سويسرا الشرق.

وقد فقدت الأموال نظراً للنظام المصرفي المتبع في الدولة اللبنانية والأشبه بالتعامل مع البنوك السويسرية من حيث الريادية والموثوقية، لكن سرعان ما تبين العكس بشكل مفاجئ، إذ اتضح أنه نظام مالي مفلس تحكمه حكومة فاسدة، الأمر الذي أدى إلى فقدان الأموال التي أقرضها نظام الأسد للحكومة في لبنان.

وكنتيجة طبيعية للأوضاع الحالية في لبنان ضاعت أموال الفاسدين من السوريين الذين لجئوا إلى المصارف اللبنانية لتأمين مدخراتهم التي تقدر بنحو 75 مليار دولار، حيث تعد البنوك اللبنانية ملاذاً آمناً للأموال المنهوبة من الشعب السوري عبر المتنفذين والمقربين من السلطة.

ووفقاً للمصادر ذاتها فإن الأموال التي أدخرها مقربون من نظام الأسد في البنوك اللبنانية يمكن اعتبار أنها تلاشت، ولم يبقى منها شيء يذكر، حيث لم يعد بمقدور الفاسدين الذي بنوا ثروتهم على أكتاف الشعب السوري أن يدعموا نظام الأسد عن طريق شراء النفط الذي يحتاجه لمواصلة العمليات العسكرية، إذ كانت تتم عملية الشراء عبر المصارف اللبنانية.

وأوضحت المصادر أن البنوك الخاصة في سوريا هي بالمجمل مملوكة من قبل المصارف في لبنان، وأن الرواتب الحالية التي يتقاضاها الموظفون في سوريا والتي لا تتجاوز الخمسين دولار أمريكي شهرياً، ربما لن تساوي لهم شيئاً في قادم الأيام التي ستشهد على الأغلب عدم توفر البنزين والمازوت.

وأكدت المصادر أن الأمر قد يتعدى إلى عدم توفر مادة الخبز، وربما تصبح الأوضاع أكثر سوءاً مما نتخيل جميعاً، مما يعاني أنه بالفعل انتهى دور بشار الأسد في سوريا، وأن نهاية حكمه ونظامه باتت وشيكة.

حجم الاستثمارات التي يقيمها السوريون في لبنان

وتطرق “الهوا” إلى ذكر الحجم الفعلي للاستثمارات التي يقيمها السوريون على الأراضي البنانية حيث قال: “سأضرب مثلاً واحد فقط عن أحد الأشخاص الأثرياء من محافظة دمشق، وهو “محمد زهير بدير” الذي يملك مستشفى الشامي، إذ قام بدعوتي ذات مرة للذهاب إلى لبنان وزيارة أحد العقارات الذي يقدر مساحته بمئات الدونمات، والذي يقع بجبل لبنان لدراسة مدى إمكانية تحويل العقار لمجمعات سكنية سياحية”.

وأضاف “الهوا” هلعت حينها من حجم الاستثمارات التي يقوم بها السوريون في لبنان، ومن عدد المشاريع والعقارات التي يملكها “محمد زهير بدير” وغيره من السوريون المتنفذين أمثال سامر الفوز ونزار الأسعد وغيرهم من الذين يملكون شققاً في لبنان يقدر ثمن الشقة الواحدة بحوالي 7 ملايين دولار.

لذلك شاهدنا بشار الأسد في الآونة الأخيرة يقوم بمصادرة أموال جميع المقربين منه وعلى رأسهم رامي مخلوف وياسر عباس وأيمن جابر ومحمد حمشو، كما قام بالاستيلاء على أموال المقربين من زوجته أسماء الأسد أمثال طريف الأخرس وغيره، حيث تقول التسريبات الأخيرة إن سامر درويش رئيس جمعية البستان وأيمن جابر يقبعون الآن في سجون الأسد لرفضهم الامتثال للأوامر وتسليم جزء من ثروتهم.

موقف روسيا من بقاء بشار الأسد

وأما بما يخص موقف موسكو من بقاء بشار الأسد على رأس السلطة في سوريا، فقال “الهوا” إن روسيا لديها علم تام ومعرفة بأنه لن تجري عملية إعادة إعمار سوريا إلا في حال وجود تعديلات في جوهر النظام السوري، وهذا ما يحاربه بشار الأسد بشتى الوسائل.

فنظام الأسد بحسب “الهوا” يدرك أن إجراء أي تعديلات في نظام الحكم في سوريا يعني بالضرورة تنحيته عن السلطة، والقبول بالتغيير على اعتباره أمراً واقعاً، ويمكن اعتبار أعمال اللجنة الدستورية تندرج تحت هذا السياق.

وجدد “الهوا” تأكيده أن بشار الأسد فقد ثقته بجميع من حوله، ولم يعد يثق بأحد حتى أقرب المقربين منه، فضلاً عن قيامه في وقت سابق بتحييد الأشخاص الذين ساهموا بوصوله لسدة الحكم أمثال محمد سليمان وصهره آصف شوكت، حيث لا وجود لأحد بجانبه الآن من الشخصيات الكبيرة التي تتمتع بخبرة سياسية وعسكرية واسعة يمكنه أن يثق بها.

وعند الحديث عن الجيش كمؤسسة قائمة يمكن اعتبارها بحكم المنتهية، حيث يعتمد الأسد في هجماته على إدلب وغيرها على المرتزقة الإيرانيين والأفغان لعدم توفر العنصر البشري، إذ أصبح الجيش السوري أشبه بالميليشيات التي تتحرك عشوائياً، ولولا مساندة الطائرات الروسية لهم من الجو لما استطاعوا البقاء في أماكنهم ليوم واحد على أبعد تقدير.

ولا يمكن أن نغفل عن أمر بالغ الأهمية، وهو أن وسائل الإعلام في روسيا بدأت مؤخراً بانتقاد بشار الأسد شخصياً في سابقة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، لا بل إن الصحف الروسية طالبت الأسد علناً بأن لا يعطل مسار الحل السياسي على اعتباره الحل الوحيد لإنهاء النزاع على الأراضي السورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: