منافسة قوية بين عدة أطراف على جمع الدولار في سوريا وخطة ذكية ينفذها مصرف سوريا المركزي

منافسة قوية بين عدة أطراف على جمع الدولار في سوريا وخطة ذكية ينفذها مصرف سوريا المركزي
طيف بوست – فريق التحرير
كشفت مصادر محلية سورية عن منافسة قوية بين عدة أطراف على جمع أكبر قدر ممكن من الدولار في سوريا، وذلك نظراً لأن الطرف الذي يمتلك أكبر كميات من الدولار بإمكانه التحكم بمستقبل سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية.
وأوضحت المصادر أن المضاربين على الليرة السورية دخلوا في منافسة قوية مع مصرف سوريا المركزي، حيث يسعى كل منهما إلى جمع أكبر كمية ممكنة من الدولارات والاحتفاظ بها لاستخدامها في الوقت المناسب الذي يحقق أهداف كل طرف.
وبينت أن هناك طرف آخر، وهم رجال الأعمال التابعين للنظام البائد والذي يقطنون الآن إما في العراق أو لبنان، فهم كذلك الأمر يسعون إلى جمع الدولار من الأسواق السورية من أجل إحداث ارباك في تلك الأسواق وعدم إفساح المجال أمام تحقيق أي استقرار اقتصادي ومالي في سوريا.
وأشارت إلى مصرف سوريا المركزي وجد نفسه مضطراً لخوض المنافسة مع كل من المضاربين على الليرة السورية سواءً في الداخل السوري أو خارج البلاد.
ولفتت أن المصرف المركزي بدأ يعمل بطريقة مختلفة، حيث أن ضرورات المرحلة تفرض عليه التعامل بشكل مختلف من أجل توجيه ضربة أخيرة تنهي إمكانية استمرار عمل المضاربين داخل وخارج البلاد.
وأضافت المصادر أن المصرف المركزي ينفذ خطة ذكية ومحكمة من شأنها أن تغيير المعادلة الاقتصادية في سوريا خلال الفترة المقبلة، حيث تتمثل الخطة بجمع أكبر قدر من الدولارات بسعر السوق الموازية من أجل استخدامها لاحقاً لاستعادة السيطرة على سوق الصرف.
ونوهت إلى أن مصرف سوريا المركزي من المرجح أن يبدأ بالتدخل في سوق الصرف بشكل جدي مع بداية شهر آذار/ مارس المقبل.
وأفادت بأنه مع بداية شهر آذار القادم يكون مصرف سوريا المركزي قد استلم عدة دفعات من الأموال السورية المطبوعة في موسكو، وبالتالي تصبح لديه قدرة على ضخ سيولة نقدية من الليرة السورية بكميات معينة تسمح له أن يبقى متحكماً بسعر صرف الدولار.
اقرأ أيضاً: خبير اقتصادي يحذر من كارثة مالية تنتظر الأسواق السورية ويرمي الكرة في ملعب مصرف سوريا المركزي
كما أن لحظة التدخل وفقاً للمصادر ستكون مع بدء وصول كميات كبيرة من الحوالات المالية إلى البلاد عن طريق المغتربين في الخارج إلى ذويهم داخل البلاد، حيث أن الحوالات تصل عادةً إلى سوريا بكميات كبيرة جداً مع بداية شهر رمضان من كل عام.
وختمت المصادر حديثها مشيرة إلى أنه مع بدء تدخل مصرف سوريا المركزي في سوق الصرف من المتوقع أن يستقر سعر صرف الدولار في البلاد عند مستويات معينة، وتزامناً مع ذلك سيكون هناك استقرار في أسعار المواد والسلع في الأسواق السورية.